أكّدت وزارة العلاقة مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني وحقوق الإنسان التونسية، اليوم الجمعة، تأسيس حزب جديد هو "حركة تونس أولاً"، لمؤسسه المستشار الرئاسي السابق والمنشق عن "نداء تونس"، رضا بلحاج، ليرتفع عدد الأحزاب السياسية إلى 206 أحزاب.
وعلى الرغم من الجدل والانتقادات التي يثيرها تأسيس الأحزاب السياسية في تونس، إلا أن الظاهرة مستمرة، إذ ارتفعت من 97 في عام 2011 إلى 205 في عام 2016، ثم قفزت إلى 206 بتأسيس "حركة تونس أولاً".
وبغض النظر عن مدى نشاط الأحزاب التي جرى تأسيسها، والدور الذي تقوم به في الساحة السياسة، إلا أنّ مراقبين يعتبرون أن الكم الهائل من الأحزاب، لا يعني بالضرورة التزامها بالقانون، وأن مآل كثير منها سيكون الاندثار، في حين يؤكد بعض مؤسسي الأحزاب الجديدة أن الهدف هو خلق توازن في المشهد السياسي الحالي.
وعن تأسيس "حركة تونس أولاً"، قال عضو الهيئة التأسيسية للحزب، رضا بلحاج، في تصريح لـ"العربي الجديد"، "نظرياً يوجد 206 أحزاب في تونس، ولكن الناشطة سياسياً لا تتعدى الـ30، منها 10 أحزاب ممثلة في مجلس نواب الشعب"، معتبراً أن حزبهم "ليس وليد اليوم، بل لديه 3 نواب، وأغلب مؤسسيه تقلدوا مسؤوليات سياسية في الدولة، ولديهم تجربة تخول لهم النشاط والعمل".
وأوضح بلحاج أن "إمكانيات النجاح متوفرة أمام الحزب"، وأنهم لن ينشطوا بصفة فردية، بل سيدخلون في تحالفات مع أحزاب قريبة منهم، و"خاصة من العائلة الوسطية، والتي تؤمن بالتداول على السلطة"، مشيراً إلى أن الحزب يضم حالياً 12 عضواً بالهيئة التأسيسية، و70 عضواً بالهيئة السياسية، وسيتم الإعلان رسمياً عن تأسيسه قريباً.
كذلك أوضح أن "اختيار كلمة "أولاً" يعود إلى أن المؤسسين هم أول من أسس حزب "نداء تونس""، معتبراً أن "الهدف من تأسيس "نداء تونس" كان "السعي لخلق توازن في المشهد السياسي، والمحافظة على مكتسبات الدولة"، ونجحوا في تحقيق هذه الأهداف بعد الانتخابات في 2014، بحسب تعبيره.
وأشار المتحدث ذاته إلى أنهم انسحبوا من "نداء تونس"، الحزب الحاكم حالياً، لأنهم لاحظوا أنه "انحرف عن مساره، ما أثر سلباً على إشعاعه، وفقد هويته، ودخل في توافق مع "النهضة"، الأمر الذي ساهم في إضعافه"، مشيرا إلى أنه "رغم المحاولات العديدة لإصلاح الأمور وإعادتها كما كانت سابقاً، إلا أنهم فشلوا في ذلك، فقرروا الانسحاب وتكوين حزب جديد".
وأفاد بلحاج أن "من أسباب تأسيس حزب جديد استكمال تحقيق ما عجز عنه حزب "نداء تونس" ومواصلة العمل"، معتبراً أن "مقومات النجاح متوفرة، وحتى إن كان هناك ألف حزب في الساحة السياسية، فبإمكاننا إكمال رسالتنا، وتحقيق الأهداف التي فشلنا في تحقيقها في "نداء تونس"".