تنطلق اليوم الجمعة، في مدينة نيويورك، مباحثات سياسية تضم مجموعة الاتصال الخاصة بسورية، إضافة إلى روسيا وإيران، في وقت يجتمع فيه مجلس الأمن الدولي الأمن للاتفاق على مسودة قرار لإنهاء الحرب.
وفي مؤشر على مراوحة مواقف الأطراف مكانها، قالت مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، سامانثا باور، في تصريحات صحافية، إن "الأعضاء الخمسة الذين يتمتعون بحق النقض لم يتفقوا بعد على مسودة لطرحها اليوم الجمعة على المجلس".
وفيما تأمل قوى غربية أن يصدّق المجلس على خارطة طريق مدتها عامان، بهدف إجراء محادثات تبدأ في يناير/كانون الثاني المقبل بين الحكومة السورية والمعارضة لتشكيل حكومة وحدة وطنية ثم إجراء انتخابات، تسعى كل من روسيا وإيران لعرقلة هذا المسار متذرعتين بأولوية "الحرب على الإرهاب" قبل "تغيير النظام".
اقرأ أيضاً: انتخاب رياض حجاب منسقاً لهيئة التفاوض السورية
رئيس النظام السوري، بشار الأسد، أعاد التأكيد على الأولوية الإيرانية ــ الروسية، قائلاً، خلال لقاء مع قناة تلفزيونية هولندية، مساء أمس الخميس، إن الحرب الدائرة في سورية يمكن أن تنتهي "خلال أقل من عام"، بشرط أن يركز الحل على مكافحة الإرهاب عوضاً عن محاولة "التخلص من هذا الرئيس أو الإطاحة به".
في المقابل، وفيما بدا أنه تحضير لمواجهة المقترحات الروسية والإيرانية، عقد وزراء خارجية كل من تركيا مولود جاويش أوغلو، والمملكة العربية السعودية عادل الجبير، وقطر خالد العطية، اجتماعاً مغلقاً في مدينة نيويورك، مساء أمس الخميس.
وجرى اللقاء، بعيداً عن وسائل الإعلام، ولم ترد أي تفاصيل أو معلومات عما دار فيه، غير أنه من المتوقع أن تحافظ الدول الثلاث على موقفها الرافض تماماً لبقاء الأسد في السلطة، غير أن السؤال يبقى حول مدى استعدادها للقبول ببقائه خلال مرحلة انتقالية، يجري خلالها، وبموازاة المحادثات المحتملة مع المعارضة، تصعيد "الحرب على الإرهاب".
اقرأ أيضاً هكذا ينظر كيري للأسد: جرائمه "أخطاء" وتوقيت رحيله مرن
وفي وقت لا يبدو فيه أن المعارضة السورية تمتلك خياراً آخر سوى تجديد رفضها لتصريحات الأسد، فإنها تواصل الاستعداد للمحادثات معه، عبر الفريق التفاوضي الذي تم تشكيله في مؤتمرها المنعقد في الرياض، قبل أقل من أسبوعين، والذي انتخبت رئيس الحكومة المنشق، رياض حجاب، لترؤسه.
وكان اجتماع فيينا3 الخاص بالأزمة السورية، والذي انعقد أواخر شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، توصل إلى خارطة طريق تتضمن وقفاً لإطلاق النار في سورية، لكنه لا يسري على تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" و"جبهة النصرة"، وبعض جماعات المعارضة المسلحة الأخرى.
وجددت إيران، على لسان وزير خارجيتها، محمد جواد ظريف، تشكيكها بإمكانية حدوث اتفاق في اجتماع نيويورك الذي ستشارك به، بالقول إن بلاده لم تشهد "قوائم يمكن الاتفاق عليها" مع جماعات المعارضة السورية التي ينبغي إدراجها في مفاوضات السلام.
إلى ذلك، قال سفير روسيا لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، في تصريحات صحافية، إنه يرى محاولات "لتقويض" البيانات التي تم الاتفاق عليها بشأن محادثات سورية حتى الآن، في إشارة على ما يبدو إلى نتائج مؤتمر فيينا3 التي تضمنت عقد "انتخابات حرة ونزيهة وفقاً لدستور جديد خلال 18 شهراً"، من بدء المحادثات.
اقرأ أيضاً يوم سوري في نيويورك: مشاورات أممية وتفاهمات أميركية روسية