مولابوه، بلدة الصيادين الهانئة على الساحل الغربي لجزيرة سومطرة في إندونيسيا، كانت كومة أنقاض قبل عشر سنوات... إلا أنها عادت اليوم مدينة نابضة بالحياة.
ففي السادس والعشرين من ديسمبر/كانون الأول من عام 2004، اجتاحت موجة تسونامي المدينة، وهي الأقرب من مركز الزلزال الذي تسبب في تشكل موجات عملاقة أتت على الطرق وخطوط الاتصالات.
خلال أسابيع كاملة، عاش السكان في عزلة تامة عن العالم، وكافحوا من أجل البقاء. خلفت هذه الكارثة أكثر من مائة وسبعين ألف قتيل في إندونيسيا، فضلاً عن عشرات آلاف الضحايا في البلدان المطلة على المحيط الهندي.
وأمام حجم الكارثة، رص المجتمع الدولي الصفوف. فجمع مساعدات تقارب سبعة مليارات دولار سمحت بإعادة بناء أكثر من 140 ألف منزل في جميع أنحاء آتشيه، فضلاً عن طرقات ومدارس... واعتماد صفارات إنذار ولوحات مرورية توجه إلى الطرقات التي ينبغي سلوكها للهروب في حال وقوع تسونامي آخر.
لكن الكثير من السكان يستمرون في العيش بالقرب من الشاطئ ، بسبب عجزهم أحيانا عن الانتقال والرحيل إلى مكان آخر. ومع أن هزات متكررة في المنطقة تذكر باستمرار بالمأساة التي حصلت قبل عشر سنوات، تمكن معظم السكان من إعادة بناء منازلهم وحياتهم، على أنقاض هذا الماضي الأليم.