وذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، اليوم الجمعة، أنّ "مسلحين مجهولين، في منطقة جلين بريف درعا الغربي، أقدموا على اغتيال مقاتل سابق في صفوف (هيئة تحرير الشام) كان اعتزل السلاح بعد إجراء تسوية ومصالحة مع النظام عقب سيطرة الأخير على درعا صيف 2018"، مشيراً إلى أن القتيل "ينحدر من مدينة طفس".
Twitter Post
|
وكانت الأيام القليلة الماضية قد شهدت ارتفاعاً في عمليات الاغتيال بدرعا، مستهدفة في غالبيتها مقاتلين سابقين في فصائل المعارضة، في حين اقتحمت قوات النظام بلدة قرفا، وشنت حملة اعتقالات طاولت العديد من أصحاب التسويات.
وقتل عنصران من قوات النظام من "الفرقة 15"، بعد إطلاق النار عليهما، أول من أمس الأربعاء، على طريق المسيفرة - أم ولد، فيما أطلق مسلحون مجهولون النار على الأخوين عبد الحكيم وأسامة حريدين، في مدينة طفس غربي درعا، ما أدى لإصابتهما بجروح. وجاء ذلك بعد ساعات من مقتل الشابين قصي الوادي، وأحمد ذياب الوادي، في مدينة إنخل شمالي درعا، بعد إطلاق النار عليهما من قبل ملثمين مجهولين.
وسبقت ذلك مهاجمة مسلحين، الأربعاء، رتلاً يقل قيادات في فصائل المصالحة وأعضاء في اللجنة المركزية في بلدة المزيريب، ما أدى إلى مقتل 3 مقاتلين سابقين في فصائل المعارضة، وإصابة محمود البردان - أبو مرشد، وأبو علي مصطفى، ومهند الزعيم، وهم من قادة الفصائل السابقين.
تزامناً مع ذلك، ذكرت شبكة "تجمع أحرار حوران" أنّ "قوات عسكرية تتبع للفرقة الرابعة انتشرت في مناطق متفرّقة بريف درعا الغربي"، مبينةً أن هذه "المناطق أبرزها عند مبنى الري بين بلدتي اليادودة والمزيريب". وأضافت أن تلك "القوات نصبت حواجز جديدة تتبع للفرقة قرب قرية نهج".
Facebook Post |
وفي السياق، أعربت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، عن اعتقادها بأن "تكون الغاية من نشر هذه العزيزات في المنطقة الغربية هي حماية معسكر زيزون وصولاً إلى مدينة درعا، حيث أماكن انتشار قوات النظام".
وكانت لجنة درعا المركزية اجتمعت مع اللجنة الأمنية التابعة للنظام في مدينة درعا، قبل أسبوعين، حيث توصل الطرفان إلى اتفاق يقضي بنشر حواجز عسكرية للفرقة الرابعة في ريف درعا الغربي، وعدم اجتياح المنطقة عسكرياً.
وقال الصحافي عمر الحوراني، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنّ "الأمور معقدة في درعا، حيث يزج النظام بتعزيزات كبيرة لاقتحام المناطق التي لم يدخلها الجيش، وسط محاولات من بعض الوجهاء والقيادات في المنطقة للبحث عن حلول للحيلولة دون الاقتحام والتعفيش"، مستدركاً أن تلك الحلول أدت الى "تضيق على المنطقة وأعطت نفوذاُ أكبر للنظام والمليشيات التي تتبع لإيران".
وأوضح الحوراني أنّ هناك تياراً آخر معارضاً للاتفاق لكنه "مجموعة غير موحدة، التقت مصالحهم في هذه المرحلة"، مبيناً أنهم "منتسبون سابقون لجيش خالد بن الوليد، التابع لتنظيم داعش، الذي كان يتخذ من حوض اليرموك غرب درعا منطقة نفوذ له، أو من عناصر المعارضة ممن لم يجروا مصالحة مع النظام، إضافة إلى تيارات في النظام والمليشيات المساندة له غير راضين عمّا تم الاتفاق عليه".