يقاوم سكان جزيرة سقطرى، في اليمن، نقص الغاز المنزلي، بالاحتطاب الذي يعرّض التنوع البيئي والحيوي النادر في هذه الجزيرة للخطر
تعاني جزيرة سقطرى اليمنية من نقص حاد في غاز الطبخ المنزلي، فيلجأ السكان إلى ثروتهم الطبيعية من الأشجار، التي يحولونها إلى حطب يغذون به مواقدهم.
يقول الناشط الشبابي، فهمي السقطري، إنّ هذا النشاط يعرّض أشجار سقطرى النادرة للخطر. يضيف لـ"العربي الجديد": "يجري قطع الأشجار الخضراء حتى، فتزايد أعداد السكان وارتفاع أسعار ما توفر من الغاز المنزلي في الجزيرة يوسعان عملية الاحتطاب". يتساءل: "للجزيرة حصة من الغاز والنفط... لكن أين هي؟ أين تذهب؟ لا ندري من المسؤول عن عدم توفر الغاز، الحكومة أم المتعهد؟". يوضح السقطري أنّ أغلب المطاعم والفنادق تتوقف عن العمل بين الوقت والآخر نتيجة عدم توفر الغاز. يضيف: "كثير من سكان الجزيرة يضطرون لإرسال أسطوانات الغاز إلى مدينة المكلا عبر السفن لتعبئته. أحياناً، تستغرق العملية شهراً كاملاً، وأحياناً عشرة أيام في حال كان الطقس مستقراً". يواصل: "لدي أسطوانة غاز واحدة في المنزل، وأضطر لإرسالها إلى المكلا (نحو 300 كيلومتر)، فلا يملؤونها بالكامل".
يوضح محمد عبد الله بدوره، أنّ السقطريين يلجؤون إلى الحطب بدلاً من الغاز، من جراء ارتفاع سعره عند التجار الذين يجلبونه بالقوارب من حضرموت (سوق سوداء بحسب وصفه)، مقابل تدني رواتب ودخل سكان الجزيرة. يقول لـ"العربي الجديد": "يلجأ أغلب السكان هنا للاحتطاب، وكلّ يوم تتزايد أعداد من يستخدمون الحطب، ليصل الأمر إلى قطع الأشجار النادرة، وهو ما يهدد البيئة في الجزيرة". وبحسب عبد الله، فإنّ النساء في الأرياف هن من يقمن، بالاحتطاب: "تذهب يومياً مجموعة من النساء بعد الظهر ويجمعن الحطب بما يكفي لمدة يومين. أما في المدينة، فيذهب الشباب إلى الأماكن القريبة من الجبال بواسطة السيارات ويجمعون الحطب يوماً كاملاً ومن ثم يرجعون ليجري استخدام الحطب لفترة ويعودون مرة أخرى". يلفت إلى أنّ سكان البادية بدأوا في المتاجرة بالحطب بعدما زاد الطلب عليه بشكل كبير.
اقــرأ أيضاً
أما أحمد العرقبي، فيؤكد أنّ سلعة الغاز المدعومة من الحكومة غير متوفرة منذ بداية انقلاب الحوثيين ضد الحكومة الشرعية، لكنّ الأزمة زادت منذ العام 2016. يضيف العرقبي، وهو من سكان الجزيرة لـ"العربي الجديد" أنّ السكان بدأوا، منذ ذلك التاريخ، بالاحتطاب الجائر للأشجار النادرة في سقطرى لتوفير الغذاء لأسرهم. يشير إلى أنّ هذه الممارسات ووجهت بحملات توعية للحدّ من قطع الأشجار الخضراء. يقول: "كان الناس يحتطبون بالأشجار اليابسة، لكن بعدما زاد الطلب على الحطب، بدأوا في قطع الأشجار الحية وتجفيفها تحت أشعة الشمس ثم بيعها في الأسواق. استمر هذا الوضع لسنوات. وإثر ذلك نفذ المختصون بمكتب البيئة في الجزيرة حملات توعية، لكن لم يكن أمام الناس من خيار آخر غير الاحتطاب". يواصل: "الكارثة الكبرى، أن يتحول الرعاة والناس إلى تجار حطب. يقطع البدو الأشجار ويجففون الأخشاب ثم يبيعونها للناس في المدن، وهنا تكمن الخطورة. حاول المهتمون بالتنوع الحيوي لسقطرى من المثقفين والنخب منع هذا النوع من التجارة، لكنّ ذلك قوبل بالرفض أمام انعدام البديل للغاز المنزلي".
يستطيع العرقبي توفير أسطوانة الغاز بسعر مرتفع كونه "مستور الحال" بحسب تعبيره، لكنّه لا يستغني عن الحطب "لأنّ الغاز في بعض الأحيان ينقطع، ونضطر للحطب. في حوش المنزل عندي حطب اشتريته أخيراً".
يؤكد العرقبي، أنّ شركة العيسي توقفت عن توفير الغاز بسبب ظروف الحرب، واكتفت بتوفير المشتقات النفطية، لتقتصر عملية توفير الغاز على عدد من التجار. يقول: "خلال السنوات الثلاث الأخيرة ، قام التجار بتوفير الغاز المنزلي بأسعار خيالية تصل في بعض الأوقات إلى 15 ألف ريال يمني (60 دولاراً) للأسطوانة الواحدة، ولا يتدنى السعر عن 8500 ريال (34 دولاراً)". يتساءل: "كيف يمكن للمواطن السقطري الفقير توفير مبلغ كهذا كلّ أسبوع أو أقل؟". ويلفت إلى أنّ التجار يشترون الغاز من المكلا أو الشحر (حضرموت) وينقلونه عبر السفن الصغيرة الخاصة بالصيادين، "وحين تصل أسطوانات الغاز تجد الناس تتصارع للحصول على واحدة منها فقط". وبحسب العرقبي، فإنّ الأشجار النادرة التي تتعرض للقطع كثيرة ومنها "مترر" و"مطهن" و"أكشا" و"لقهم"، بالإضافة إلى "العلب" التي يسميها الأهالي "ضائد".
اقــرأ أيضاً
وتعتبر جزيرة سقطرى، المصنفة ضمن مواقع التراث العالمي من قبل منظمة "يونسكو"، أكبر الجزر اليمنية وأهمها، إذ تبلغ مساحتها 3796 كيلومتراً مربعاً، ويقطنها أكثر من 100 ألف نسمة.
يقول الناشط الشبابي، فهمي السقطري، إنّ هذا النشاط يعرّض أشجار سقطرى النادرة للخطر. يضيف لـ"العربي الجديد": "يجري قطع الأشجار الخضراء حتى، فتزايد أعداد السكان وارتفاع أسعار ما توفر من الغاز المنزلي في الجزيرة يوسعان عملية الاحتطاب". يتساءل: "للجزيرة حصة من الغاز والنفط... لكن أين هي؟ أين تذهب؟ لا ندري من المسؤول عن عدم توفر الغاز، الحكومة أم المتعهد؟". يوضح السقطري أنّ أغلب المطاعم والفنادق تتوقف عن العمل بين الوقت والآخر نتيجة عدم توفر الغاز. يضيف: "كثير من سكان الجزيرة يضطرون لإرسال أسطوانات الغاز إلى مدينة المكلا عبر السفن لتعبئته. أحياناً، تستغرق العملية شهراً كاملاً، وأحياناً عشرة أيام في حال كان الطقس مستقراً". يواصل: "لدي أسطوانة غاز واحدة في المنزل، وأضطر لإرسالها إلى المكلا (نحو 300 كيلومتر)، فلا يملؤونها بالكامل".
يوضح محمد عبد الله بدوره، أنّ السقطريين يلجؤون إلى الحطب بدلاً من الغاز، من جراء ارتفاع سعره عند التجار الذين يجلبونه بالقوارب من حضرموت (سوق سوداء بحسب وصفه)، مقابل تدني رواتب ودخل سكان الجزيرة. يقول لـ"العربي الجديد": "يلجأ أغلب السكان هنا للاحتطاب، وكلّ يوم تتزايد أعداد من يستخدمون الحطب، ليصل الأمر إلى قطع الأشجار النادرة، وهو ما يهدد البيئة في الجزيرة". وبحسب عبد الله، فإنّ النساء في الأرياف هن من يقمن، بالاحتطاب: "تذهب يومياً مجموعة من النساء بعد الظهر ويجمعن الحطب بما يكفي لمدة يومين. أما في المدينة، فيذهب الشباب إلى الأماكن القريبة من الجبال بواسطة السيارات ويجمعون الحطب يوماً كاملاً ومن ثم يرجعون ليجري استخدام الحطب لفترة ويعودون مرة أخرى". يلفت إلى أنّ سكان البادية بدأوا في المتاجرة بالحطب بعدما زاد الطلب عليه بشكل كبير.
أما أحمد العرقبي، فيؤكد أنّ سلعة الغاز المدعومة من الحكومة غير متوفرة منذ بداية انقلاب الحوثيين ضد الحكومة الشرعية، لكنّ الأزمة زادت منذ العام 2016. يضيف العرقبي، وهو من سكان الجزيرة لـ"العربي الجديد" أنّ السكان بدأوا، منذ ذلك التاريخ، بالاحتطاب الجائر للأشجار النادرة في سقطرى لتوفير الغذاء لأسرهم. يشير إلى أنّ هذه الممارسات ووجهت بحملات توعية للحدّ من قطع الأشجار الخضراء. يقول: "كان الناس يحتطبون بالأشجار اليابسة، لكن بعدما زاد الطلب على الحطب، بدأوا في قطع الأشجار الحية وتجفيفها تحت أشعة الشمس ثم بيعها في الأسواق. استمر هذا الوضع لسنوات. وإثر ذلك نفذ المختصون بمكتب البيئة في الجزيرة حملات توعية، لكن لم يكن أمام الناس من خيار آخر غير الاحتطاب". يواصل: "الكارثة الكبرى، أن يتحول الرعاة والناس إلى تجار حطب. يقطع البدو الأشجار ويجففون الأخشاب ثم يبيعونها للناس في المدن، وهنا تكمن الخطورة. حاول المهتمون بالتنوع الحيوي لسقطرى من المثقفين والنخب منع هذا النوع من التجارة، لكنّ ذلك قوبل بالرفض أمام انعدام البديل للغاز المنزلي".
يستطيع العرقبي توفير أسطوانة الغاز بسعر مرتفع كونه "مستور الحال" بحسب تعبيره، لكنّه لا يستغني عن الحطب "لأنّ الغاز في بعض الأحيان ينقطع، ونضطر للحطب. في حوش المنزل عندي حطب اشتريته أخيراً".
يؤكد العرقبي، أنّ شركة العيسي توقفت عن توفير الغاز بسبب ظروف الحرب، واكتفت بتوفير المشتقات النفطية، لتقتصر عملية توفير الغاز على عدد من التجار. يقول: "خلال السنوات الثلاث الأخيرة ، قام التجار بتوفير الغاز المنزلي بأسعار خيالية تصل في بعض الأوقات إلى 15 ألف ريال يمني (60 دولاراً) للأسطوانة الواحدة، ولا يتدنى السعر عن 8500 ريال (34 دولاراً)". يتساءل: "كيف يمكن للمواطن السقطري الفقير توفير مبلغ كهذا كلّ أسبوع أو أقل؟". ويلفت إلى أنّ التجار يشترون الغاز من المكلا أو الشحر (حضرموت) وينقلونه عبر السفن الصغيرة الخاصة بالصيادين، "وحين تصل أسطوانات الغاز تجد الناس تتصارع للحصول على واحدة منها فقط". وبحسب العرقبي، فإنّ الأشجار النادرة التي تتعرض للقطع كثيرة ومنها "مترر" و"مطهن" و"أكشا" و"لقهم"، بالإضافة إلى "العلب" التي يسميها الأهالي "ضائد".
وتعتبر جزيرة سقطرى، المصنفة ضمن مواقع التراث العالمي من قبل منظمة "يونسكو"، أكبر الجزر اليمنية وأهمها، إذ تبلغ مساحتها 3796 كيلومتراً مربعاً، ويقطنها أكثر من 100 ألف نسمة.