استطاع رئيس الحكومة العراقية، حيدر العبادي، وزعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، تجاوز أزماتهما العميقة، والتي كادت أن تصل إلى حد الصدام المسلّح، والتي تسببت في انشقاق داخل التحالف الوطني الذي ينتميان إليه، ليبدآ، اليوم، مرحلة جديدة من مرحلة التوافق والإعداد لقائمة مشتركة تخوض الانتخابات المقبلة، تقابل قائمة المالكي التي حازت الكثير من التحالف الوطني.
وقال مسؤول في التحالف الوطني، لـ"العربي الجديد"، إنّ "العبادي والصدر استطاعا، اليوم، تجاوز الصعوبات التي اعترضت طريق توافقهما بشأن عدد من الملفات"، مبينا أنّ "اللقاء الذي جمع بين الطرفين أذاب الجليد عن هذه العلاقة المتأزمة لسنوات طويلة".
وأوضح، أنّ "الجانبين بحثا الملفات العالقة بينهما، ومنها ملف الإصلاحات والتغيير الوزاري"، مبينا أنّ "الصدر منح العبادي متسعا من الوقت لتقديم تعديله الوزاري، خصوصا أنّه (العبادي) منشغل بمعركة الموصل".
وأضاف، أنّ "العبادي وعد الصدر بتقديم وزراء تكنوقراط، ليشغلوا الوزارات الشاغرة، كما وعده الصدر بشمول معتقلي التيار الصدري بقانون العفو العام، والذي يعد من أصعب الملفات المعقدة بين الطرفين، كما وعده بالسعي إلى إقرار قانون حرية التعبير والتظاهر السلمي".
وأشار إلى أنّ "نقطة التوافق بين الطرفين، كانت الأزمة التي نتجت عقب إهانة نائب رئيس الجمهورية، نوري المالكي، في المحافظات الجنوبية، والتي عمقت الشرخ بينه وبين كتل التحالف الوطني، وحفزته للخروج بقائمة منفصلة للانتخابات المقبلة"، مبينا أنّ "العبادي والصدر اتفقا على تشكيل قائمة انتخابية مشتركة تمثّل البيت الشيعي، وتحوز أصوات المكون التي يحاول المالكي جذبها بشتى الطرق".
وأضاف، أنّ "الطرفين عقدا اتفاقا بهذا الصدد، وأنهما سيواصلان الاجتماعات خلال هذه الفترة لأجل إعداد القائمة بشكل متكامل والاتفاق على تفاصيلها، وتسجيلها في مفوضية الانتخابات".
وعقب الاجتماع، عقد الطرفان مؤتمرا صحافيا، أكدا فيه "دعم الجيش والإصلاحات الحكومية".
وقال العبادي، في المؤتمر، إنّه "بحث مع الصدر الأوضاع العامة للبلد، وسير معركة الموصل، والانتصارات المتحققة"، مؤكدا أهمية الوحدة بين مكونات الشعب العراقي، والتي تجلّت في أفضل صورة لها بمواجهة "داعش".
وأضاف أنّه "يسعى إلى توفير أفضل الخدمات للشعب العراقي". بينما قال الصدر في المؤتمر، إنّه "اتفق مع العبادي على كثير من الأمور، ومنها الإصلاحات السياسية، ودعم الاعتدال، وإنهاء العنف في العراق"، مؤكدا "رفضه مشروع التسوية إذا كانت على حساب دماء العراقيين".
يشار إلى أنّ العبادي والصدر ينتميان إلى التحالف الوطني، ومرّت علاقتهما بمخاض عسير خلال الفترة السابقة، والتي أعقبت تظاهرات واحتجاجات الصدر على حكومة العبادي، والتي تطورت إلى حد اقتحام أتباع الصدر المنطقة الخضراء ومبنى البرلمان، وتهديد الحكومة في مقرها المحصن، ما دفع العبادي إلى التهديد باستخدام القوة المميتة لكل من يخترق المباني الحكومية، ووصلت العلاقة إلى حد الصدام المسلح وأُغلقت في حينها كل محاولات التسوية بينهما.