فقدت وسائل الإعلام العمومية (الحكومية) التونسية بريقها منذ سنوات، بسبب استئثار قنوات تلفزيونية وإذاعية خاصة بنسب مشاهدة عالية؛ نظرا لاختيارها نهجا إعلاميا مختلفا ومتطورا يرتكز أساسا على البرامج الحوارية السياسية والرياضية وبرامج تلفزيون الواقع والإثارة. هذا التراجع أثار استهجان الصحافيين والإعلاميين الذين يعولون على تطور الإعلام العمومي.
في استطلاع أجرته مؤسسة "سيغما كونساي" ويخص شهر مارس الماضي حول وسائل الإعلام السمعية البصرية، احتلت قناة "حنبعل" الخاصة المرتبة الأولى، إذ بلغت نسبة مشاهدتها 98 بالمائة، واحتلت قناة نسمة المرتبة الثانية بنسبة مشاهدة بلغت 92 بالمائة، واحتلت قناة الحوار التونسي المرتبة الثالثة بـ26 بالمائة من نسبة المشاهدة، في حين كانت المرتبة الرابعة من نصيب القناة الوطنية العمومية الأولى بنسبة 20.3 بالمائة، تليها القناة الوطنية العمومية الثانية بنسبة 6.1 بالمائة.
أما بالنسبة للقنوات الإذاعية، فقد احتلت الإذاعة الخاصة "موزاييك" المرتبة الأولى بنسبة استماع بلغت 20.3 بالمائة، تلتها إذاعة "شمس أف أم" الخاصة بنسبة 19.3 بالمائة، وكانت المرتبة الثالثة من نصيب إذاعة الزيتونة للقرآن الكريم بنسبة 10 بالمائة، في حين تذيلت الإذاعات العمومية القائمة، حيث لم تتجاوز نسبة استماع إذاعة تونس الدولية الـ6.1 بالمائة.
ولفهم أسباب وتبعات هذا الفشل الذي ميز أداء وسائل الإعلام السمعية البصرية الحكومية في مواجهة الإعلام الخاص، التقت "العربي الجديد" مدير الإذاعة الثقافية العمومية، محمد صالح العبيدي، الذي أوضح قائلا "يعود إخفاق المؤسسات الإعلامية العمومية في كسب رهان المنافسة مع الإعلام الخاص إلى ثلاثة عوامل رئيسية، أولها مرتبط بهامش التحرك التجاري والحر للمؤسسات الخاصة. ثانيا، ما زالت المؤسسات العمومية تعاني حتى اليوم من مشاكل هيكلية مرتبطة بالموارد البشرية التي لم تواكب في معظمها متطلبات تطور الميديا وحاجة الجمهور. هذا بالإضافة إلى العراقيل البيروقراطية التي تمنع المؤسسات العمومية من التطور وممارسة النشاط الإعلامي بأكثر مرونة. كما أن المؤسسات العمومية والمتمثلة أساسا في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون التونسية لم تجد بعد خمس سنوات من الثورة، بوصلة الانطلاق في مشروع الإصلاح".
في استطلاع أجرته مؤسسة "سيغما كونساي" ويخص شهر مارس الماضي حول وسائل الإعلام السمعية البصرية، احتلت قناة "حنبعل" الخاصة المرتبة الأولى، إذ بلغت نسبة مشاهدتها 98 بالمائة، واحتلت قناة نسمة المرتبة الثانية بنسبة مشاهدة بلغت 92 بالمائة، واحتلت قناة الحوار التونسي المرتبة الثالثة بـ26 بالمائة من نسبة المشاهدة، في حين كانت المرتبة الرابعة من نصيب القناة الوطنية العمومية الأولى بنسبة 20.3 بالمائة، تليها القناة الوطنية العمومية الثانية بنسبة 6.1 بالمائة.
أما بالنسبة للقنوات الإذاعية، فقد احتلت الإذاعة الخاصة "موزاييك" المرتبة الأولى بنسبة استماع بلغت 20.3 بالمائة، تلتها إذاعة "شمس أف أم" الخاصة بنسبة 19.3 بالمائة، وكانت المرتبة الثالثة من نصيب إذاعة الزيتونة للقرآن الكريم بنسبة 10 بالمائة، في حين تذيلت الإذاعات العمومية القائمة، حيث لم تتجاوز نسبة استماع إذاعة تونس الدولية الـ6.1 بالمائة.
ولفهم أسباب وتبعات هذا الفشل الذي ميز أداء وسائل الإعلام السمعية البصرية الحكومية في مواجهة الإعلام الخاص، التقت "العربي الجديد" مدير الإذاعة الثقافية العمومية، محمد صالح العبيدي، الذي أوضح قائلا "يعود إخفاق المؤسسات الإعلامية العمومية في كسب رهان المنافسة مع الإعلام الخاص إلى ثلاثة عوامل رئيسية، أولها مرتبط بهامش التحرك التجاري والحر للمؤسسات الخاصة. ثانيا، ما زالت المؤسسات العمومية تعاني حتى اليوم من مشاكل هيكلية مرتبطة بالموارد البشرية التي لم تواكب في معظمها متطلبات تطور الميديا وحاجة الجمهور. هذا بالإضافة إلى العراقيل البيروقراطية التي تمنع المؤسسات العمومية من التطور وممارسة النشاط الإعلامي بأكثر مرونة. كما أن المؤسسات العمومية والمتمثلة أساسا في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون التونسية لم تجد بعد خمس سنوات من الثورة، بوصلة الانطلاق في مشروع الإصلاح".
من جهة أخرى، أكدت الصحافية في مركز تونس لحرية الصحافة، نجلاء بن صالح، لـ"العربي الجديد"، أن "الإعلام العمومي في تونس كان قبل الثورة في مرمى الاتهامات من قبل التونسيين بأنه لسان السلطة، وأنه إعلام حكومي لا عمومي. غير أنه، ورغم تحرره، بقي الإعلام العمومي بصحيفتيه وقناتيه وإذاعاته يتخبط في مشاكل تقنية وصحافية عديدة.
وأضافت: "يمكن اختصار أسباب فشل الإعلام العمومي في إيجاد مكان له داخل المشهد الإعلامي بأنه لا يعمل ضمن المنطق التجاري، أي التفكير في تسويق منتوجه الإعلامي، وبالتالي الدخول في المنافسة، وهو أمر سلبي يخرجه من المنافسة. ولا يزال الإعلام العمومي ينتج مادة إعلامية بطرق تقليدية، فمحاولات الإصلاح من خلال إعادة هيكلة إدارة التحرير ظهرت نتائجها للعيان، واحتلت أخبار الثامنة ليلا أعلى مرتبة في نسب المشاهدة، ثم تراجعت بسبب مشاكل في إدارة التحرير. هذا بالإضافة إلى عدم فتح ملفات الفساد المالي".