اعتبر رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود البارزاني، حصول كردستان على حق تقرير المصير، وإبعاد خطر داعش أولوية بالنسبة إليه، مبدياً قلقه من تداعيات أزمة الرئاسة.
وقال البارزاني في رسالة وجهها بمناسبة حلول عيد الأضحى، حصل "العربي الجديد" على نسخة منها، "أؤكد مرة أخرى لا يمكن أن نسمح لأي أزمة أن تكون عائقاً أمام حق شعبنا في تقرير مصيره، وأعتبر مسالة حق تقرير المصير لشعب كردستان وإبعاد خطر داعش من أولويات عملي".
وأضاف "كردستان بحاجة إلى جهود كافة الأطراف للعمل بوعي وبروح مقاتلي البشمركة، خاصة أننا نمر بمرحلة حساسة ويحتمل أن تعاد صياغة خارطة المنطقة، وقد خلق صمود شعبنا وقوات البشمركة فرصة كبيرة أمامنا، على الأحزاب أن تعي هذه الفرصة وأن تستثمرها لمصلحة شعبنا".
اقرأ أيضاً: اتفاق أحزاب كردستان حول أزمة رئاسة الإقليم مؤجل
ولفت البارزاني إلى أنه قام بواجبه القانوني في ما يخص موضوع رئاسة الإقليم، مبيناً "طالبت بإجراء انتخابات رئاسية في إقليم كردستان قبل انتهاء الدورة الرئاسية الحالية، لكن الانتخابات لم تجر، وكنت قد طالبت جميع الأحزاب والبرلمان أيضاً بحسم هذا الموضوع، ولم تكن هناك أية نتيجة ولم أطلب أبداً أن أبقى في منصبي وأرفض جميع التصريحات والأقاويل والآراء التي تقول إن لا بديل لي".
وأبدى البارزاني قلقه من تداعيات أزمة الرئاسة، قائلاً إن "كردستان تعيش في أزمات كبيرة وعميقة، هناك المشاكل مع بغداد، والأزمة الاقتصادية التي تعصف بالإقليم، وتواجد أعداد كبيرة من النازحين في الإقليم، والحرب المفروضة علينا ضد إرهابيي داعش"، مبيناً "إنني قلق جداً من استمرار هذا الوضع والمواطنون مستاءون بسبب هذا الموضوع".
ومضى قائلاً "أطالب الأحزاب أن تجتمع وتفكر جيداً في إيجاد حل واقعي للخروج من هذه الأزمة لكي لا تتعمق أكثر ولا تخلق مشاكل في مواجهة داعش، وألا تقوم الأحزاب بالخلط بين بقائي في الرئاسة من عدمه مع تحديد آليات اختيار الرئيس وصلاحياته في الدستور".
واختتم البارزاني "وحتى التوصل لذلك، لتقرر الأحزاب ما تراه جيداً حول موضوع الرئاسة، وكيفما جاء القرار سواء باستمراري في مهامي حتى الانتخابات القادمة، أو الاتفاق على تسمية شخص آخر وسأسلمه أمانة الرئاسة حتى لا نشغل ونرهق الشعب أكثر".
وكانت الدورة الحالية لرئاسة الإقليم قد انتهت في 20 أغسطس/ آب الماضي، وعلى الرغم من مطالبة رئيس الإقليم مسعود البارزاني مفوضية الانتخابات بتنظيم دورة جديدة لانتخابات الرئيس إلا أن المفوضية تذرعت بعدم توفرها على الميزانية اللازمة وعدم وجود الكوادر الفنية وأعلنت عن عدم قدرتها على تنظيم الانتخابات، وقد أدى الأمر إلى حدوث أزمة، نتيجة عدم اتفاق الأحزاب الرئيسية في البرلمان على كيفية معالجة الموضوع، سواء بالتمديد للرئيس لفترة مقبلة أو إيجاد حلول بديلة.
اقرأ أيضاً: تحذير أممي من تبعات "سيئة" لأزمة الرئاسة في كردستان
وبقيت الأزمة على حالها، ورفضت أحزاب عدة قراراً لمجلس شورى إقليم كردستان ببقاء البارزاني في الرئاسة إلى حين إجراء انتخابات جديدة للرئاسة مع الانتخابات البرلمانية المقبلة في 2017.
ومحل الخلاف حالياً محصور في نقطتين وهما آلية انتخاب الرئيس، إن كان سيتم في داخل البرلمان من قبل النواب، أم عبر الاقتراع المباشر، والنقطة الثانية حول صلاحيات الرئيس.
الدورة الأخيرة لرئاسة الإقليم في 2009 جرت عبر انتخاب الرئيس في اقتراع مباشر من قبل الناخبين، كما يتمتع الرئيس وفق القوانين السارية بصلاحيات واسعة في المجالات الإدارية والأمنية والسياسية.