الإرهاق يحفّز على الإبداع

قد يحدث أحياناً أن يُنهك جسدك بالكامل، ويتعطل تفكيرك من النعاس، وتجد نفسك ليلاً تبحث عن السرير لرمي نفسك فوقه والغرق في نوم عميق. لكنّك في صباح اليوم التالي تعثر فجأة على حلّ لمشكلة تشغل تفكيرك، أو تلمع في رأسك فكرة مبدعة لطالما انتظرت مثلها.

يناقش كتاب رون فرايدمان، "ذا بست بلايس تو ورك"، هذه الفرضية المثيرة للجدل، بحسب موقع "بغ ثينك" العلمي.

يقول الكاتب: "لكي تكون مبدعاً، تحتاج أحياناً إلى النظر بعين الاعتبار إلى أفكار لا تبدو بالضرورة في السكة المطلوبة من أجل تحقيق الهدف الذي ترمي إليه".

ويتابع: "تكديس كلّ الأفكار شيئاً فشيئاً في دماغك بينما تعاني من التعب، ولا قدرة لك على الإنتاج، يمكن أن يشعل القدرة الإبداعية لديك فجأة، من خلال ما تملكه من ذخر كافٍ لها".

ويشير فرايدمان إلى أنّه ليس من الضروري الحرمان من النوم للحصول على هذه الأفكار اللامعة، بل مجرد تغيير النظام اليومي الروتيني. ويقترح لذلك تأجيل عمليات "العصف الذهني" عندما يكون الشخص متعباً، وعدم القيام بأيّة محاولات للخروج بحلول، إلى حين اشتعال القدرة الإبداعية بشكل عفوي يتلازم مع مرحلة التعب وما بعده.

كما يقترح إشعال تلك القدرة الإبداعية عن طريق تدريب خاص بالضجر. وهو ما يعتمده بعض موظفي شركات الكومبيوتر، الذين يبتعدون عن كلّ أنواع الأجهزة والاتصال لفترة من الوقت، تجعلهم ببساطة يدخلون في حالة ضجر تجدد نشاط الدماغ في اتجاه الإبداع.