اختفاء ثلاثة مستوطنين بالخليل... ونتنياهو يحمّل عباس المسؤولية

13 يونيو 2014
اختفت آثار المستوطنين في الخليل (مأمون وظواظ/الأناضول/Getty)
+ الخط -

تستمر قوات الاحتلال الإسرائيلي وأجهزة الأمن الفلسطينية في تنفيذ عمليات بحث واسعة في بلدة دورا، جنوبي الخليل، اليوم الجمعة، بحثاً عن ثلاثة مستوطنين، من مستوطنة "غوش عتصيون" الإسرائيلية المقامة على أراضي محافظة الخليل، اختفت آثارهم، منذ ليلة أمس الخميس.

 وبينما تخشى إسرائيل من أن يكونوا قد تعرضوا للاختطاف محملةً الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، المسؤولية عن سلامتهم، أفادت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد" أن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، اتصل هاتفياً بعباس وطلب منه "بذل أكبر جهود ممكنة لإيجاد المستوطنين الثلاثة".

وأوضحت المصادر لـ"العربي الجديد" أن "كيري وجه لوماً كبيراً لعباس حول أداء الأجهزة الأمنية الفلسطينية التي تتلقى دعماً من الولايات المتحدة  والإتحاد الأوروبي".

وقالت المصادر "إن كيري أخبر عباس أن هذا الحادث يثبت أن الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة غير جاهزة لقيام دولة بعد"، فيما أوضحت المصادر أن واحداً من المستوطنين الذين اختفوا يحمل الجنسية الأميركية.

مداهمات بحثاً عن المستوطنين


وكانت مصادر محلية قالت لـ"العربي الجديد" إن قوات الاحتلال أبلغت لجنة الارتباط الفلسطينية باختفاء ثلاثة مستوطنين.

وتابعت المصادر: "حسب المعلومات المتوفرة، فإن عملية البحث الجارية أظهرت أن آخر اتصال هاتفي أجراه المستوطنون، كان في مستوطنة "كريات أربع" المقامة على أراضي المواطنيين الفلسطينيين في الخليل".

وشرعت قوات الاحتلال منذ ظهر اليوم الجمعة، في أعمال بحث واسعة في بلدة دورا، جنوبي غرب الخليل، إذ وجدت سيارة محترقة، تحمل لوحة تسجيل إسرائيلية".

في السياق نفسه، قالت مصادر أمنية فلسطينية "إن وجود سيارة المستوطنين محترقة لا يعني أن لها علاقة باختفاء المستوطنين، إذ لم تنته التحقيقات بعد". وأكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن قوات الاحتلال قامت بنقل السيارة المحترقة لغرض التحقيق.

وفي اطار المداهمات التي نفذها الجيش الإسرائيلي، أكدت مصادر في بلدة دورا "أن قوات الاحتلال تحتجز عدداً من المواطنين ومركباتهم، بالقرب من منطقة (عين كنار)، شرقي مدينة دورا، بالقرب من المكان، الذي وجدت فيه مركبة محترقة تحمل لوحة اسرائيلية".

واندلعت مواجهات بين المواطنين وجنود الاحتلال في المكان، إذ أصيب أربعة مواطنين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، إضافة إلى إصابة العشرات بالاختناق.

كذلك، أكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" اعتقال الشابين الشقيقين، أمجد وأكرم الشريف، خلال مداهمتها مدينة دورا، "إذ اقتاد الاحتلال الشابين إلى المنطقة، التي تم العثور فيها على السيارة الإسرائيلية المحترقة".
وفيما ذكرت مصادر من حركة "حماس" أن قوات الاحتلال قامت بموجة اعتقالات لناشطين من الحركة في الضفة الغربية، اندلعت مواجهات عنيفة جداً في بلدة حلحول شمالي الخليل عقب مداهمة قوات الاحتلال للعديد من المحال التجارية الواقعة على الشوارع الرئيسية في البلدة، ومصادرة أجهزة تسجيلات الفيديو.
 وكان الاحتلال داهم العديد من المحال وسط الخليل وصادر الأجهزة أيضاً. كما شنت قوات الاحتلال حملة مداهمة وتفتيش واسعة جداً في منطقة البقارية جنوب السموع قضاء الخليل.

من جهته، أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال، موطي ألموز، أن قوات الجيش والشاباك تنشط ميدانياً في البحث عن المستوطنين، ومحاولة تعقب آثارهم. وأوضح ألموز أن السلطات الإسرائيلية تتكتم حالياً على كل معلومة تحصل عليها خوفاً من أن يضر ذلك بعمليات التفتيش عن المستوطنين.

وفي السياق، نفى ألموز أن يكون الجيش الإسرائيلي يعد لحملة عسكرية لإستعادة المستوطنين الثلاثة، قائلاً إن "جهد الجيش حالياً ينصب على جمع معلومات استخبارية تدل على المسار الذي سلكه المستوطنون الثلاثة قبل اختفائهم".

لكن هذا النفي لا يعني بالضروة أن لا تتدهور الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية، وألا يكون الجيش الإسرائيلي أعد مسبقاً خطة لمواجهة سيناريو كهذا، ولا سيما أن الاستخبارات الإسرائيلية حذرت مراراً بعد تعثر المفاوضات من مخاطر اندلاع انتفاضة ثالثة وفقدان السلطة الفلسطينية لسيطرتها على الأوضاع.

وقبل أن يتضح مصير المستوطنين، حمّل رئيس الحكومة الإسرئيلية، بنيامين نتنياهو، رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، المسؤولية عن سلامتهم. وقال موقع "يديعوت أحرونوت" إن رئيس الحكومة الإسرائيلية، عقد اجتماعاً طارئاً ظهر اليوم في مقر وزارة الأمن الإسرائيلية بمشاركة كل من وزير الأمن، موشيه ياعلون، ووزير الأمن الداخلي يتسحاق أهرونوفيتش بعدما  أجرى مشاورات معهما.

يشار إلى أن محللين إسرائيليين نقلوا في الأشهر الأخيرة، ولا سيما عشية فشل المفاوضات في أبريل/ نيسان الماضي، مخاوف إسرائيلية من اشتعال الأراضي المحتلة وفقدان الأمن السائد حالياً. وجاءت التحذيرات بالرغم من الجهود المتواصلة لكل من السلطة الفلسطينية والاحتلال لضبط الأمن في الضفة المحتلة، بما في ذلك الحملات التي يشنها الاحتلال يومياً لاعتقال ناشطين ومطلوبين من حركة "حماس"، وبالرغم من الحملة الأمنية التي شنتها السلطة الفلسطينية نفسها، مطلع العام الحالي في جنين ومخيم جنين.

وفي السياق، قالت صحيفة "هآرتس" نقلاً عن مصادر في "الشاباك"، إن الفترة الأخيرة شهدت ارتفاعاً في محاولات اختطاف جنود ومدنيين إسرائيلين من قبل جهات فلسطينية وأن "الشاباك" أحبط 11 محاولة كهذه .

وفي حال تبين أن المستوطنين قد اختطفوا فسيكون ذلك ضربة كبيرة لمشروع التنسيق الأمني بين إسرائيلي والسلطة الفلسطينية، ولا سيما أن عناصر وقياديين من "حماس" كانوا اشتكوا في الأسابيع الماضية أنه على الرغم من التوقيع على اتفاق المصالحة وتشكيل حكومة جديدة إلا أن قوات الأمن الفلسطينية في الضفة الغربية تواصل تقييد حركة أنصار الحركة والناشطين فيها، فيما أعلن عباس مراراً أن التنسيق الأمني مع الاحتلال سيستمر.