حذّرت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، من سعي الاحتلال الإسرائيلي، من خلال جمع كل قواه بكافة الأشكال الإعلامية والسياسية وبالقوة وبالتضليل والخداع، إلى تهويد مدينة القدس بكافة مكوناتها، سواء المسجد الأقصى، بمساحاته المعروفة، أو المقابر وحائط البراق، وأي إرث وتراث ومعلم.
ولفتت الوزارة، في بيان لها، إلى أن سلطات الاحتلال باتت تحيك ضد القدس حملات ومخططات تهويدية متعاقبة ومتتالية، إلا أن الشعب الفلسطيني والصامدين والمرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى أقوى من جبروتهم، وأقدر على حمل الأمانة والدفاع عن أولى القبلتين.
كما أوضحت أنّ الاحتلال وأذرعه ماضٍ في حفرياته وأنفاقه تحت الأرض، ما ينذر بكارثة حقيقية، بواكرها الانهيارات المتتالية أسفل المسجد الأقصى ومحيطه، وحدوث انهيار في ساحة حائط البراق.
وأشارت إلى أن الاحتلال الإسرائيلي قام مؤخراً بفعاليات تهويدية إلكترونية، مستعملاً التقنيات الحديثة، خاصة في منطقة حائط البراق في المسجد الأقصى، بهدف توسيع دائرة التهويد، وجذب السياح الأجانب، وجيل الشباب اليهودي. ويترافق مع تلك الفعاليات التهويدية تزوير للتاريخ وتضليل واسع، وتحريف حول المعالم الإسلامية والعربية، خاصة ما يتعلق بحائط البراق.
وصادقت ما تسمى اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء الإسرائيلية، التابعة لبلدية الاحتلال في القدس، على مخطط لبناء ضخم في ساحة حائط البراق، قرب جسر باب المغاربة في المسجد الأقصى، يطلق عليه اسم "بيت هليباه".
وتبلغ مساحة البناء في هذا المخطط نحو 3700 متراً مربعاً، ويتكون من ثلاثة طوابق، إضافة إلى طابقين تحت الأرض، وسيكون البناء معداً لاستخدام المستوطنين الذين يزورون حائط البراق إضافة للسياح الأجانب، ويتضمن المبنى قاعات استقبال ومركز معلومات ومعرضا للآثار.
إعلامياً، عمد الاحتلال وشركاته إلى نشر الإعلانات لبرنامج تلفزيوني يتمحور حول "الموضة والأزياء"، تضمن وضع صور فاضحة لنساء على خلفية صورة حائط البراق وغيرها الكثير داخلياً وخارجياً، عبر بث سموم إخبارية تضليلية حول حائط البراق.
وقالت وزارة الأوقاف إن الاحتلال الإسرائيلي يبتكر أساليب جديدة لتهويد المعالم والأوقاف الإسلامية في القدس ومحيط المسجد الأقصى، حيث تزايد في الفترة الأخيرة ما يعرف باسم "التعميد التوراتي" عند حائط البراق مجاناً للصبية اليهود.
وتأخذ الخطط التهويدية مسميات مختلفة وذرائع متنوعة كثيرة ومتعددة، منها خطط إقامة كنيس يهودي يرتبط بالأنفاق التي سبق وأن حفرتها قوات الاحتلال أسفل المسجد الأقصى إلى الغرب من حائط البراق.
ويحتوي هذا المخطط على مدرسة دينية وكنيس يهودي، ومركز شرطة عملياتي متقدم، وقاعات للإثراء التهويدي، وقاعة استقبال، ومداخل عريضة ومتعددة لزوار النفق الغربي، وعشرات الوحدات الصحية "حمامات عامة"، وغرف التشغيل والصيانة.
كما أن المخطط عبارة عن عمليات توسعة وترميم وتغيير لمبنى قائم على ثلاثة طوابق، هو في الأصل مبنى يقع ضمن حدود حي المغاربة المشهور، والذي هو في الأصل بناء حكومي إسلامي تاريخي وعقارات وقفية، من الحقبة الإسلامية المتقدمة ومن الفترة المملوكية والأيوبية والعثمانية، وقام الاحتلال بالاستيلاء عليه بعد احتلاله عام 1967، وأطلق عليه اسم "بيت شتراوس"، واستعمله كمدخل رئيسي لنفق الجدار الغربي، إضافة إلى مكاتب لمؤسسات تهويدية.
ويوجد أيضاً مخطط لبناء جسر للمشاة يربط بين مركز الزوار الاستيطاني في "مدينة داود" وصولاً إلى نفق ساحة البراق، وهناك أيضاً مشروع القطار الهوائي بطول 1500 متر فوق المسجد الأقصى، والذي سينطلق من أعالي جبل الزيتون ليحلق فوق الأقصى وأسواره من الجهة الجنوبية الشرقية حتى يصل إلى ساحة البراق وتل باب المغاربة وحارة الشرف.
وتتواصل المخططات التي تقودها جمعية "العاد" الاستيطانية المتطرفة لبناء جسر للمشاة يربط بين مركز الزوار الاستيطاني في "مدينة داود" وصولاً إلى نفق ساحة البراق، والذي خطط لإنشاء كنس يهودية تحت الأرض تخصص للمصليات اليهوديات أسفل ساحة البراق، ناهيك عن الدعوات المثارة باستمرار لهدم جسر باب المغاربة بين ساحة حائط البراق وباحات الحرم القدسي، إضافة إلى الحفريات والأنفاق المستمرة أسفل المنطقة المذكورة.
وجاء المخطط لبناء "متحف تهويدي" على أنقاض مبان وآثار إسلامية في الجهة الشمالية الغربية لساحة البراق غربي المسجد الأقصى، ويتضمن إقامة بوابات ضخمة وأنفاقاً تحت أسوار البلدة القديمة وصولاً إلى المسجد الأقصى، وأخرى تقضي بتوسيع مكان صلاة النساء اليهوديات في ساحة البراق، ومخططا لإقامة مصعد متطور في حائط البراق، للتسهيل على المصلين اليهود.
اقرأ أيضاً: الاحتلال يصعد حربه ضد الأقصى بالسعي لحظر منظمتين فلسطينيتين