الأزمة الأوكرانية تخيم على القمة النووية في لاهاي

24 مارس 2014
أوباما في القمة النووية (أ ف ب)
+ الخط -

هيمنت الأزمة الأوكرانية على القمة النووية التي بدأت اليوم الإثنين، في هولندا، بمشاركة أكثر من 50 رئيس دولة، بهدف الحماية من الهجمات النووية الإرهابية.

وتعد هذه أكبر قمة تعقد في لاهاي بمشاركة 53 دولة وأربع منظمات دولية. ويرتقب أن تحصل لقاءات هامة على هامش القمة، ولعل أبرزها، لقاء وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف مع نظيره الأوكراني، وفق ما نقلت وكالة الإعلام الروسي عن دبلوماسي روسي.

وقال رئيس هولندا، مارك روت، خلال افتتاح القمة التي تستمر ليومين، إن "القمة تهدف إلى منع الإرهاب النووي من خلال منع المواد النووية الخطيرة من السقوط بأيدي العناصر الإرهابية". وأضاف أن "الهدف من القمة تحديد المواد النووية الخطيرة في العالم وتحسين أمن كافة المواد النووية".

والتقى الرئيس الأميركي باراك أوباما، نظيره الصيني شي جين بينغ، على هامش القمة، بحيث أكدا على التعاون بين بلديهما.

وقال أوباما في تصريحات للصحفيين قبيل اجتماعهما، إنه وشي سيبحثان الوضع في أوكرانيا ونزع الأسلحة النووية لكوريا الشمالية ومكافحة التغير المناخي. وأضاف أن العلاقات الثنائية بين البلدين لا تقل أهمية عن أي علاقة من هذا النوع في العالم.

وتابع أوباما "نحن قادرون أيضا في ظل الخلافات التي تشوب علاقاتنا بشأن قضايا مثل حقوق الإنسان على التعامل مع القضايا البحرية في بحر الصين الجنوبي ومنطقة (المحيط) الهادي بطريقة بناءة ونأمل أن تؤدي إلى قرارات وحلول لجميع الأطراف."

بدوره، شكر شي أوباما على المساعدة الأميركية في البحث عن الطائرة الماليزية المفقودة التي كان على متنها عدد كبير من الركاب الصينيين. وقال إن البلدين يجب أن يتعاملا مع التحديات المشتركة بروح التعاون المتبادل.

وقال "نحن ملتزمون بموقفنا القائم على عدم المواجهة والاحترام المتبادل والتعاون الذي يفضي إلى تحقيق المنفعة للطرفين فيما يتعلق بالولايات المتحدة."

وتجاذب الرجلان أطراف الحديث عن زيارة السيدة الأولى ميشيل أوباما الأخيرة لبكين؛ فشكر أوباما شي على استضافة زوجته وابنتيه اللاتي تقمن بزيارة للصين. وقال عن زوجته مازحا "لقد لعبت أيضا تنس الطاولة غير أنني أعتقد أن هذه لم تكن دبلوماسية البينغ بونغ رفيعة المستوى التي شاهدناها في الماضي."

فيما قال شي إن لديه رسالة لأوباما من السيدة الأميركية الأولى. وأضاف وسط ضحكات الحضور "طلبت مني أن أنقل لك رسميا أطيب تحياتها".

وبدأ أوباما جولة خارجية تستمر أسبوعا. ومع وصوله إلى هولندا اليوم الإثنين، لم تهيمن أي قضية على اهتمام أوباما وقادة أوروبا أكثر من ضم روسيا لشبه جزيرة القرم والخوف من إمكانية اتخاذ موسكو قرارا بالتوسع في أوكرانيا.

 ويخطط الرئيس الأميركي لعقد اجتماع مشترك غدا الثلاثاء مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، ورئيسة كوريا الجنوبية بارك جيون هاي، وهو اجتماع يسبقه جلسة قصيرة مع ولي عهد أبو ظبي الأمير، محمد بن زايد.

لقاء يوم الثلاثاء مع ولي عهد أبو ظبي سيكون أيضا بمثابة تمهيد لختام جولة أوباما بزيارة السعودية، حيث سيلتقي الملك عبد الله لبحث المخاوف العربية بشأن الحرب الأهلية السورية والمحادثات النووية الأمريكية مع إيران، الغريم الإقليمي للسعودية.

وتعد قمة الأمن النووي أطول برنامج خلال زيارة أوباما إلى هولندا. ومن المقرر إجراء اجتماع وجيز لقادة الدول الصناعية السبع الكبرى، وهم الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان.

وسوف يركز النقاش بين أوباما ونظرائه في مجموعة السبع على المساعدة الاقتصادية لأوكرانيا، في حين سيسعى في الوقت نفسه إلى عزل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من التكتل الحصري، الذي تنضم إليه روسيا، كما جرت العادة، خلال اجتماعات مجموعة الثماني.

المساهمون