إعمار غزة يوفّر فرصاً جديدة للعاطلين من العمل

19 سبتمبر 2014
الاحتلال يمنع إدخال مواد بناء الى غزة (عبدالرحيم خطيب/الأناضول)
+ الخط -
ينتظر الفلسطيني عمار ريحان، على أحرّ من الجمر بدء عملية إعمار قطاع غزة الذي دمر الاحتلال أجزاء كبيرة منه خلال عدوانه الأخير، على أمل أن يفتح له ذلك باباً للرزق يُساعده في تيسير أمور حياته.

ويرزح عشرات الآلاف من العمال الفلسطينيين تحت وطأة البطالة في العديد من المجالات لارتباطها بشكل مباشر وغير مباشر بمواد البناء التي يمنع الاحتلال دخولها إلى قطاع غزة المحاصر منذ ما يزيد عن ثمانية أعوام، ما أثّر سلباً على الأوضاع الاقتصادية وضاعف أعداد العاطلين من العمل.

ويوضح ريحان وهو عامل بناء وأب لطفلين، أنه لم يتمكن من ممارسة عمله منذ أربع سنوات بسبب منع دخول مواد البناء، مشيراً الى أن فتح المعابر والبدء في عملية الإعمار سيوفران له فرصة عمل يمكنها أن تحسّن وضعه الاقتصادي السيئ للغاية، وتمكّنه من سداد الديون التي تراكمت عليه بسبب توقفه عن العمل.

وأثّر تعطل العمال والفنيين والمهندسين والكثير من أصحاب المهن عن أعمالهم على نواحي الحياة في قطاع غزة، في ظل عدم تمكنهم من توفير متطلبات حياتهم الأساسية، ما زاد من نسب البطالة ورفع نسبة الفقراء في غزة، لتصل الى أعلى مستوياتها لتصل الى 50 في المئة من مواطني غزة المقدر عددهم مليونا وثمانمائة ألف نسمة.

ويقول نقيب المقاولين الفلسطينيين في غزة نبيل أبو معيلق، إن البدء في عملية إعمار القطاع سيساهم في تشغيل نحو 200 ألف عامل وفني ومهندس ومقاول وأصحاب الصناعات المساعدة، من مصانع باطون، وبلاط، وتشغيل وسائل النقل والمواصلات والمعدات الثقيلة من جرافات وشاحنات ضخمة، علاوةً على تشغيل ورش الحدادة والمناجر ومصانع الألومنيوم والديكور والكهرباء وغيرها.

ويشير أبو معيلق في حديث لـ"العربي الجديد" الى أن السنوات الثماني الماضية أثبتت أن كيس (شوال) الإسمنت يعتبر أهم سلعة لتدوير الحركة الاقتصادية بسبب تعلّق الكثير من المهن فيه، مبيناً أن فتح المعابر وإدخال البضائع والبدء في عملية الإعمار سيؤدي إلى انتعاش اقتصادي كبير.

ويحذر من أن الوضع الحالي في قطاع غزة خطير، والجميع ينتظر لحظة السماح لمواد البناء بالدخول من أجل البدء في عملية إعمار نحو 19 ألف منزل مهدم، لافتاً الى أن اتحاد المقاولين يسعى مع الجميع، سواء الحكومة أو الفصائل أو الاحتلال والرباعية الدولية والولايات المتحدة الأميركية، إضافة الى السفارات العربية، من أجل الإسراع في العملية.

ويلفت أبو معيلق إلى سيناريوهات عدة قد تحصل في الفترة المقبلة أولها أن تنتهي الإشكالية ويتم فتح المعابر بشكل طبيعي، أو أن تستمر رام الله في التعويل على الوفد الحمساوي-الفتحاوي في القاهرة وأن يتم دعم المصالحة لخدمة الموقف السياسي لحكومة التوافق، مشيراً الى أنه خلال الاجتماع مع الاحتلال، كان الاسرائيليون يقولون إنهم رفعوا الموضوع للقيادة السياسية ولا يعلمون ما الذي سيحصل.

ويضيف أبو معيلق أن قطاع المقاولين ينتظر على أحر من الجمر العودة إلى العمل فور دخول مواد البناء، وستكون أولوية العمل لمقاولي قطاع غزة الذين تضرروا بشكل كبير جراء العدوان الإسرائيلي، وفي حال واجهوا أي نقص سيتم دعمهم بمقاولي الضفة الغربية.

من جهته، يرى أستاذ علم الاقتصاد في جامعة الأزهر في غزة معين رجب، أن إعادة الإعمار تتمثل بداية بإعادة بناء ما دمرته آلة الحرب الإسرائيلية خلال العدوان على غزة، والذي طال عشرات آلاف البيوت والمستشفيات والمؤسسات التعليمية والبنية التحتية وغيرها.

ويوضح رجب لـ"العربي الجديد" أن بدء عجلة الإعمار سيؤدي إلى تحريك الإنتاج وإيجاد الكثير من الأعمال التي ستستغرق وقتاً طويلاً، ما سيؤمن فرص عمل لعشرات الآلاف من العمال والفنيين والعاطلين من العمل، علاوة على تحريك شركات المقاولات التي توقفت عن العمل منذ فترة طويلة.

ويشير رجب إلى أن إعمار غزة سيولّد حالة من النشاط الاقتصادي والتأثير على الحركة التجارية بشكل مباشر وغير مباشر، وسيُنشّط حركة المهن المرافقة للبناء والتشطيب الخارجي، وسيحسّن الدخل الخاص بالعمال الذين توقفوا عن العمل، وسيجعلهم قادرين على توفير متطلباتهم.

ويشدد على أن عملية الإعمار ستستوعب عشرات آلاف العمال في الوقت القريب، وربما يزيد العدد في الوقت البعيد، مبيناً أن الإعمار يُعتبر عملية متكاملة تبدأ من البناء وتنسحب على العديد من الأنشطة الأخرى، التي تحسّن الدخل وتدعم الاقتصاد والأسواق الفلسطينية.

المساهمون