على مدار عقدين، من 1995 إلى 2015 ، نشر المفكر الإيطالي جورجيو أغامبين (1942) سلسلة من تسعة كتب، ليس بالتسلسل ولكن تم تصورها من البداية كأجزاء من مشروع يتقاسم عنوان المجلد الأول له "الإنسان المستباح".
جُمعت هذه الكتب التسعة في نسخة واحدة؛ الأولى مجلد باللغة الفرنسية (2016)، والثانية بالإنكليزية (2017)، والثالثة بالإيطالية (2018)، ما يجعل مدى الرؤية للمشروع ككل بمثابة مراجعة جذرية للفلسفة الغربية، مثلما أنها مراجعة ذاتية مضنية قام بها أغامبين نفسه.
مع اكتمال مسار "الإنسان المستباح" الذي أصبح واضحاً الآن، أعد "معهد برلين للتحقيقات الثقافية"، ندوة تنطلق عند العاشرة من صباح الغد وتتواصل حتى التاسعة والنصف مساء، تحت عنوان "إنسان أغامبين المستباح".
تستكشف الندوة المفاهيم والقضايا الحاسمة المطروحة في مشروع صاحب "حالة استثنائية"، والحدود الجديدة التي تكشفها ضمن الإطار الأكبر، مع التحقق من النقاط التي لم تطرق جيداً من قبل في أعماله، والتي يمكن اعتبارها منطلقاً لأبحاث جديدة، وهي منهجية أغامبين نفسه الذي كان يشتغل كما لو أنه ينسج شبكة متنامية باستمرار.
تتضمن الندوة عدة جلسات نقاشية صباحية ومسائية، تتناول كل واحدة أحد كتبه بالتفصيل، من وجهات نظر ومقاربات نقدية وقراءات عميقة، بمشاركة باحثين من ألمانيا وإيطاليا وفرنسا.
يُجري المشاركون نقاشاً حول العلاقة بين مشروع أغامبين وسياقه التاريخي والإشكاليات التي سعى لمعالجتها. وتدور الأوراق حول محاور أغامبين وتأملات حول فكرة المجتمع، واللعب والحرب، وسياسات أغامبين للزمن، والعنف، والتعاسة، والقانون، والعمل.