شهدت مدينة رمادة التابعة لولاية تطاوين جنوب شرقي تونس، احتجاجات ليلية عقب مقتل شاب برصاص في سيارته في المنطقة العازلة على الحدود مع ليبيا.
ورغم محاولات للتهدئة وامتصاص الغضب، تجمّع عدد من أهالي رمادة منذ ظهر الأربعاء أمام المستشفى الجهوي بالمدينة للتعبير عن غضبهم من الحادثة الأليمة التي وقعت بمنطقة عسكرية ممنوعة في الصحراء التونسية.
وشهدت المنطقة ليلا تصاعدا لحالة الاحتقان بعد احتجاج شباب من تنسيقية اعتصام الكامور أمام ثكنة تطاوين، بسبب مقتل الشاب منصور الطرومي (عشريني) بالرصاص على مستوى الرأس ليلة أمس من قبل الوحدات العسكرية، بحسب ما ردده المحتجون.
من جهتها، قالت وزارة الدفاع التونسية إن "التشكيلات العسكرية العاملة بمنطقة (المنزلة) برمادة رصدت، مساء الثلاثاء 7 يوليو/تموز، تحرّكات مشبوهة لأربع سيارات قادمة من التراب الليبي وتوغلت داخل المنطقة الحدوديّة العازلة على مستوى الساتر الترابي".
وأضافت، في بيان الأربعاء، أن "الوحدات العسكرية قامت بواجبها بموجب أحكام القرار الجمهوري عدد 230 لسنة 2013، القاضي بالتدرّج في استعمال القوّة، إطلاق أعيرة ناريّة تحذيريّة في الفضاء لإجبارها على التوقّف لكنّها لم تمتثل لإشارات التوقّف فتمّ في مرحلة ثانية الرمي على مستوى العجلات إلّا أنّها لاذت بالفرار".
وتابعت أن" المحكمة العسكرية الابتدائية بصفاقس تولت فتح بحث تحقيقي في الغرض" دون أن تشير في بيانها إلى وفاة الشاب وإصابة مرافقه بجروح، الذي أكد تعرضهما لطلق ناري من قبل دورية عسكرية إثر نقله إلى مستشفى الذهيبة لتلقي الإسعافات.
وحاولت الوحدات العسكرية، تفريق المحتجين الذين تجمهروا في بوابة ثكنة تطاوين رافعين شعارات منددة بالحكومة والدولة وبالتهميش والخصاصة التي لحقتهم لعقود.
ودعا النائب عن حزب "النهضة" بدائرة تطاوين، بشير الخليفي، المحتجين إلى التهدئة والتحلي بالحكمة وحل المشكلة بالحوار، مشيرا إلى أن وفدا حكوميا يضم مستشاري رئيس الحكومة في طريقه إلى تطاوين للتباحث في مطالب المحتجين، آملا أن يتوج بمجلس وزاري في الجهة عما قريب.
وبيّن النائب أن الوضع في تطاوين متردٍ وصعب ولكن يجب حل المشكلة بالحكمة والهدوء.
وترحّم الخليفي في حديثه مع إذاعة "تطاوين" المحلية على الشاب "المتوفى من أجل لقمة العيش، مشددا على أنه تم فتح تحقيق قضائي في الموضوع ولن يذهب حقه سدى"، حسب قوله.