وذكرت وكالة "سانا" للأنباء التابعة للنظام، بعد ظهر اليوم، أن بشار الأسد كلّف المهندس عماد ديب خميس "بتشكيل الوزارة في الجمهورية العربية السورية"، ليخلف بذلك وائل الحلقي الذي انتهت مهام حكومته مع انعقاد أولى جلسات ما يسمى بـ"مجلس الشعب" في دورته الجديدة التي بدأت في السابع من الشهر الجاري، ولتكون بذلك الحكومة الرابعة منذ اندلاع الثورة السورية في ربيع 2011.
وكانت قناة "روسيا اليوم" سرّبت منذ أيام أنباء عن تعيين خميس، كاشفة عن أسماء الوزراء في الحكومة الجديدة، إلا أن مصادر في النظام نفت في حينه التسريبات الروسية، وقالت "سانا" إن "التشكيل الحكومي يتم وفق الأساليب والطرق الدستورية، وكل ما أذيع أو نشر في مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل إعلامية أخرى غير دقيق إطلاقا".
بيد أن قرار تكليف خميس اليوم، جاء ليؤكد ما نشرته قناة "روسيا اليوم"، حيث قام الأسد بـ"التصديق على القرار الروسي بتعيين خميس رئيسا للحكومة، وتعيين الوزراء الذين قامت موسكو باختيارهم"، وفق مراقبين.
وذكرت القناة أن عدة وزراء في الحكومة السابقة سيحتفظون بمناصبهم، أبرزهم وزراء الخارجية وليد المعلم، والداخلية إبراهيم الشعار، والدفاع جاسم الفريج، والثقافة عصام خليل، والمالية إسماعيل إسماعيل، والنفط سليمان عباس، والتعليم العالي محمد عامر مارديني، والمصالحة الوطنية علي حيدر، والأوقاف محمد عبد الستار السيد، والتنمية الإدارية حسان النوري، والبيئة نظيرة سركيس، والسياحة بشر اليازجي.
وبحسب المصدر نفسه، فإن عدة شخصيات ستدخل الحكومة الجديدة، أبرزهم: فارس الشهابي نائبا لرئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية – وزيرا للصناعة، وحيان سليمان وزيراً للاقتصاد، وبشر الصبان وزيراً للإدارة المحلية، ومحمد جهاد اللحام وزيرا للعدل، وهلال هلال وزيرا للاتصالات، ونصوح سمنية وزيراً للكهرباء، وعلي عبد الكريم وزيرا للإعلام، وراما عزيز وزيرة للزراعة، وعماد الأصيل وزيرا للتجارة الداخلية وحماية المستهلك، وفاديا ديب وزيرة للصحة، وفرح المطلق وزيرا للتربية.
وجرت العادة في سورية أن يبقى اسم المكلف بتشكيل الحكومة سراً خاصاً برئيس النظام، إضافة إلى أسماء الوزراء التي تبقى هي الأخرى سراً حتى اللحظات الاخيرة، لدرجة أن أصحابها قد يفاجأون بتكليفهم، كما جرى في كثير من الحالات.
وعلى ضوء هذا، فإن وصول أسماء رئيس الحكومة والوزراء إلى وسائل الإعلام الروسية قبل أيام من إعلانها رسميا في دمشق، يشير إلى مدى التغلغل الروسي في خبايا قرارات النظام، وتحكم المسؤولين الروس بأدق التفاصيل، وهو ما تجلى أيضا، من خلال زيارة وزير الدفاع الروسي الأخيرة، وتسريب مقطع استقباله من جانب رئيس النظام السوري الذي قال إنه فوجئ بها.
ويرى مراقبون أن الحكومة الجديدة لن تشكل فارقا كبيرا عن الحكومات السابقة، لكن النظام حاول تسهيل مهمتها، حيث دفع الحكومة السابقة في أيامها الأخيرة إلى إصدر بعض القرارات "غير الشعبية" تتمثل في رفع أسعار بعض المواد وخاصة المحروقات، وهو ما قوبل بسخط كبير من جانب المواطنين، وخاصة في المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام.
ويتحدر عماد محمد ديب خميس (1961) من ريف دمشق، وهو حاصل على إجازة في الهندسة الكهربائية من جامعة دمشق.. وتعرض خميس خلال توليه وزارة الكهرباء لسيل من الانتقادات التي وصلت حدود الشتم من مؤيدي النظام بسبب الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي في عموم البلاد، وخاصة إثر خروج أهم مصادر الطاقة عن سيطرة النظام، في مقدمتها السدود بشرق سورية، مثل سدي الفرات وتشرين، وكذا خروج محطات حرارية من الخدمة.