لا يبدو أن عودة الحياة إلى مسارها الطبيعي قريباً في المنطقة العربية، فرغم أن حالات انتشار فيروس كورونا فيها لا تقارب ما يحدث في أي منطقة أخرى من أرقام، بل إن معدلات الإصابات منخفضة نسبياً مقارنة بدول العالم، لكن المطارات ما زالت مغلقة وأكثر من ذلك الخوف من موجة جديدة من المرض ما زال يهيمن على السياسات والقرارات.
من ذلك تأجيل عودة عمل مطار علياء الدولي في عمان، والذي ترافق مع أنباء عن ظهور حالات جديدة في البلاد، والتلويح بإمكانية العودة إلى إجراءات الحجر المشدّدة من جديد.
وفي هذا السياق، يأتي إلغاء دورة "معرض عمّان الدولي للكتاب"، حسبما أعلن "اتحاد الناشرين الأردنيين"، أمس والذي كان مقرّراً ما بين 23 أيلول/ سبتمبر و4 تشرن الأول/ أكتوبر المقبلين.
وأعلن الاتحاد نيته تنظيم معرض بديل تشارك فيه دور النشر والمكتبات المحلية، بالتعاون مع وزارة الثقافة. هذه خطوة جيدة طبعاً لدعم الناشرين المحليين، ولكنها منوطة بعدم انتشار الفيروس من جديد أيضاً.
يجدر التفكير في برامج لتطوير علاقة الناشر والقارئ بالسوق الرقمي
يمكن أيضاً التفكير في معرض كتاب افتراضي يعيد الحيوية إلى النشر وسوق الكتب، خاصة وأن دراسة أجراها "اتحاد الناشرين العرب" كشفت أن نسبة المبيعات عبر الإنترنت لا تتجاوز 25%، وربما يجدر التفكير في برامج لتطوير علاقة الناشر والقارئ بالسوق الرقمي، خاصة أن رحلات الطيران معلّقة في معظم البلاد العربية لأجل غير مسمى، والقرارات التي تقضي بعدم السماح بالتجمعات لن تجعل من تجربة أي معرض محلي سهلة.
جبر أبو فارس، رئيس "اتحاد الناشرين الأردنيين" ، ذكَر أن المعرض البديل سيشهد مشاركة العشرات من دور النشر، والمؤسسات الرسمية والأهلية، والجامعات، ودعا إلى دعم المعرض من أجل تقليص خسائر الناشرين والعاملين في قطاع صناعة الكتاب وتمكينهم من تجاوز تحديات أزمة كورونا.
يُذكر أن 350 دار نشر من 22 دولة كانت قد شاركت في "معرض عمّان الدولي للكتاب" في دورته التاسعة عشرة التي أقيمت العام الماضي، وتعدّ التظاهرة في بداياتها بالمقارنة مع معارض الكتب العربية الأخرى، وهي إحدى الفعاليات الثقافية القليلة التي تعرفها المدينة في سياق النشر وصناعة الكتاب.