يعيش الجزائريون أطول يوم في حياتهم، بعد حالة القلق وشد الأعصاب في الأيام الأخيرة، بسبب مخاض الترشحات للرئاسة الجزائرية والرفض الشعبي في الشارع لترشح الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لولاية رئاسية خامسة وسط تزاحم الشائعات الافتراضية.
وفي انتظار ما تسفر عنه الساعات المتبقّية من يوم الثالث من مارس/آذار، آخر يوم من المهلة القانونية لغلق آجال تقديم ملف ترشّح بوتفليقة أو عدمه، انتقل الغليان الذي يعرفه الشارع، إلى غليان في صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي وخصوصاً "فيسبوك" و"تويتر"، إذ بدأت تنهال الأخبار "غير الحقيقية" والأخبار التي يتداولها الناشطون من هنا وهناك عن صحة الرئيس بوتفليقة وعن رجوعه إلى الجزائر بعد زيارته الطبية إلى سويسرا أو عدمها، وعن قرب ترشحه وتقديم ملف من طرف شخص ينوب عنه للمجلس الدستوري.
وتداول الناشطون أخباراً بأن بوتفليقة لن يترشح في تطمينات واستجابة للشارع، بينما الأخبار التي تنقلها وكالة الأنباء الجزائرية أسقطت التوقعات عقب قيام الرئاسة بإقالة عبد المالك سلال مدير الحملة الانتخابية للرئيس بوتفليقة وتعويضه بوزير الأشغال العمومية. خبر أغرق رواد فيسبوك في التشاؤم وانتظار طويل إلى غاية الساعات القادمة، فيما راجت أخبار أن الرئيس بوتفليقة سيضع ملف الترشح ظهر اليوم، خصوصاً أن صحيفة "المجاهد" الحكومية قد نشرت خبراً بأن الرئيس قد صرح بممتلكاته كورقة يتضمنها ملف الترشح.
بات "فيسبوك" المتنفس الأكبر للجزائريين للتعبير عن آرائهم، رغم تداول أخبار غير صحيحة، ودون مصادر، في حرب نفسية أعلنتها العديد من الجهات لتشتيت الرأي العام، وكثر معها التضليل الإعلامي، في الكثير من المعلومات.
وبعد تسريب أخبار عن عودة الطائرة الرئاسية الى الجزائر من دون الرئيس وبقائه في مستشفى سويسرا، تناقل جزائريون عبر مواقع التواصل هذا الخبر، وهو ما يعني أن الرئيس في حالة حرجة ولن يترشح. فيما انتشر خبر حالة الرئيس الحرجة كالنار في الهشيم، وبدأت مناورات الأخبار الكاذبة ومحاولة توجيه الرأي العام. وأجمع الناشطون على أن الأخبار الكاذبة أسهمت في تخويف الناس من الفوضى، وإرعابهم بالعودة إلى "سنوات الدم"، بينما اعتبره البعض فضاء ينهك الأعصاب، خصوصاً في الظرف الذي تعيشه الجزائر.