أصبح اللاعب الكولومبي خيميس رودريغيز قريبا للغاية من الرحيل عن ريال مدريد نظير الأجواء التي يعيشها داخل النادي الملكي ومع المدرب الفرنسي زين الدين زيدان، وتجلت مؤخرا بتصريحات متناقضة منه بعدما أظهر في البداية تحديا للبقاء مع النادي قبل أن يعبر عن غضبه بسبب عدم المشاركة في نهائي كأس العالم للأندية الذي توج به الريال.
ونشرت صحيفة "آس" الإسبانية المقربة من أسوار "الميرينغي" تقريرا كشفت فيه عن العديد من التصرفات التي أدت لوصول الكولومبي خيميس رودريغيز لذلك الحال في النادي الملكي، فبات رحيله من الفريق يبدو قريبا خاصة أن تصريحاته الأخيرة أغضبت ريال مدريد، لكنها ليست المرة الأولى.
وتحدثت الصحيفة أن رودريغيز ارتكب عدة أخطاء في تصريحاته الغاضبة وكذلك سلوكه مع ريال مدريد وذلك تسبب في تلك الحالة السيئة التي يعيش فيها والتي تخللها تصريحات متناقضة تماما مع ما أطلقه في الماضي، ومن بينها حين أكد ذات مرة أنه على استعداد لتحمل الضغوط، لأن ريال مدريد نادٍ كبير على حد قوله، مشيرا إلى أنه يريد فقط التدرب بقوة ولديه المزيد من الفرص للعب.
وقالت الصحيفة إن الكثير من التصريحات التي أطلقها خيميس فيما بعد ومن قبل أيضا شكلت غضبا لنادي ريال مدريد، وإن التراكمات المستمرة وضعت اللاعب في هذه الظروف السلبية، وفي استعراض لتلك الأسباب كان في مقدمتها البداية السيئة مع المدرب السابق رفائيل بينيتيز إذ أبعده المدرب في شهر أغسطس/آب من عام 2015 عن اللعب أساسيا، وكان بديلا في الدوري منذ المباراة ضد خيخون.
وكان بينيتيز قد طلب من الكولومبي العودة مبكرا بعد المشاركة في كوبا أميركا، لكنه أغضب المدرب أيضا بالتأخر عن فترة التحضير قبل أسبوع من نهاية عطلته، إذ قدم في الوقت المحدد تماما ثم جلس احتياطيا أمام خيخون، ونشر فيما بعد أنه لا يعيش أوقاتا جيدة.
ومع بينيتيز لم تتم تسوية المسألة، ففي العام نفسه، وبالتحديد في منتصف شهر نوفمبر/تشرين الثاني، طالب الكولومبي مرارا بإيجاد حل لإشراكه أساسيا، وجاء رده في تصريحات لوسائل الإعلام حين قال عقب مشاركته مع كولومبيا مستفيدا من فترة التوقف الدولية، وبعد أن لعب 90 دقيقة كاملة، قال متفاخرا لوسائل الإعلام: "أنا لست بخير"، وهو التصريح الذي صدر منه في إشارة إلى مدربه في ريال مدريد.
وواصل اللاعب السير على ذات المنهاج مع المدرب الفرنسي زيدان الذي يعتبر قدوته منذ الطفولة، وعلق في عدة مناسبات أنه يسانده ومع اختياره مدربا للفريق، وبعد إبعاده أكثر من مرة قال: "عندما تلعب ويكون لديك كل الدعم سيكون الأمر أسهل". وقصد بها المدرب، ثم ما لبث أن بدل فيما بعد لأنه جلس على مقاعد الاحتياط.
وفي مشاركته مع كولومبيا في كوبا أميركا أطلق خيميس تصريحا قويا أغضب المدريديين حين قال "مع كولمبيا سألعب حتى أعرج" وكأنه قصد بذلك بأنه سيكون أكثر إخلاصا مع منتخب بلاده أكثر من ريال مدريد، وفي نوفمبر/ تشرين الثاني عاد ليرسل رسالة إلى زيدان، واصفا الأجواء مع منتخب بلاده بالقول: "كلما ذهبت إلى كولومبيا أشعر بالأجواء المناسبة التي تساعدني على القيام بالعمل ووضع الأمور في نصابها الصحيح" ليعود للريال بعدها ويجد زيدان يضعه في قلب الواقع بعد تصريحاته!
وتواصلت معاناة اللاعب في كأس العالم للأندية حينما ظل حبيسا لمقاعد البدلاء في الدور قبل النهائي وقال إنه سيظل مع الريال، ثم بدل الأقوال بعد أيام قليلة وبعد المباراة النهائية التي غاب عنها كذلك، وفي الوقت الذي توج فيه فريقه بلقب جديد أكد مشواره الناجح مع الألقاب بفوزه بكأس العالم خمس مرات، خرج بتصريح غاضب حين قال عن وضعه:"علينا أن نجد الحلول، لنرَ ماذا سيحدث في هذا الشأن".
(العربي الجديد)