فقد دفع، "حزب الشعب الدنماركي" اليميني المتشدد، اليوم السبت، وقبل يوم واحد من "انتخابات مصيرية لدول الشمال" كما يصفها هذا الحزب، بإعلان مدفوع الأجر باللغة السويدية لنشره في صحف استوكهولم يطالب عبره الشعب السويدي بالتصويت لمصلحة الحزب اليميني المتشدد، "ديمقراطيو السويد" الذي يوصف بـ "عنصري بجذور نازية" على لسان مثقفي وسياسيي يسار ويسار الوسط وفي أوساط الصحافة.
أكبر الصحف وأكثرها انتشاراً، كصحيفتي "سفنسكا داغ بلاديت" و"داغنس نيوهتر"، رفضت النشر، فيما صحيفة "اكسبرسن" قبلته. زعيم الحزب الدنماركي، كريستيان ثولسن دال، اختار مخاطبة شعب السويد عاطفياً، ناشراً صورته مع "الشقيق جيمي أوكسون" وعلمي البلدين في الخلفية، وموجهاً "رسالة مفتوحة إلى شعب السويد" على أمل "أن يحصل حزب (ديمقراطيو السويد) على أفضل النتائج الانتخابية".
تحدث دال في "الرسالة المفتوحة" عن "الاختلافات التي حدثت بين السويد والدنمارك" ممازحاً أنه "على الرغم من المداعبة والإغاظة حول من منا الأفضل في كرة القدم، فبالتأكيد سنبقى شعبين شقيقين".
يتحدث اليمين المتشدد الشعبوي في الدنمارك، بعد التغيرات التي طرأت وأعطت "ديمقراطيي السويد" في الاستطلاعات نحو 20 في المائة، متسائلاً بطريقة اتهامية لـ "الشقيق": "هل لا نزال بعضنا بعضاً؟ هل يمكن أن نرى بعضنا في انعكاس المرآة حين تصبح السويد مساوية أكثر فأكثر مع قمع النساء وقوانين الشريعة وحرق السيارات والاغتصاب وعدم الأمان في الشوارع؟".
وفي محاولة أكثر عمقاً للتدخل وأبعد من دغدغة الحركة النسوية الأقوى في إسكندنافيا قاطبة، يتساءل الحزب اليميني المتشدد في الدنمارك: "هل هناك حرية تعبير؟ هل الديمقراطية حرة في السويد وخصوصاً حين يجري إسكات الناس عن مناقشة سياسات الهجرة؟".
وعلى الرغم من أن الصحف التي رفضت نشر الإعلان الدنماركي المتطرف عللت ذلك بالقول: "لا نسمح بنشر إعلان لحزب أجنبي في فترة الانتخابات"، إلا أنه يبدو أن نشر الإعلان صباح اليوم السبت في "إكسبرسن" وعلى مواقع عديدة مؤيدة للتشدد، وعلى الصفحات الرسمية التابعة للحزبين، يعيد طرح أسئلة كثيرة في وسائل إعلام البلدين الخاصة عن علاقات اليمين المتشدد في دول الشمال. فرغم أن "حزب الشعب الدنماركي" يسوق نفسه بأنه بعيد عن التشدد إلا أنه بتدخله لمصلحة حزب يثير جدلاً حول تاريخ الأعضاء النازي وعلاقته بحركات متطرفة عنيفة، كما يثير مجدداً السجال حول الهامش في السماح لقوى خارجية بالتدخل في انتخابات وطنية.
ويتوقع متابعون، في الدنمارك والسويد، للشؤون المرتبطة بأهداف هذا الجناح المتشدد، أن تثير المسألة الكثير من الأسئلة حول أهداف التعاون بين الحزبين، وغيرهما في دول الشمال، لدفع الشعوب نحو تأييد أحزاب متطرفة.
Twitter Post
|
وفي استوكهولم نفسها، وبعد أن انتهت مساء أمس المناظرات التلفزيونية الانتخابية، عبّرت أشهر مذيعات القناة الرسمية، "إس في تي"، مارتينا نورد، عن رفضها سياسات التشدد التي يتزعمها جيمي أوكسون. ورغم أنها شاركت في إدارة المناظرات بطريقة مهنية، إلا أن الصحافة السويدية لاحظت أيضا كيف كانت تتجنب كثيرا هذا السياسي. وقالت نورد عند انتهاء المناظرة "علينا أن نبدأ القول إن (زعيم التشدد) جيمي أوكسون كان شخصا صارخا في تعميمه، والقناة السويدية تنأى بنفسها عن تصريحاته تلك (بشأن المهاجرين، التي تحمل نفسا استعلائياً وعنصرياً واضحاً)". واندفع المشاركون في المناظرة للكتابة على وسائل التواصل رداً على أوكسون بطريقة قوية. فقد وصفته زعيمة حزب الخضر اليساري، آني لوفين، بـ "سمّ ينشر نفسه"، فيما وصفه زعيم حزب "الليبراليين"، يان بيوركلوند، بأنه "شخص بلا قلب".
Twitter Post
|
رئيسة التحرير في القناة الرسمية "إس في تي"، إيفا لاندال، قالت من ناحيتها لصحيفة "إكسبرسن": "لقد أدى أوكسون دوراً تعميمياً صارخاً بحق المهاجرين، معتبراً إياهم مجموعات لا تنتمي للسويد، وهذا لا يتناسب أبداً مع السويد".
حتى مسألة استنكار التلفزيون السويدي تصريحات اليمين المتشدد لم تسلم من انتقادات نظيره الدنماركي حين قال نائب رئيس الحزب الدنماركي، سورن اسبرسن، متحدثا عن موقف التلفزة السويدية: "من الواضح أن القناة التي تمثل هيئة البث العام في السويد لم تعد تعتبر صحافة محترمة... هذا شيء مخجل للسويد ومخجل للشمال (دول الشمال)".