لن تكون هذه المباراة عادية ولن يتركّز الأمر على كرة القدم فقط، وذلك لأن المنتخبين يملكان تاريخياً عريقاً في أحداث العنف والشغب والجنون على أرض الملعب خلال النسخ السابقة من المونديال.
صراع غودين – رونالدو
مع وجود لاعبين مثل لويس سواريز، ودييغو غودين والمدافع بيبي، كل شيء سيكون مختلفاً على أرض الملعب. وباختصار رونالدو ليس في أمان وكافاني سيعيش صراعاً من العنف مع بيبي بشكل مؤكد. هؤلاء عينة صغيرة من اللاعبين الذين سيخوضون مواجهة الليلة وهم معروفون بالتهور وعدم الانضباط مع أنديتهم ومنتخب بلادهم، لذلك ستتحول أرض ملعب "سوتشي" إلى ساحة معركة قد تسيل فيها الدماء.
ومن ينسى معركة "نورينبيرغ" الشهيرة التي كان المنتخب البرتغالي طرفاً فيها ضد هولندا، إذ رفع حكم اللقاء آنذاك الروسي فالنتين إيفانوف ثلاث بطاقات حمراء و16 بطاقة صفراء، وهو رقم قياسي غير مسبوق في تاريخ كأس العالم. وهو اللقاء الذي يؤكد أن لاعبي البرتغال يلعبون بخشونة ولا يخشون الخصم ويدافعون عن مرماهم بشراسة مهما كلف الأمر.
بدايةً من دييغو غودين المعروف في الدوري الإسباني بالمقاتل، وإن مر اللاعب عنه سيُعرقله أو يعترض طريقه من دون أدنى شك. وواحد من هؤلاء اللاعبين الذين يشتكون دائماً من غودين هو البرتغالي كريستيانو رونالدو، خصوصاً في "ديربي" مدريد الذي يجمع "الأتلتي" و"الملكي"، فكيف لو كانت المواجهة في دور الـ 16 من كأس العالم 2018 بين أورغواي والبرتغال، فلنتخيل الموقف بدون تفاصيل إضافية.
ارتكب غودين حتى الآن ثلاثة أخطاء فقط في المونديال، بينما سقط رونالدو 13 مرة في ثلاث مواجهات. وسجل رونالدو 22 هدفاً في 31 مباراة "ديربي" ضد غودين في الدوري الإسباني، في وقت لم يكن غودين قليل الشأن أيضاً، فهو منع رونالدو من التسجيل في 13 مناسبة من آخر 20 مواجهة. في وقت هناك حادثة تاريخية بين اللاعبين عندما دفع رونالدو غودين وأسقطه بضرب مُتعمد، ليردُ عليه غودين في عام 2017 بضربة كوع على رأسه.
بيبي ومشاهد العنف
في المقابل لا يمكن إغفال الدور الكبير الذي يصنعه المدافع البرتغالي بيبي في هذا الإطار أيضاً، فهو من أكثر اللاعبين المشاغبين على أرض الملعب إلى جانب الأورغواياني لويس سواريز أيضاً. فبيبي لا يخاف من الدخول في صراع شرس على الكرة مع الخصم مهما كلف الأمر، حتى لو كان الثمن باهظاً (بطاقة حمراء) فالمهم هو إسقاط الخصم أرضاً ولو باستعمال سلاح الضرب.
في المقابل المهاجم لويس سواريز ليس بعيداً عن هذه الأجواء المشحونة، فهو اللاعب الذي يقع على الأرض بعد الخطأ وكأنه تعرض للقتل ويستعمل أسلوب التمويه كثيراً لكي يتفاعل معه حكم المباراة، وهو الأمر الذي يُثير عضب لاعبي الخصم كثيراً. ومن ينسى ما فعله سواريز في مونديال 2014 عندما عض المدافع الإيطالي جيورجيو كيليني، في واحدة من أغرب أحداث كأس العالم تاريخياً.