مع إصدار مركز دراسات الوحدة العربية لكتابها الثاني "المشروع الصهيوني وبدايات الوعي العربي لمخاطره 1897- 1917"، بعد الكتاب الأول "العلاقات الأردنية- البريطانية 1951-1967" (بيروت 2006)، والثاني "شكري العسلي 1868-1916: من أجل الاستقلال العربي ومقاومة الصهيونية" (بيروت 2010)، أصبحت المؤرخة الأردنية سهيلا الشلبي من الأسماء القليلة المعروفة خارج الأردن التي حافظت على مسارها البحثي الجاد في أبحاثها وكتبها. ومن ذلك كتابها الذي تعرضت فيه الى الشخصية الإشكالية في تاريخ الأردن الذي قضى منتحرا "دور توفيق أبو الهدى في السياسة الأردنية 1938-1955" (عمان 2007).
أما في هذا المجال (اكتشاف العرب المبكّر للمشروع الصهيوني) الذي برزت فيه الشلبي بالكتابين المذكورين فهي تتابع من ناحية ما بدأه جيل الأساتذة وليد الخالدي وعبد العزيز عوض وخيرية قاسمية وغيرهم، ولكنها تساهم بدورها في الكشف عن جديد بالاستناد إلى عملها الدؤوب في المصادر وفي الدراسات الحديثة التي نشرت بعد رسالة الدكتوراه لعوض "متصرفية القدس 1874-1914" (جامعة عين شمس 1970)، مثل كتاب قاسمية "النشاط الصهيوني في الشرق العربي وصداه" (بيروت 1973)، وكتاب سهام نصار"موقف الصحافة المصرية من الصهيونية 1897-1917"(القاهرة 1993)، وكتاب وليد الخالدي "الصهيونية في مئة عام : من البكاء الى الهيمنة 1897-1997" (بيروت 1998)، ومحمود الشناق "العلاقات بين العرب واليهود في فلسطين 1876-1914"(حلحول 2005) وصولا إلى كتاب الباحث الاسرائيلي يوسف لمدان "العرب والصهيونية 1882-1914" الذي ترجمه الياس شوفاني (دمشق 2009).
في مقدمتها تنطلق الشلبي من مقولة لأهم من تنبّه وواجه المشروع الصهيوني (نجيب عازوري) تقول "إن ماضي الشعب هو الصورة الأكثر أمانة لحاضره ومستقبله"، وهي تصحّ هنا لطرح السؤال المفصلي: هل استفاد العرب بشيء من وعيهم واكتشافهم المبكر للمشروع الصهيوني ومن نبوءة عازوري المبكرة في 1905، عن الصراع المتواصل بين المشروعين العروبي والصهيوني الذي لن ينتهي إلا بانتصار أحدهما على الآخر؟
من الواضح هنا أن المؤلفة اختارت فترة زمنية مهمة 1897-1917، أي منذ عقد المؤتمر الصهيوني الأول في بازل الذي تنبأ بقيام الدولة اليهودية بعد نصف قرن 1947، وإلى وعد بلفور 1917 الذي التزمت فيه بريطانيا بتحقيق "الوطن القومي اليهودي" في فلسطين، وهو ما دخل في نص الانتداب البريطاني الذي أقرته عصبة الأمم في 1922. وخلال هذه الفترة لم يكن يعني المؤلفة مجرد "اكتشاف" العرب للمشروع الصهيوني بقدر ما ركزت على ردود الفعل الفلسطينية- العربية التي نتجت عن ذلك "الاكتشاف". ولأجل ذلك اعتمدت المؤلفة على الصحف الفلسطينية والعربية المواكبة للأحداث:"الكرمل" و"فلسطين" و"المنار" و"الأهرام" وغيرها، وعلى المذكرات، مع ملاحظتها بأن مذكرات الجيل المؤسّس للحركة العربية شحيحة بالمقارنة مع مذكرات الجيل المؤسّس للحركة الصهيونية.
اقــرأ أيضاً
في استعراضها لبدايات "الاكتشاف" يتضح أن جريدة "المقطم" كانت أول من أشارت إلى انعقاد المؤتمر الصهيوني في بازل وذلك في مقالة كتبها من هناك الأمير أمين رسلان تحدث فيها عن مقرراته والعقبات التي قد تحول دون تنفيذها، بينما بدأت مجلة "المنار" لرشيد رضا منذ 1898 التنبيه على الخطر الصهيوني، على حين أن رسالة ضياء الدين الخالدي في 1899 إلى رئيس الحاخاميين في فرنسا التي وصلت إلى هرتزل نفسه كانت أهم مؤشر إلى مدى تنبّه وقلق الفلسطينيين أنفسهم من المشروع الصهيوني الجديد.
ومع ذلك تميز المؤلفة فترة 1904-1908 باعتبارها الأهم لأنها شهدت تدفق اليهود المؤمنين بالصهيونية إلى فلسطين (الهجرة الثانية)، وبروز نجيب عازوري في باريس حيث أسّس في 1904 "عصبة الوطن العربي"، ونشر هناك كتابه "يقظة الأمة العربية" الذي كشف فيه عن ظهور الحركتين الجديدتين (العربية والصهيونية) وتصادمهما المحتم الذي سينتهي بانتصار واحدة على الأخرى. وتكشف المؤلفة هنا أن بعض النسخ من هذا الكتاب تسربت الى فلسطين ولكن السلطات العثمانية اعتقلت بعض الشخصيات الفلسطينية (حافظ السعيد وغيره) التي وجدت لديها هذا الكتاب.
ومع انقلاب 1908 وفرض إعلان الدستور على السلطان عبد الحميد الثاني تميّز المؤلفة فترة مهمة أخرى بالنسبة لهذا الموضوع. فمع الحرية المعلنة تجرأت الآن الصحف الفلسطينية على النشر في هذا الموضوع الحساس، وخاصة جريدة "الكرمل" لنجيب نصار التي حملت لواء الدعوة الى ضرورة اليقظة لمواجهة الصهيونية. ومن ناحية أخرى بدأ في الأفق آنذاك بعد عزل السلطان عبد الحميد في 1909 بروز مؤثر للنفوذ اليهودي - الصهيوني في الجماعة الحاكمة الجديدة (الاتحاد والترقي)، وهو ما جعل بعض رموز الحركة العربية يشيرون إلى ذلك في وقت مبكر مثل رفيق العظم. ومع ذلك فقد جلبت الحرية الجديدة الانتخابات للبرلمان العثماني، الذي أصبح ساحة مفتوحة للنقاش حول هذا الموضوع. ومن ذلك نجد أن نائب حيفا حافظ السعيد قد وجّه منذ 1909 سؤالا إلى الحكومة الجديدة حول مقاصد الحركة الصهيونية ومدى انسجامها مع مصلحة الدولة العثمانية. إلا أن الدور الأكبر في البرلمان العثماني في إثارة هذا الموضوع والتنبيه لخطر المشروع الصهيوني قام به نائب دمشق شكري العسلي في 1910 (وهو الذي خصّصت له المؤلفة كتابها الأول) ونائب القدس روحي الخالدي في 1911.
ويمثل عام 1911 مؤشراً مهماً لأنه العام الذي صدر فيه لنجيب نصار أول كتاب في العربية بعنوان "الصهيونية: تاريخها وغرضها وأهميتها". ومع أن المؤلف استقى مادته الأساسية من "الموسوعة اليهودية"، إلا أن خاتمة الكتاب تكشف عن وعي المؤلف للمشروع الصهيوني من خلال ما كان يحصل أو يتحقق منه على الأرض: فلسطين. وفي هذا العام أيضا لدينا مؤشر مهم لآخر يتمثل في بروز أوائل الأحزاب والجمعيات التي جعلت من مواجهة الصهيونية أساسا لبرنامجها مثل "الحزب الوطني العثماني" الذي أسّسه الشيخ سليمان التاجي الفاروقي، الذي برز لاحقا في الحركة الوطنية الفلسطينية.
وعلى الرغم من هذه المقدمات الواعدة إلا أن المؤلفة تكشف عن حركة معاكسة باتجاه الانفتاح على الصهيونية والتعاون معها لأجل "المصلحة المشتركة" التي تتمثل في الوقوف معا ضد مشروع الاتحاديين. وقد برزت مقدمات هذه الحركة المعاكسة في بعض الصحف الفلسطينية والعربية "النفير" و"جراب الكردي" و"المقطم" وغيرها، ولكنها تطورت مع تبني بعض الأحزاب العروبية الجديدة لها مثل "حزب اللامركزية" في القاهرة و"الجمعية الإصلاحية" في بيروت. وقد تمثل هذا الانعطاف المفاجىء لدى مفكر عروبي معروف "رفيق العظم"، حيث إنه كان يعتبر في شباط 1913 أن الصهيونية "خطر يهدد فلسطين" بينما أصبح يرى في نيسان 1913 "إمكانية الاستفادة من هذا الخطر والتفاهم معه".
وفي هذا السياق جاء المؤتمر العربي في باريس، الذي شارك فيه أحد أعضاء المؤتمر الصهيوني بصفة مراقب، ليشكّل حسب المؤلفة "خيبة أمل لدى الفلسطينيين بزعماء الحركة العربية من إصلاحيين ولامركزيين بعدم تعرضهم لمشكلة الصهيونية". ومن هنا تصل المؤلفة الى النتيجة المهمة التي خلّفها المؤتمر العربي في فلسطين: ترسّخ القناعة لدى الفلسطينيين بضرورة العمل منفردين للدفاع عن بلادهم.
إلا أن هذه "القناعة" جاءت متأخرة مع اندلاع الحرب العالمية الأولى، حيث لجأ الطرف الآخر (المشروع الصهيوني) إلى الارتباط مع القوة المعادية للدولة العثمانية (التي كانت تحكم فلسطين)، ليصل أخيرا إلى وعد بلفور في 1917 الذي تحوّل إلى التزام دولي مع انتصار الحلفاء وتشكيل عصبة الأمم وإقرار الانتداب البريطاني على فلسطين، الذي نصّ على تنفيذ وعد بلفور، ليُدخل الفلسطينيين الآن في مواجهة مباشرة مع المشروع الصهيوني.
(أكاديمي كوسوفي / سوري)
اقــرأ أيضاً
أما في هذا المجال (اكتشاف العرب المبكّر للمشروع الصهيوني) الذي برزت فيه الشلبي بالكتابين المذكورين فهي تتابع من ناحية ما بدأه جيل الأساتذة وليد الخالدي وعبد العزيز عوض وخيرية قاسمية وغيرهم، ولكنها تساهم بدورها في الكشف عن جديد بالاستناد إلى عملها الدؤوب في المصادر وفي الدراسات الحديثة التي نشرت بعد رسالة الدكتوراه لعوض "متصرفية القدس 1874-1914" (جامعة عين شمس 1970)، مثل كتاب قاسمية "النشاط الصهيوني في الشرق العربي وصداه" (بيروت 1973)، وكتاب سهام نصار"موقف الصحافة المصرية من الصهيونية 1897-1917"(القاهرة 1993)، وكتاب وليد الخالدي "الصهيونية في مئة عام : من البكاء الى الهيمنة 1897-1997" (بيروت 1998)، ومحمود الشناق "العلاقات بين العرب واليهود في فلسطين 1876-1914"(حلحول 2005) وصولا إلى كتاب الباحث الاسرائيلي يوسف لمدان "العرب والصهيونية 1882-1914" الذي ترجمه الياس شوفاني (دمشق 2009).
في مقدمتها تنطلق الشلبي من مقولة لأهم من تنبّه وواجه المشروع الصهيوني (نجيب عازوري) تقول "إن ماضي الشعب هو الصورة الأكثر أمانة لحاضره ومستقبله"، وهي تصحّ هنا لطرح السؤال المفصلي: هل استفاد العرب بشيء من وعيهم واكتشافهم المبكر للمشروع الصهيوني ومن نبوءة عازوري المبكرة في 1905، عن الصراع المتواصل بين المشروعين العروبي والصهيوني الذي لن ينتهي إلا بانتصار أحدهما على الآخر؟
من الواضح هنا أن المؤلفة اختارت فترة زمنية مهمة 1897-1917، أي منذ عقد المؤتمر الصهيوني الأول في بازل الذي تنبأ بقيام الدولة اليهودية بعد نصف قرن 1947، وإلى وعد بلفور 1917 الذي التزمت فيه بريطانيا بتحقيق "الوطن القومي اليهودي" في فلسطين، وهو ما دخل في نص الانتداب البريطاني الذي أقرته عصبة الأمم في 1922. وخلال هذه الفترة لم يكن يعني المؤلفة مجرد "اكتشاف" العرب للمشروع الصهيوني بقدر ما ركزت على ردود الفعل الفلسطينية- العربية التي نتجت عن ذلك "الاكتشاف". ولأجل ذلك اعتمدت المؤلفة على الصحف الفلسطينية والعربية المواكبة للأحداث:"الكرمل" و"فلسطين" و"المنار" و"الأهرام" وغيرها، وعلى المذكرات، مع ملاحظتها بأن مذكرات الجيل المؤسّس للحركة العربية شحيحة بالمقارنة مع مذكرات الجيل المؤسّس للحركة الصهيونية.
في استعراضها لبدايات "الاكتشاف" يتضح أن جريدة "المقطم" كانت أول من أشارت إلى انعقاد المؤتمر الصهيوني في بازل وذلك في مقالة كتبها من هناك الأمير أمين رسلان تحدث فيها عن مقرراته والعقبات التي قد تحول دون تنفيذها، بينما بدأت مجلة "المنار" لرشيد رضا منذ 1898 التنبيه على الخطر الصهيوني، على حين أن رسالة ضياء الدين الخالدي في 1899 إلى رئيس الحاخاميين في فرنسا التي وصلت إلى هرتزل نفسه كانت أهم مؤشر إلى مدى تنبّه وقلق الفلسطينيين أنفسهم من المشروع الصهيوني الجديد.
ومع ذلك تميز المؤلفة فترة 1904-1908 باعتبارها الأهم لأنها شهدت تدفق اليهود المؤمنين بالصهيونية إلى فلسطين (الهجرة الثانية)، وبروز نجيب عازوري في باريس حيث أسّس في 1904 "عصبة الوطن العربي"، ونشر هناك كتابه "يقظة الأمة العربية" الذي كشف فيه عن ظهور الحركتين الجديدتين (العربية والصهيونية) وتصادمهما المحتم الذي سينتهي بانتصار واحدة على الأخرى. وتكشف المؤلفة هنا أن بعض النسخ من هذا الكتاب تسربت الى فلسطين ولكن السلطات العثمانية اعتقلت بعض الشخصيات الفلسطينية (حافظ السعيد وغيره) التي وجدت لديها هذا الكتاب.
ومع انقلاب 1908 وفرض إعلان الدستور على السلطان عبد الحميد الثاني تميّز المؤلفة فترة مهمة أخرى بالنسبة لهذا الموضوع. فمع الحرية المعلنة تجرأت الآن الصحف الفلسطينية على النشر في هذا الموضوع الحساس، وخاصة جريدة "الكرمل" لنجيب نصار التي حملت لواء الدعوة الى ضرورة اليقظة لمواجهة الصهيونية. ومن ناحية أخرى بدأ في الأفق آنذاك بعد عزل السلطان عبد الحميد في 1909 بروز مؤثر للنفوذ اليهودي - الصهيوني في الجماعة الحاكمة الجديدة (الاتحاد والترقي)، وهو ما جعل بعض رموز الحركة العربية يشيرون إلى ذلك في وقت مبكر مثل رفيق العظم. ومع ذلك فقد جلبت الحرية الجديدة الانتخابات للبرلمان العثماني، الذي أصبح ساحة مفتوحة للنقاش حول هذا الموضوع. ومن ذلك نجد أن نائب حيفا حافظ السعيد قد وجّه منذ 1909 سؤالا إلى الحكومة الجديدة حول مقاصد الحركة الصهيونية ومدى انسجامها مع مصلحة الدولة العثمانية. إلا أن الدور الأكبر في البرلمان العثماني في إثارة هذا الموضوع والتنبيه لخطر المشروع الصهيوني قام به نائب دمشق شكري العسلي في 1910 (وهو الذي خصّصت له المؤلفة كتابها الأول) ونائب القدس روحي الخالدي في 1911.
ويمثل عام 1911 مؤشراً مهماً لأنه العام الذي صدر فيه لنجيب نصار أول كتاب في العربية بعنوان "الصهيونية: تاريخها وغرضها وأهميتها". ومع أن المؤلف استقى مادته الأساسية من "الموسوعة اليهودية"، إلا أن خاتمة الكتاب تكشف عن وعي المؤلف للمشروع الصهيوني من خلال ما كان يحصل أو يتحقق منه على الأرض: فلسطين. وفي هذا العام أيضا لدينا مؤشر مهم لآخر يتمثل في بروز أوائل الأحزاب والجمعيات التي جعلت من مواجهة الصهيونية أساسا لبرنامجها مثل "الحزب الوطني العثماني" الذي أسّسه الشيخ سليمان التاجي الفاروقي، الذي برز لاحقا في الحركة الوطنية الفلسطينية.
وعلى الرغم من هذه المقدمات الواعدة إلا أن المؤلفة تكشف عن حركة معاكسة باتجاه الانفتاح على الصهيونية والتعاون معها لأجل "المصلحة المشتركة" التي تتمثل في الوقوف معا ضد مشروع الاتحاديين. وقد برزت مقدمات هذه الحركة المعاكسة في بعض الصحف الفلسطينية والعربية "النفير" و"جراب الكردي" و"المقطم" وغيرها، ولكنها تطورت مع تبني بعض الأحزاب العروبية الجديدة لها مثل "حزب اللامركزية" في القاهرة و"الجمعية الإصلاحية" في بيروت. وقد تمثل هذا الانعطاف المفاجىء لدى مفكر عروبي معروف "رفيق العظم"، حيث إنه كان يعتبر في شباط 1913 أن الصهيونية "خطر يهدد فلسطين" بينما أصبح يرى في نيسان 1913 "إمكانية الاستفادة من هذا الخطر والتفاهم معه".
وفي هذا السياق جاء المؤتمر العربي في باريس، الذي شارك فيه أحد أعضاء المؤتمر الصهيوني بصفة مراقب، ليشكّل حسب المؤلفة "خيبة أمل لدى الفلسطينيين بزعماء الحركة العربية من إصلاحيين ولامركزيين بعدم تعرضهم لمشكلة الصهيونية". ومن هنا تصل المؤلفة الى النتيجة المهمة التي خلّفها المؤتمر العربي في فلسطين: ترسّخ القناعة لدى الفلسطينيين بضرورة العمل منفردين للدفاع عن بلادهم.
إلا أن هذه "القناعة" جاءت متأخرة مع اندلاع الحرب العالمية الأولى، حيث لجأ الطرف الآخر (المشروع الصهيوني) إلى الارتباط مع القوة المعادية للدولة العثمانية (التي كانت تحكم فلسطين)، ليصل أخيرا إلى وعد بلفور في 1917 الذي تحوّل إلى التزام دولي مع انتصار الحلفاء وتشكيل عصبة الأمم وإقرار الانتداب البريطاني على فلسطين، الذي نصّ على تنفيذ وعد بلفور، ليُدخل الفلسطينيين الآن في مواجهة مباشرة مع المشروع الصهيوني.
(أكاديمي كوسوفي / سوري)