للشهر الثاني على التوالي، لاتزال الحرائق مستمرة في خمس آبار غاز، ضمن حقل حيان شرقي مدينة حمص، وسط سورية، بعد تفجيرها من قبل تنظيم "داعش"، قبل سيطرة قوات نظام بشار الأسد، في 29 نيسان/إبريل الماضي.
وكشف مصدر مسؤول في وزارة النفط السورية أن عمليات إخماد الحرائق في آبار الغاز المشتعلة، قد وصلت إلى مراحل متقدمة، حيث تمت مكافحة حرائق أكثر من نصف الآبار والسيطرة عليها وإعادة ترميمها وتأهيلها للإنتاج.
وأوضح المصدر، بحسب وسائل إعلام تابعة لنظام بشار الأسد، أنه خلال فترة زمنية غير طويلة ستتم السيطرة على باقي الآبار ضمن خطة عمل الوزارة، التي تعتمد بشكل رئيسي على الخبرات الوطنية المؤهلة في تنفيذ هذه الخطط، مع دعم فني روسي.
ولفت المصدر إلى أن العمل انتهى من تأهيل آبار جزل وعادت للإنتاج من جديد، أما بالنسبة إلى معمل حيان للغاز الذي تعرّض لعمليات تخريب ممنهج من تنظيم "داعش"، فقد بدأت عمليات إزالة الركام والأنقاض وتحديد الأعطال الفنية في التجهيزات، حيث تجاوزت نسبة الكشف الحسي 60%، بحسب المصدر الذي أضاف "من الصعب تحديد حجم الأضرار قبل الانتهاء من عمليات الكشف".
وتوقع المصدر دخول آبار جديدة للغاز في الخدمة، نهاية الشهر الحالي، حيث اقتربت عمليات حفر آبار جديدة ضمن حقول (أبو رباح) من الانتهاء، كما ستعمل الوزارة ضمن خطط عملها على وضع بئر غاز جديد في الخدمة، شهرياً في الفترة القادمة، وذلك ضمن حقول المنطقة الوسطى.
وكانت قوات الأسد مدعومة بالقوات الروسية، قد استعادت، نهاية شهر إبريل الفائت، حقل شاعر للنفط والغاز، شمال غربي مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي.
ويعتبر حقل شاعر للنفط والغاز في البادية السورية، من أهم وأغزر مصادر النفط والغاز في سورية. فقبل عام 2014، كان الحقل ينتج نحو 2.5 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي، وحوالي 3 آلاف برميل من النفط الخام.
ويتقاسم حقل شاعر مع حقل جزل المجاور، الثروة النفطية في منطقة البادية السورية، وسيطرت قوات النظام مؤخراً على حقل جزل بعد دخولها مدينة تدمر في شهر مارس من العام الحالي.
وخرج حقل شاعر، الذي يقع شمال غربي مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي، من الخدمة في أيار 2016 وقبلها خرج عن الخدمة والإنتاج، لمرحلة مؤقتة في عام 2014 بسبب استهداف خط النقل بين حقل الشاعر ومعمل غاز الفرقلس.
ويرجح مراقبون أن تحتل سورية مرتبة متقدمة من إنتاج الغاز عالمياً، إذ ذكرت
"سبوتنيك العربية"، أول من أمس، أن الاحتياطي من الغاز والبترول، يتركز في البادية السورية والساحل بواقع 83%، بينما يوجد في الجزيرة السورية فقـط 12%، خلافاً لما هـو معروف ومتداول.
وحسب الدراسات الحديثة، فإن حقول الجزيرة السورية ستبدأ بالنضوب اعتباراً مـن عام 2022، بينمـا باقي الحقول في البادية والساحل، في حال بدء اسـتغلالها عام 2018، ستبقى حتى عام 2051 على الأقل.