وعلى الرغم من احتجاج العشرات وتشكيلهم حاجزاً بشرياً لمنع القوات الخاصة من اقتحام الكنيسة، تمّت العملية بنجاح، وسط غضب كبير في صفوف حزب الجمهوريين وحزب الجبهة الوطنية، اللذين كانا حاضرين عبر ممثلين منتخبين في البرلمان والبلديات الباريسة.
من جهته، عبّر نائب عمدة الدائرة 15 المنتمي إلى حزب الجمهوريين، فيليب غوجون، لصحيفة "لوبوان"، عن غضبه واستيائه من تصرّف قوات الأمن الخاصة، وقال "غداة تشييع جثمان الأب هارمل، كان الأجدى بالشرطة أن تهتم بأمور أخرى، وسط التهديد الإرهابي المستمر، بدل أن تخلي كنيسة بالقوة في قلب باريس. إنه يوم للعار سيلاحق القوات الخاصة".
ونقلت "ليبراسيون" تفاصيل المعركة القضائية بين المحافظة من جهة، ومالكي وشاغلي الكنيسة من جهة ثانية، واعتبرت الصراع ذات طابع سياسي له حساباته وتداعياته على المشهد الانتخابي في الدائرة الـ15. وكتبت اليومية الفرنسية "بعيداً عن المعركة القضائية التي تصبّ لجهة هدم الكنيسة، بعد تخلّف المطارنة عن دفع مستحقات تصل إلى حوالي 45 ألف يورو للمالك البلجيكي للمبنى الذي يقع في شارع فرانسوا بونفين، فإنّ الحساسية السياسية وصلت إلى ذروتها مع شاغلي الكنيسة الغاليكانيين الذين يحاولون بشتى الطرق تطويع الخط الكاثوليكي لمنخرطين ومحازبين في الجبهة الوطنية".
وفي نفس السياق، أضافت الصحيفة أنّ محازبي الجمهوريين (حزب نيكولا ساركوزي) لم تقنعهم المضاربة العقارية والقرار القضائي الذي خرجت به المحافظة. وتنقل الصحيفة على لسان نائب الجمهوريين، فريدريك لوفيبفر، الذي أطلق نداء طارئا السنة الماضية من أجل حماية الكنائس في فرنسا، قوله إنها "ذريعة سخيفة التي تتبناها محافظة باريس، يمكنها بناء مساكن اجتماعية في مكان آخر.. كانت المفاوضات جارية بين جمعية الكنائس الكاثوليكية والرسولية وأشخاص من الطائفة الأرثوذوكسية لشراء الكنيسة والحفاظ على هذا الإرث التاريخي، لكنّ المحافظة أصرّت على إخلائها وهدمها".
في مقابل ذلك، أصدرت المحافظة بيانا أوضحت فيه ملابسات القرار والشكل الذي تمت به عملية إخلاء الكنيسة تمهيدا لهدمها، وجاء في نص البيان "انطلاق الأشغال في هذا المبنى كان يجب أن تبدأ في نوفمبر الماضي، لكنّ الأمر تعثّر بسبب احتلالها بشكل غير شرعي ومن دون صفة رسمية من قبل أشخاص ألترا-كاثوليك يمنعون بشكل مستمر تطبيق القانون القضائي الصادر منذ 4 سنوات".
وتتميّز كنيسة القديسة ريتا بأنّها الكنيسة الوحيدة في فرنسا التي تسمح بدخول الحيوانات إلى باحتها وحضور القداديس بشكل دوري، كما يشهد الأول من نوفمبر/تشرين الأول من كل عام قداسا خاصا للحيوانات من طيور وقطط وكلاب وخيول لمباركتها.