اتفاق "الاستراحة": ترامب "يذعن" والقرار بيد أردوغان

واشنطن

فكتور شلهوب

avata
فكتور شلهوب
18 أكتوبر 2019
B21DA190-DE42-4334-8FBF-E4A673A00CE7
+ الخط -
ما حصل عليه نائب الرئيس الأميركي مايك بنس من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فاقم النقمة على الرئيس ترامب بدلاً من تنفيسها، فقد ذهب إلى أنقرة ليعود باتفاق وقف نار في شمال سورية، لكنه لم يتمكن من الحصول سوى على فسحة هدوء لمدة خمسة أيام، مفتوحة على الخيارات التي "تتقرر في قمة بوتين–أردوغان بموسكو" بعد أيام.

حاجة البيت الأبيض لشراء الوقت في هذه اللحظة الخانقة من تفاعلات أوكرانيا-غيت، فرضت عليه الصيغة التركية وشروطها التي وضعها المراقبون في خانة "الإذعان"، وهي العبارة التي تكررت وبكثير من الاستياء، في سائر الردود والتعليقات التي صدرت عن أقطاب في الكونغرس والعديد من خبراء السياسة الخارجية والمسؤولين السابقين، ولا سيما العسكريين منهم.

في الأساس، كان المأخذ على الرئيس ترامب أن قراره المتفرد بالانسحاب من سورية، كان وراء الأزمة، إذ فوجئ البيت الأبيض عندما أثارت خطوته اعتراضا ديمقراطيا–جمهوريا واسعا لم يتوقعه.
والأهم أن القرار وصل إلى شرائح في قلب قاعدته الانتخابية، إذ صوت مجلس النواب بأكثرية كاسحة 354 مقابل 60، شملت ثلثي الجمهوريين، على قرار يدين انسحابه، الأمر الذي فرض عليه التحرك لتقليل الخسائر، فكانت زيارة بنس العاجلة على رأس وفد عالي المستوى لا يبدو أن الأتراك انبهروا به، ضم وزير الخارجية بومبيو ومستشار الرئيس لشؤون الأمن القومي روبرت أوبريان، حتى مع أن المحاولة جاءت متأخرة.

ويعرف أردوغان الذي صار صاحب القرار بعد انطلاق العملية، أن سعي الأدارة أملته اعتبارات محلية بحتة، غير مضطر للمساومة من أجلها، وخاصة أن الرئيس ترامب ليس على خلاف مع تركيا حول العملية العسكرية، لأسباب تثير علامات استفهام كثيرة في واشنطن وتكمن في أصل الحملة التي بلغت حد المطالبة بعزل الرئيس الذي "يشن هجمة على الجمهورية"، كما جاء في عنوان مقالة نشرتها نيويورك تايمز للأدميرال المتقاعد وليام ماكرافن. وتظهر لغة غير مألوفة في خطاب كبار العسكريين السابقين الذين اصطدم عدد منهم مع الرئيس علناً بسبب سياساته، وكان آخرها عملية التراشق في الأيام الأخيرة بينه وبين وزير الدفاع السابق الجنرال جيمس ماتيس، ويأتي ذلك في وقت يشتعل فيه الاشتباك السياسي على إيقاع تفاعلات قضية أوكرانيا التي باتت تنذر بانهيارات كبيرة. 


وأشارت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إلى نموذجها "في البيت الأبيض". وبدوره، رد الرئيس بلغة مماثلة في وصفه لحالة بيلوسي "المريضة برأسها". ويعكس التلاسن بالنعوت المتبادلة عمق الصراع الدائر على وقع التحقيقات في قضية أوكرانيا والاعترافات التي يكشفها الشهود يومياً والتي بات معها التصويت في مجلس النواب على قرار بإدانة الرئيس والتوصية بعزله مسألة وقت قد لا يتجاوز نهاية الشهر المقبل، ويحفز على ذلك أن التأييد لمثل هذا الإجراء بلغ 52%.

وفي ظل هذا الواقع، ذهب بنس إلى تركيا ليأخذ لا ليعطي، لكنه انتهى إلى العكس، وانتزعت أنقرة منه وقف العقوبات مقابل هدنة قصيرة قد تكون مهددة بسبب غياب آليات التطبيق، والتوقعات أنها لو صمدت فلا ضمانة لاستمرارها، ولهذا يعود الرئيس الذي صنع الأزمة ليواجه انتكاسة لم يكن له سوى خيار القبول بها. وبذلك رجع إلى التعامل مع أزمتين معاً وفي وقت تتفاقم فيه البلبلة داخل الإدارة التي سيغادرها قريباً وزير آخر تردد أنه مصاب بفيروس أوكرانيا وقد يستدعى لاستجوابه أمام لجان الكونغرس. وبناء على ذلك، فإن كلام بيلوسي والرئيس عن "الانهيار" غير مبالغ فيه.

ذات صلة

الصورة
النازح السوري محمد معرزيتان، سبتمبر 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

يُواجه النازح السوري محمد معرزيتان مرض التقزّم وويلات النزوح وضيق الحال، ويقف عاجزاً عن تأمين الضروريات لأسرته التي تعيش داخل مخيم عشوائي قرب قرية حربنوش
الصورة
احتجاج ضد مقتل الطفلة نارين غوران في تركيا، 9 سبتمر 2024 (فرانس برس)

مجتمع

لم تلق جريمة قتل بتركيا، ما لقيه مقتل واختفاء جثة الطفلة، نارين غوران (8 سنوات) بعدما أثارت قضيتها تعاطفاً كبيراً في تركيا واهتماماً شخصياً من الرئيس التركي
الصورة
غارات جوية إسرائيلية على دمشق 21 يناير 2019 (Getty)

سياسة

قتل 16 شخصاً وجُرح 43 آخرون، في عدوان إسرائيلي واسع النطاق، ليل الأحد- الاثنين، على محيط مصياف بريف حماة وسط سورية.
الصورة
الكفيف السوري حسن أحمد لطفو، أغسطس 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

نال كفيف سوري الشهادة الثانوية العامة (البكالوريا)، أخيراً، بعد انقطاع عن التعليم دام 14 عاما، منذ بداية الثورة السورية، إذ تعرض لإصابة حرب عام 2016