وضع ينفيه تماماً وجه إيران الثاني، أو الأول، قاسم سليماني، والذي يظهر في مؤتمرات عسكرية صامتة في العراق وسورية ولبنان. ونجحت الدعاية الإيرانية في تحويل سليماني إلى شبح بلا وجه طوال عقود طويلة، قبل أن تتبدل الغايات الإيرانية ويصبح للشبح وجه بملامح قاسية وبنية عسكرية رشيقة. ولا تُقلل الصور المنشورة للقائد العسكري الإيراني، بمظاهر متواضعة، من حجم المهمات العسكرية التي ينجزها باسم الجمهورية الإسلامية في البلدان التي يطأها ويكون فيها على خطوط الجبهات. يقود سليماني المعارك العسكرية التي تشنها إيران بواسطة حلفائها السوريين والعراقيين واللبنانيين بشكل مباشر، وتسمو تعليماته التي ينقلها بالعربية والفارسية على تعليمات كل القادة العسكريين في تلك البلاد. اللهم إلا التعليمات الروسية التي تأتي من أعلى. ومن الجو تحديداً.
يبقى أن أفعال سليماني أبلغ وأفصح من نوايا الانفتاح الإيرانية التي ينقلها المترجم الأمين عن ظريف في مؤتمراته الصحافية. وتبقى الزيارات غير المُعلنة للجنرال الإيراني أكبر وقعاً من الزيارات البروتوكولية التي يبدأها ظريف وينهيها ضمن مواعيد وأجندات مُعلنة. فأي إيران يجب أن نُصدّق؟