افتتح صحافيون وناشطون عرب وأتراك وأجانب، اليوم الأربعاء، نصباً تذكارياً للكاتب والصحافي السعودي جمال خاشقجي، وذلك خلال فعالية إحياء الذكرى السنوية الأولى لمقتله في القنصلية السعودية بإسطنبول.
وحضر الفعالية مئات من الصحافيين والناشطين، بوجود إعلامي مكثف، إذ افتتح النصب التذكاري في الحديقة التي تقع مباشرة أمام القنصلية، وحمل اسم خاشقجي وتاريخ ميلاده ومقتله.
وشهدت الفعالية كلمات غاضبة للمتحدثين، الذين حملوا السعودية، وتحديداً ولي العهد محمد بن سلمان، المسؤولية الكاملة عن الجريمة.
وبدأت الفعالية عند الساعة 1:14 بتوقيت إسطنبول، وهو الوقت الذي دخل فيه خاشقجي إلى القنصلية قبل عام، بالوقوف دقيقة صمت، تلا ذلك فيلم قصير عن خاشقجي.
واستهل رئيس جمعية بيت الإعلاميين العرب في تركيا، توران قشلاقجي، الكلمات قائلا: "جمال كان رجلًا جميلًا مثل اسمه، كان إنسانًا طيبًا وصديقًا مخلصًا يتمتع بقلب طاهر، كان صادقًا في أقواله وأفعاله، ويتصرف بصدق حتى عندما ينتقد بكلماته وقلمه، أمّا هواجس منطقتنا، فكان يحملها في قلبه وعقله، جمال كان صحافيًا حرًا، محترفًا في عمله، ومتمسكًا بأعماله بعناية وجدية، ويعي صعوبات ومخاطر العمل الصحافي في العالم العربي.. وكان يقول الصحافة هي مهنة الذين لا أيديولوجيا لهم".
وشدد بالقول "نطالب السعودية بأن تعطينا هذا المبنى، حتى نبني متحفًا هنا باسمه وتعيش ذكراه إلى الأبد. اعلموا أنه مثلما هي مكانة ألكسيس دو توكفيل بالنسبة إلى الثورة الفرنسية، ستكون مكانة جمال خاشقجي بالنسبة إلى الربيع العربي، سيذكر في القرون القادمة، بالمشاعر نفسها".
بدوره، قال ياسين أقطاي، مستشار الرئيس التركي: "جمال خاشقجي هو رمز احترام الحقوق والحريات الإنسانية، وهو الذي كشف وفضح كثيراً من ممارسات العالم، فهل يمكن اعتبار جريمة خاشقجي واحدة فقط من آلاف الجرائم التي ترتكب في المنطقة؟ كثيرون وجدوا في قتل خاشقجي جريمة عادية ولكنها جريمة فضحت لنا نظاما يمارس القتل في العالم أجمع، قتلوا خاشقجي خوفاً من أفكاره، ولأنهم قتلوه فإن أفكاره بقيت حية أكثر وتهدد قاتليه بشكل أكبر".
وعن الجريمة، قال: "لم أكن أتخيل أن يتم قتل خاشقجي في قنصلية بلاده، لأن الدول تحيي مواطنيها ولا تقتلهم، وعندما أبلغتني خطيبته بالأمر شعرت بمسؤولية كبيرة وتابعت الأمر، ولكن عرفنا أنه عندما تلقينا الخبر كان قد قتل قبل ساعات، لأنه قتل بعد دخوله بعشر دقائق، وفريق القتل لم تكن لديه نية الخطف والإقناع، بل كانت نيته القتل وهو ما تأكد لنا لاحقا، والمسؤولية الآن هي تحمل قضيته والعمل بشكل أكبر من أجل أفكاره، ومنذ ذلك اليوم أقوم بالعمل وفقا لهذه المسؤوليات".
من ناحيتها، تعهدت المحققة الأممية أغنيس كالامارد، بـ"الاستمرار في المطالبة بالعدالة حتى يحاسَب المسؤولون عن قتله ولحماية جميع الصحافيين في العالم"، محملة السلطات السعودية المسؤولية الكاملة عن الجريمة.
أما السياسي المصري أيمن نور، فشدد في كلمته على أن "العدالة" المطلوبة لجمال لا ينبغي أن تقف عند محاسبة المسؤولين عن الجريمة، بل "الانتصار للقضية التي منح جمال حياته وضحى عمره دفاعا عنها، وهي قضية الحرية والديمقراطية في هذه المنطقة العربية".
وأضافت: "كنت أنتظر هنا قبل عام، حبيبة تنتظر خطيبها، وتريد الذهاب لتناول الطعام معه لاحقا، والإعداد للزواج، أريد أن أعرف ماذا حصل بجسد جمال خاشقجي، وما هو مجرى التحقيقات التي جرت حتى الآن مع مرتكبي الجريمة".
وتحدثت الناشطة اليمنية الحاصلة على جائزة نوبل، توكل كرمان، عن خاشقجي، محملة السلطات السعودية المسؤولية عن الجريمة، وعن الآلام التي يعيشها اليمن حاليا، متهمة بن سلمان بـ"الوقوف وراء الجريمة التي لا يقدم عليها سوى داعش"، على حد وصفها.
وشهدت الفعالية إلقاء كلمات أخرى من ناشطين وصحافيين عرب وأجانب، من بينهم جيف بيزوس، مالك صحيفة "واشنطن بوست"، والمدير التنفيذي للصحيفة فريد ريان، وناشطون عرب آخرون.