02 سبتمبر 2019
التراث اليهودي في مصر
نشر إعلام الكيان الإسرائيلي، في الآونة الأخيرة، تقارير مكتوبة ومتلفزة عن الجهود التي تقوم بها السلطة المصرية تجاه التراث اليهودي في مصر، وقد أشادت هذه التقارير بتلك الجهود واعتبرتها إنجازا غير مسبوق، وميزات لم ينلها اليهود من أي من الحكومات المصرية السابقة، منذ خروجهم في خمسينيات القرن المنصرم، فما حقيقة ذلك؟
في فبراير 2016 تقدمت 11 مؤسسة يهودية من مختلف دول العالم، تتزعمها "اللجنة الأميركية اليهودية" بمذكرة للحكومة المصرية تطالبها بالاعتراف بالتراث اليهودي في مصر. وبالفعل، تمت الاستجابة لهذه المذكرة، وقامت الحكومة بتشكيل لجنة لتسجيل التراث اليهودي في مصر، وأعلنت في أغسطس 2017 عن مشروع لترميم المعبد اليهودي في الإسكندرية، بتكلفة 100 مليون جنيه مصري، ضمن حزمة مشاريع ترميم تراث اليهود.
وفي مارس 2018، نشرت صحيفة معاريف العبرية تقريرا؛ كشفت فيه عن قيام ماجدة هارون، زعيمة الطائفة اليهودية في مصر، وعدد من اليهود المصريين بتبنّي مبادرة لتجديد المعالم والمعابد اليهودية في مصر. وكانت البداية بالمعبد اليهودي القديم في حي المعادي (مائير عينايم)، والذي يعود تاريخ إنشائه إلى عام 1934، وقاموا بتنظيف فناء المعبد من أكوام القمامة التي تراكمت داخله وتجديد شبكة الكهرباء وتغيير مواسير المياه. واعتمد المشروع على منحة مقدمة من المركز الأميركي للأبحاث (ARCE) في القاهرة، وتمت الاستعانة بخدمات مجموعة من المقاولين، لمباشرة أعمال التطوير والصيانة. كما جرى تطوير معبد مادجار في مصر الجديدة، الذي تم إنشاؤه عام 1928.
وفي 23 إبريل 2018، وافق البرلمان، وبشكل نهائي، على مشروع قانون تعديل بعض أحكام القانون رقم (117) لسنة 1983 لحماية الآثار، حيث تم تعديل المادة الثانية منه، بتغيير مسمى "اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية" إلى "اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية واليهودية". فأين هي الآثار اليهودية في مصر، والتي من أجلها نضع لها فرعاً خاصاً؟ فالتراث اليهودي في مصر لا يضم أكثر من بضعة عشر معبدا ومبنى؛ كلها عبارة عن مبان صغيرة معظمها لا يتجاوز عمره أكثر من مائة عام، وهي مهجورة منذ زمن طويل.
وفي ديسمبر 2018، أعلن وزير الآثار، خالد العناني، أن السيسي أمر بتخصيص أكثر من 71 مليون دولار لإحياء التراث اليهودي في البلاد، وفي الشهر ذاته. وعلى عكس السنوات السابقة، أقيم حفلان لإضاءة شموع "عيد الأنوار" في معبدين يهوديين بالقاهرة، وحضر أحد الحفلين السفير الإسرائيلي لدى مصر، دافيد غوفرين، والذي كان قد زار أيضًا، وبشكل علني، خلال الفترات الأخيرة، الأماكن المقدسة اليهودية، بما في ذلك كنيس إلياهو هانبي في الإسكندرية، وقبر الحاخام يعقوب أبو حصيرة في شمال مصر.
وفي فبراير 2019، ذكرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية أن السيسي اجتمع بوفد أميركي برئاسة مؤسس اللجنة الأميركية اليهودية، عزرا فريدلاندر، وهو يهودي متشدد. وكشفت الصحيفة أنّ السيسي تحدّث بشغف عن ماضي الجالية اليهودية في مصر، وطالبهم بالعودة مجددا إلى مصر، ووعدهم بأن الحكومة ستوفر لهم كل احتياجاتهم الدينية، وستبني لهم كنسهم، وستوفر لهم الخدمات الأخرى المتعلقة بها، كما وعدهم أيضا بـ"تنظيف" مقابرهم في حي البساتين بالقاهرة. ولم تمر أيام حتى قامت محافظة القاهرة بحملة مكبرة لتطهير المقابر من القمامة والمخلفات!
واليهود الذين كانوا في مصر، منهم من كان من أصل مصري، ومنهم من قدِم من أماكن أخرى، وقد زادت هجرتهم إلى مصر في عهد محمد علي الذي شجعهم على القدوم، كما تمتعوا في عهد الخديوي إسماعيل بكل الامتيازات الأجنبية. وقبل تأسيس "إسرائيل" عام 1948، كان يعيش نحو 75 ألف يهودي في البلاد، لكنهم طُرِدوا في الخمسينيات من البلاد، بعد اتهامات لهم بتدبير عمليات إرهابية وتقديم الدعم المادي والاستخباراتي لإسرائيل. أما الآن، فلا يوجد منهم في مصر سوى 6 أشخاص يعيشون في "حارة اليهود" بوسط القاهرة، و12 شخصا في الإسكندرية، معظمهم من السيدات المسنات.
وقد بدأ اليهود في إعادة بناء المعابد الخاصة بهم، وإقامة معابد جديدة، مع نهايات القرن الـ19، وازدادت الوتيرة خلال القرن الـ20، ولا يزال هناك عدد منها قائما حتى الآن؛ يتمركز في القاهرة والإسكندرية؛ يبلغ 20 معبدا. ولذلك فالمباني اليهودية الحالية في مصر معظمها لا يتعدى عمره أكثر من 100 سنة، ولذا فهي لا يجب أن تنال كل هذا الاهتمام، حيث إنه وطبقا لما هو متعارف عليه، فإن أي مبنى يمتلك حضارة ومكانة يمكنه الانضمام إلى التراث الأثري إذا تجاوز عمره أكثر من 100 عام.
في فبراير 2016 تقدمت 11 مؤسسة يهودية من مختلف دول العالم، تتزعمها "اللجنة الأميركية اليهودية" بمذكرة للحكومة المصرية تطالبها بالاعتراف بالتراث اليهودي في مصر. وبالفعل، تمت الاستجابة لهذه المذكرة، وقامت الحكومة بتشكيل لجنة لتسجيل التراث اليهودي في مصر، وأعلنت في أغسطس 2017 عن مشروع لترميم المعبد اليهودي في الإسكندرية، بتكلفة 100 مليون جنيه مصري، ضمن حزمة مشاريع ترميم تراث اليهود.
وفي مارس 2018، نشرت صحيفة معاريف العبرية تقريرا؛ كشفت فيه عن قيام ماجدة هارون، زعيمة الطائفة اليهودية في مصر، وعدد من اليهود المصريين بتبنّي مبادرة لتجديد المعالم والمعابد اليهودية في مصر. وكانت البداية بالمعبد اليهودي القديم في حي المعادي (مائير عينايم)، والذي يعود تاريخ إنشائه إلى عام 1934، وقاموا بتنظيف فناء المعبد من أكوام القمامة التي تراكمت داخله وتجديد شبكة الكهرباء وتغيير مواسير المياه. واعتمد المشروع على منحة مقدمة من المركز الأميركي للأبحاث (ARCE) في القاهرة، وتمت الاستعانة بخدمات مجموعة من المقاولين، لمباشرة أعمال التطوير والصيانة. كما جرى تطوير معبد مادجار في مصر الجديدة، الذي تم إنشاؤه عام 1928.
وفي 23 إبريل 2018، وافق البرلمان، وبشكل نهائي، على مشروع قانون تعديل بعض أحكام القانون رقم (117) لسنة 1983 لحماية الآثار، حيث تم تعديل المادة الثانية منه، بتغيير مسمى "اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية" إلى "اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية واليهودية". فأين هي الآثار اليهودية في مصر، والتي من أجلها نضع لها فرعاً خاصاً؟ فالتراث اليهودي في مصر لا يضم أكثر من بضعة عشر معبدا ومبنى؛ كلها عبارة عن مبان صغيرة معظمها لا يتجاوز عمره أكثر من مائة عام، وهي مهجورة منذ زمن طويل.
وفي ديسمبر 2018، أعلن وزير الآثار، خالد العناني، أن السيسي أمر بتخصيص أكثر من 71 مليون دولار لإحياء التراث اليهودي في البلاد، وفي الشهر ذاته. وعلى عكس السنوات السابقة، أقيم حفلان لإضاءة شموع "عيد الأنوار" في معبدين يهوديين بالقاهرة، وحضر أحد الحفلين السفير الإسرائيلي لدى مصر، دافيد غوفرين، والذي كان قد زار أيضًا، وبشكل علني، خلال الفترات الأخيرة، الأماكن المقدسة اليهودية، بما في ذلك كنيس إلياهو هانبي في الإسكندرية، وقبر الحاخام يعقوب أبو حصيرة في شمال مصر.
وفي فبراير 2019، ذكرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية أن السيسي اجتمع بوفد أميركي برئاسة مؤسس اللجنة الأميركية اليهودية، عزرا فريدلاندر، وهو يهودي متشدد. وكشفت الصحيفة أنّ السيسي تحدّث بشغف عن ماضي الجالية اليهودية في مصر، وطالبهم بالعودة مجددا إلى مصر، ووعدهم بأن الحكومة ستوفر لهم كل احتياجاتهم الدينية، وستبني لهم كنسهم، وستوفر لهم الخدمات الأخرى المتعلقة بها، كما وعدهم أيضا بـ"تنظيف" مقابرهم في حي البساتين بالقاهرة. ولم تمر أيام حتى قامت محافظة القاهرة بحملة مكبرة لتطهير المقابر من القمامة والمخلفات!
واليهود الذين كانوا في مصر، منهم من كان من أصل مصري، ومنهم من قدِم من أماكن أخرى، وقد زادت هجرتهم إلى مصر في عهد محمد علي الذي شجعهم على القدوم، كما تمتعوا في عهد الخديوي إسماعيل بكل الامتيازات الأجنبية. وقبل تأسيس "إسرائيل" عام 1948، كان يعيش نحو 75 ألف يهودي في البلاد، لكنهم طُرِدوا في الخمسينيات من البلاد، بعد اتهامات لهم بتدبير عمليات إرهابية وتقديم الدعم المادي والاستخباراتي لإسرائيل. أما الآن، فلا يوجد منهم في مصر سوى 6 أشخاص يعيشون في "حارة اليهود" بوسط القاهرة، و12 شخصا في الإسكندرية، معظمهم من السيدات المسنات.
وقد بدأ اليهود في إعادة بناء المعابد الخاصة بهم، وإقامة معابد جديدة، مع نهايات القرن الـ19، وازدادت الوتيرة خلال القرن الـ20، ولا يزال هناك عدد منها قائما حتى الآن؛ يتمركز في القاهرة والإسكندرية؛ يبلغ 20 معبدا. ولذلك فالمباني اليهودية الحالية في مصر معظمها لا يتعدى عمره أكثر من 100 سنة، ولذا فهي لا يجب أن تنال كل هذا الاهتمام، حيث إنه وطبقا لما هو متعارف عليه، فإن أي مبنى يمتلك حضارة ومكانة يمكنه الانضمام إلى التراث الأثري إذا تجاوز عمره أكثر من 100 عام.
حسين دقيل
باحث متخصّص في الآثار، دكتوراه في الآثار اليونانية والرومانية من جامعة الإسكندرية في مصر. العبارة المفضّلة لديه "من لم يهتم بتراثه ويحافظ عليه فلا مستقبل له".
حسين دقيل
مقالات أخرى
13 يونيو 2019
07 يونيو 2019
02 مايو 2019