استشهد وزير هيئة "مقاومة الجدار والاستيطان"، زياد أبو عين، بعدما قام جندي إسرائيلي بضربه على رأسه بالخوذة العسكرية "نطحاً"، خلال تنفيذ الهيئة فعالية زراعة أشجار زيتون على أراضٍ مهدّدة بالاستيطان في بلدة ترمسعيا، شمال رام الله.
وأعلن الرئيس، محمود عباس، الحداد ثلاثة أيام على استشهاد الوزير أبو عين؛ مشيراً، في تصريحات صحافية، إلى أنّ "استشهاد أبو عين عمل بربري ولا يمكن السكوت عنه".
من جهته، قال عبد أبو رحمة، من هيئة "الجدار والاستيطان"، الذي كان يشارك مع أبو عين في الفعالية: "أقدم جندي إسرائيلي على "نطح" أبو عين بشراسة، وقد كان يرتدي خوذته العسكرية، ما تسبب بإصابة أبو عين بغيبوبة".
وأكّد أبو رحمة، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "الاعتداء الجسدي على أبو عين، جاء بعد إطلاق عشرات قنابل الصوت والغاز نحونا، وقد أصيب بالاختناق، وما هي إلا دقائق حتى قام الجندي بنطحه بقوة، ما تسبّب بوقوعه على الأرض ودخوله في غيبوبة".
وقام المشاركون في الفعالية بنقل أبو عين إلى عيادة بلدة ترمسعيا، ثم تحويله إلى مستشفى رام الله بسرعة، حيث لم يتمكن الأطباء من إنعاش قلبه، واستشهد متأثراً بإصابته.
ونفّذت هيئة "مقاومة الجدار والاستيطان"، فعالية زرع أشجار زيتون على أراضٍ مهدّدة بالمصادرة من قبل مستوطنة "عادي عاد" المقامة على أراضي المواطنين في ترمسعيا.
وبحسب المشاركين، فقد توجهوا صباحاً إلى المكان ومعهم أشجار الزيتون، ولم يقوموا بأي تظاهرة أو احتكاك مع جيش الاحتلال، الذي سارع إلى إطلاق مئات من قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع باتجاه المشاركين، فضلاً عن ضربهم بالأيدي ودفعهم ونطحهم بالخوذ العسكرية.
وفي تعليق على استشهاد أبو عين، قال مستشار الرئيس الفلسطيني ونائب رئيس المجلس الثوري لحركة "فتح"، صبري صيدم، لـ"العربي الجديد": "لقد أوغلت إسرائيل في ظلمها للشعب الفلسطيني وما استشهاد أبو عين إلا دليل واضح على دخول المحتل في مرحلة هستيريا سياسية هدفها طمس الصوت والموقف بغض النظرعن المواقع وتعبير عن غطرسة انتخابية تعتاش على دمنا".
يذكر أن أبو عين من أوائل المناضلين الفلسطينيين، الذين جرى اعتقالهم إدارياً في سبعينيات القرن الماضي، وهو عضو مجلس ثوري في حركة "فتح"، وقد تسلّم مهامه رئيساً لهيئة شؤون مقاومة "الجدار والاستيطان" برتبة وزير، منذ نحو ثلاثة أشهر، بعدما عمل سنوات طويلة وكيلاً لوزارة الأسرى.