يتوافد البريطانيون اليوم، منذ الساعة السابعة صباحاً، على مراكز الاقتراع، وحتى العاشرة من مساء اليوم، (توقيت لندن)، للتصويت في استفتاء هو الثالث في تاريخ بريطانيا، بـ"نعم" أو "لا" للبقاء في الاتحاد الأوروبي. ويأتي هذا الاستفتاء بعد معركة استمرّت أربعة شهور بين حملتي البقاء والخروج.
وانهمرت الأمطار بغزارة في مناطق عديدة من بريطانيا طوال الليل وهذا الصباح، الأمر الذي أثّر على حضور الناخبين، وأغرق بعض مراكز الاقتراع، التي اضطرت إلى تبديل أماكنها.
وبدأ "العربي الجديد" جولته على مراكز الاقتراع من منطقة إيلينغ، غرب العاصمة البريطانية لندن، حيث بدأ الناخبون يأتون إلى مركز الاقتراع الذي شهد حركة شبه هادئة، حوالى الساعة التاسعة صباحاً.
واللافت أنّ بعض مؤيدي البقاء في الاتحاد لم يخفوا العنصرية أو الخوف من العرب، إذ رفض أحدهم التحدّث إلينا، بعدما أدرك أنّنا من الصحافة العربية، وأعاد إلينا الميكروفون، واعتذر ومضى في طريقه.
في المقابل، أبدى باتريك كينيدي، (72 عاماً) رجل أعمال إيرلندي، اهتماماً بالحديث، وقال إنّه مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لأن غالبية الأشخاص في هذا البلد لا يريدون المزيد من الانخراط، ولأنّ الاتحاد الأوروبي "ذهب بعيداً جداً، وفي اليوم التالي قد نرى جيش الاتحاد الأوروبي".
وأضاف أنها "تكاليف إضافية لا نحتاجها ومزيد من البيروقراطية، كما أنّ بريطانيا لا تتحكّم في الهجرة، في الوقت الحالي، وإن استمرّ الوضع على هذا النحو من معدّل الهجرة ستعاني جميع الخدمات".
ورأى أنّ ألمانيا هي أكثر المستفيدين في الاتحاد الأوروبي، وأن بريطانيا ستكون أفضل اقتصادياً خارجه. وعن أيرلندا، قال إنّه ينبغي أن يبدأ الأيرلنديون بالتصويت للخروج من الاتحاد الأوروبي، بدلاً من أن يوافقوا على كل ما تقدّمه لهم بروكسل.
بحثاً عن الناخب العربي، توجّه "العربي الجديد"، إلى مركز اقتراع في شارع "إدجوارد روود" المكتظ بالمحلات والمطاعم العربية.
وأعرب علي عفيف، (لبناني 42 عاماً) مدير محل تجاري، عن موافقته على إبداء رأيه حول الاستفتاء، من دون تصويره، وقال إنّه سيصوّت لصالح مغادرة الاتحاد، وأكمل أنّه يجد صعوبة في تفسير أسباب قراره، لأنّ السياسيين أنفسهم بدّلوا مواقفهم.
من جانبها، قالت، الدكتورة والفنّانة، إيلين هوغان، (70 عاماً)، من جامعة لندن للفنون، إنّها صوتت من أجل البقاء في الاتحاد لأنّها تفضّل الانفتاح. ولفتت إلى أنّ هناك أموراً مهمّة كثيرة، ومن الصعب اتخاذ قرار في ظلّ توفّر كثير من المعلومات المتناقضة.
وتابعت أنّ "البقاء أفضل للاقتصاد ولحقوق الإنسان، وللهجرة لأن تلك المشكلة لن تزول إن أغلقت بريطانيا حدودها". وعن نقص السيادة البريطانية في الاتحاد الأوروبي، قالت إنّها تعتقد أنّنا نعيش في عالم مختلف عن السابق، وهي تحب فكرة السفر بحريّة، وإنّ بريطانيا تتمتّع بالسيادة على طريقتها.
من جهته، قال بيغان غولشان (80 عاماً)، مهندس ومدرّس، إنّه صوّت لصالح البقاء في الاتحاد الأوروبي، لأنّ لديه ابنتين خارج البلاد وهو يسافر إليهما كما تأتيان لزيارته بحرية، وأردف، إنّه من الناحية الاقتصادية، فإن البقاء أفضل، وما تدفعه بريطانيا ثمن عضويتها تأخذ مقابله كثيراً. أمّا عن مسألة الهجرة، فقال إنّ "أعداد المهاجرين غير الأوروبيين الذين يدخلون البلاد هم الذين يزعجون المجتمع برمته".
وفي منطقة ويستمينستر، تجمّع عدد كبير من الصحافيين، الذين انتظروا، منذ الصباح الباكر، وصول ديفيد كاميرون وزوجته إلى مركز الاقتراع في "سنترال هول"، ووقفوا يترقّبون مجيء المزيد من الشخصيات السياسية الهامّة.
وبدت الحركة أكبر هناك، وتنوّعت ملامح الناخبين، بيد أنّنا عجزنا عن العثور على ناخب من أصول عربية، وكان لنا لقاء، مع جاك كيفيل (29 عاماً)، مستشار شؤون عامّة، أنهى تعليمه الجامعي في بولندا، حيث الدراسة مجّانية، مبدياً ما قد يخسره الطالب البريطاني في حال خروج بلاده من الاتحاد. وقال إنّه صوت لصالح البقاء لأن الخروج لا يصلح شيئاً، والسير بعيداً عن الطاولة ليس حلاً بل التعاون مع الدول المجاورة أفضل.
وسيعلن عن النتائج، اليوم الجمعة، في منطقة مانشستر بقاعة "مانشستر تاون هول" التي تقع في ساحة ألبرت مانشستر.