استمرار المواجهات والاحتجاجات بالضفة والقدس لليوم الثالث رفضاً لـ"صفقة القرن"

رام الله

سامر خويرة

سامر خويرة
القدس المحتلة

محمد محسن

محمد محسن
رام الله

محمود السعدي

محمود السعدي
30 يناير 2020
E38D3511-3F27-4753-AEEE-5BBBBBD9F1B8
+ الخط -
فيما تواصلت المواجهات ليل أمس الأربعاء، بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي في مناطق عدة من الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، رفضاً لإعلان الإدارة الأميركية ما يُسمّى بـ"صفقة القرن"، تستعدّ فصائل فلسطينية لإحياء فعاليات أخرى ضد "صفقة القرن"، بينما لاحقت قوات الاحتلال صباح اليوم الخميس، عمالاً فلسطينيين، وأصابت عدداً منهم بحالات اختناق، قرب بلدة قفين شمال طولكرم.


وشهدت معظم أحياء القدس طيلة ليل الأربعاء، وحتى ساعات فجر اليوم الخميس، مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال، تخلّلها إطلاق جنود الاحتلال الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع بكثافة على منازل المواطنين، فيما ردّ الشبان بإمطار تلك القوات بالزجاجات الحارقة.

ففي بلدة شعفاط، مسقط رأس الشهيد محمد أبو خضير، أغلق الشبان الشارع الرئيس، بما في ذلك سكة القطار الخفيف، بالحجارة وعربات النفايات، وألقوا الحجارة على قوات الاحتلال ومركبات الجنود، الذين استُدعيت منهم قوات كبيرة، وشرعت بمطاردة الشبان بعد الاشتباك معهم، وتم الإبلاغ عن وقوع 3 إصابات بالرصاص المطاطي في صفوفهم، عولجوا ميدانياً.

كما شهد الحاجز العسكري المقام على مدخل مخيم شعفاط شمال القدس، مواجهات عنيفة، بعد أن هاجم الشبان جنود الاحتلال والبرج العسكري المقام قريباً من الحاجز بالزجاجات الحارقة، وردّ الجنود بإطلاق الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع، قبل أن يشرعوا بإطلاق الرصاص الحي في الهواء.

وامتدت المواجهات بعد ذلك إلى بلدة العيسوية، التي أمطر الشبان خلالها جنود الاحتلال بالحارقات، وأفيد نقلاً عن مصادر محلية في البلدة، بإصابة جنديين على الأقل بعد تعرض مركبتهم للهجوم، فيما نكّل الجنود بالمواطنين داخل منازلهم، واعتدوا بالضرب على من صادفوه في منطقة المواجهات.

وشهد حي بيت حنينا شمال القدس مواجهات مماثلة، رشق الشبان خلالها جنود الاحتلال ومركبات المستوطنين المارة من وسط الحي بالحجارة والزجاجات الفارغة، ما اضطر قوات الاحتلال إلى إغلاق مقطع طريق رئيس، لتأمين الحماية لمركبات المستوطنين.

وكانت مواجهات تجددت ليل أمس وصباح اليوم، في بلدتَي أبو ديس والعيزرية جنوب شرقي القدس، استخدم فيها جنود الاحتلال الغاز المسيل للدموع بكثافة، ما أوقع العديد من حالات الاختناق، على ما أفاد بذلك لـ"العربي الجديد"، الناشط هاني حلبية، مشيراً إلى أن المواجهات تتركز وسط البلدة – منطقة الجبل، حيث توجد نقطة مراقبة عسكرية هناك.
إلى ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال فجر اليوم، منزلي فتيين من حي الطور شرق البلدة القديمة، كانت اعتقلتهما من باحات المسجد الأقصى بذريعة العثور بحوزتهما على سكين، علماً أن أحدهما من ذوي الاحتياجات الخاصة.

وأفادت مصادر محلية في الحي "العربي الجديد"، بأن جنود الاحتلال عاثوا خراباً داخل المنزلين، وسلّموا والد أحد الفتيين مذكرة استدعاء للتحقيق.
من ناحية أخرى، جدّد المستوطنون صباح اليوم، اقتحاماتهم للمسجد الأقصى، وسط انتشار كبير على بواباته، وعلى أبواب البلدة القديمة. وأفاد أحد مسؤولي الحراسة في الأقصى "العربي الجديد"، بأن جنود الاحتلال الذين رافقوا المستوطنين، أخلوا ساحة مصلى باب الرحمة من المصلين بالقوة، فيما شرع عدد من المقتحمين بأداء طقوس تلمودية في المكان.

يذكر أن قوات الاحتلال عززت، منذ الليلة الماضية، من انتشارها في محيط البلدة القديمة في القدس وعلى أبوابها، بعد المواجهات التي وقعت هناك، وقمعت وقفة احتجاجية ضد "صفقة القرن"، واعتدت على العشرات من المشاركين بالضرب والدفع ورش الغاز، فيما اعتُقل خمسة من الشبان.

وفي الضفة الغربية، أصيب نحو عشرة شبان فلسطينيين ليلاً، بالرصاص المطاطي والاختناق، جراء إطلاق قوات الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع تجاه متظاهرين على مدخل بلدة بيتا جنوب نابلس.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، "إن مواجهات عنيفة اندلعت على مدخل بلدة بيتا، إثر قيام قوات الاحتلال بإغلاقه وإعادة المركبات القادمة إلى البلدة والمغادِرة منها، من دون أسباب تذكر"، لافتة إلى أن عشرات الشبان تجمهروا في المكان، ورشقوا جنود الاحتلال بالحجارة، وأشعلوا الإطارات المطاطية، وأطلق الجنود تجاههم الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع.

وأكدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان مقتضب أنه جرى تقديم الإسعاف الأولي الميداني للإصابات، ونقل إصابة للمستشفى في مدينة نابلس خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في بلدة بيتا.

وكانت شاحنة عسكرية إسرائيلية قد وضعت الثلاثاء، بعض الأعمدة الخرسانية على جانب الطريق الرئيس الموصل إلى بلدة بيتا، الإجراء الذي وصفه رئيس بلدية بيتا فؤاد معالي بأنه "استفزازي"، الهدف منه التضييق على المواطنين الفلسطينيين، وخطوة قد تسبق قيام الاحتلال بإغلاق الطريق بشكل كامل، ما يعني تحويل بيتا إلى سجن كبير.
وتسلك آليات جيش الاحتلال وسيارات المستوطنين الشارع الرئيس القريب على مدخل بلدة بيتا، فيما يوجد جنود الاحتلال بشكل دائم في المكان، تحسباً لقيام شبان برشق السيارات بالحجارة.

من جانب ثانٍ، أصيب عدد من الفلسطينيين، بينهم أطفال، مساء الأربعاء، بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، إثر إطلاق قوات الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه منزل في بلدة بيت أمر شمال الخليل، وفق ما أفاد به الناشط الإعلامي في بيت أمر محمد عوض في تصريحات صحافية.

في هذه الأثناء، تستعدّ فعاليات شعبية وفصائلية للانطلاق بمسيرات وتنفيذ فعاليات احتجاجية رافضة لـ"صفقة القرن"، في مناطق عدة من الضفة الغربية، حيث يجري الاستعداد لمسيرة بالقرب من المدخل الشمالي لمدينتي رام الله والبيرة، وكذلك مسيرة شعبية وسط مدينة الخليل.

على صعيد منفصل، أصيب، اليوم الخميس، عدد من العمال الفلسطينيين بحالات اختناق جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع الذي أطلقه جنود الاحتلال الذين لاحقوا العمال غرب بلدة قفين شمال طولكرم شمال الضفة، حينما حاولوا دخول الأراضي المحتلة للعمل، وفق ما أفاد به لـ"العربي الجديد"، رئيس بلدية قفين محمود عمار.

على صعيد آخر، أغلقت شرطة الاحتلال أمس الأربعاء، ولمدة 15 يوماً، محلاً لبيع الحلويات في شارع الواد البلدة القديمة من القدس، يعود للمواطن عبد أبو صبيح، حيث تذرعت شرطة الاحتلال بإغلاق المحلّ بسبب تشغيل صاحبه عمالاً من أبناء الضفة الغربية، من دون تصريح بدخول القدس المحتلة.

ذات صلة

الصورة
ما تركه المستوطنون من أشجار مقطوعة ومحصول مسروق في قرية قريوت (العربي الجديد)

سياسة

تعرضت الأراضي الزراعية في موقع "بطيشة" غربي قرية قريوت إلى الجنوب من مدينة نابلس لهجوم كبير من المستوطنين الذين قطعوا وسرقوا أشجار الزيتون المعمرة
الصورة
دمار جراء غارات إسرائيلية على بعلبك، 25 أكتوبر 2024 (Getty)

سياسة

شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات دموية على مناطق عدّة في محافظة بعلبك الهرمل اللبنانية أدت إلى سقوط عدد كبيرٍ من الشهداء والجرحى وتسجيل دمار كبير
الصورة
جنود الاحتلال قرب مقر أونروا في غزة بعد إخلائه، 8 فبراير 2024 (فرانس برس)

سياسة

أقر الكنيست الإسرائيلي، مساء اليوم الاثنين، تشريعاً يحظر عمر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) داخل الأراضي المحتلة.
الصورة
غارة جوية على قرية الخيام جنوب لبنان، 3 أكتوبر 2024 (فرانس برس)

سياسة

يكثّف جيش الاحتلال الإسرائيلي من سياسة تدمير المربعات السكنية ونسفها في جنوب لبنان على غرار الاستراتيجية التي يعتمدها في غزة منذ بدء حربه على القطاع