قد يبدو للبعض وللوهلة الأولى أن العنوان فيه شيء من المبالغة، فكيف يمكن لمدرّب، أياً كان، أن يُعيد في أسبوعين فقط وربما أقل، ما كان فقده المنتخب الإيطالي في السنوات الاخيرة وخاصة في المونديال ومع نفس اللاعبين أيضاً.
الإجابة ليست بهذه الصعوبة، حيث يكفي أن نشاهد مباراة هولندا الودّية لنتأكد من ذلك، وجوه اللاعبين قبل المباراة، حماسهم في كل كرة تنافسوا عليها مع الهولنديين، تفاعل الجمهور معهم، ارتفاع مستوى الجميع دون استثناء تقريباً، وهذه كلّها، أبرز صفات أنطونيو كونتى.
كيف لا ومعه شاهدنا أفضل بيرلو، معه استعدنا أفضل تيفيز، معه صار بوغبا أحد أفضل لاعبي الوسط في العالم ومحط أنظار أهم مستكشفي اللاعبين، مع أنطونيو كونتى صار كل من آندريا بارزاليي وجورجيو كييليني الأقوى دفاعياً في إيطاليا.. ومعه أصبح أرتورو فيدال مطلباً لكل الأندية الكبيرة، دون أن نتحدث عن أسامواه والآخرين.
هي ليست صدفة إذن، أن نشاهد زازا وإيموبيلى يتألقان في الهجوم، أن نرى من جديد جاكيريني "كأس القارات"، وأن يتغيّر أسلوب المنتخب ليس في اسبوعين فقط، بل في اقل من ذلك حتى.
مع يوفنتوس، "حوصر" كونتى بالأسماء الموجودة، بالإمكانيات والصلاحيات التي منحته اياها إدارة اليوفي ، أخرج كونتى أفضل ما يكون من تلك المجموعة، وحقّق أفضل ما يمكن، بينما مع المنتخب، هو مرشّح للنجاح لسببٍ في غاية الأهمية، هو أن بإمكانه الآن الاختيار بين الأسماء والمهارات المتوفرة و"تشغيلها" بما يتوافق مع أسلوبه. ولعلّ عدم استدعاء ماريو بالوتيلي لم يكن "بريئاً" من كونتى أو كما "بُرّر" في الإعلام.. "الميستر" كان واضحاً عندما صرّح في مؤتمره الصحفي قبل مواجهة هولندا أنه يريد "رجالاً" في المنتخب، مستعدّين لعطاء كل ما يملكون من أجل القميص، ويكونوا بخدمة زملائهم، وأن يقدّموا "النحن" على "الأنا".
بعد مباراة هولندا، لم يوافق أنطونيو على تسميته بمنقذ إيطاليا الآن بعد خيبة المونديال، قال إنه جزء من منظومة متكاملة، "إما ننجح معاً أو نفشل معاً"، هو واللاعبين والأندية والاتحاد.
على الورق، ما قاله صحيح جداً، لكن في الواقع، الإيطاليون ينظرون إليه على أنه المنقذ فعلاً، يتمنّون نجاحاً لمنتخبهم كما نجح يوفنتوس معه.
الطريق ما يزال طويلاً، لكن عباراة بوفون تختصر كل شيء، أن "أنطونيو كونتى هو الوحيد الآن القادر على السير بالمنتخب الإيطالي وإيقافه مجدّداً على قدميه"، بوفون يعرف جيّداً ماذا يقول، فكونتى حتى ولو لم يوافق على ذلك، هو منقذ إيطاليا الآن، إيطاليا التي تريد العودة للانتصارات.
لمتابعة الكاتبة...https://twitter.com/ShifaaMrad