لم يكن إبلاغ الشابة التونسية ميساء العوني بأنها مصابة بسرطان في الدم أمرا سهلا، لكنها بدأت رحلة العلاج الكيميائي بينما كانت تستعد لامتحانات البكالوريا في شعبة اقتصاد وتصرف في معهد المدينة الجديدة بن عروس بالضاحية الجنوبية للعاصمة تونس.
تسلحت الفتاة بالقوة والعزيمة بعد سماعها خبر إصابتها بالسرطان، والذي شكل صدمة لعائلتها التي حاولت عبثا إخفاء طبيعة المرض عنها من خلال الحديث عن جرثومة تتطلب علاجا طويلا.
وقالت ميساء لـ"العربي الجديد"، إنها قررت خوض امتحان البكالوريا رغم المرض، ورغم إقامتها في المستشفى، حيث كان يسمح لعائلتها برؤيتها عبر حاجز زجاجي لحمايتها من الإصابة بفيروس كورونا بحكم ضعف مناعتها، مضيفة أن الأمر كان الأمر صعبا، خاصة عندما عرفت بوفاة الشابة التي كانت تشاركها نفس الغرفة بالسرطان، لكنها تلقت تشجيعا من المحيطين، ومن أساتذتها الذين كانوا يتصلون بها، ويشرحون لها الدروس.
وتكشف ميساء أن الأطباء اضطروا لوضع دواء في عينيها قبيل موعد الامتحان لأنها لم تكن قادرة على فتحهما من دون دواء، مضيفة أن امتحان الاقتصاد كان صعبا، ومن حسن حظها أنها كانت بمفردها في الغرفة، ولم تلحظ ردود فعل التلاميذ الذين غادر العديد منهم مراكز الاختبارات غاضبين، وأنها كانت تعمل بجدية لاجتياز الامتحان مهما كان صعبا.
وأوضحت أنها تلقت خبر نجاحها بسعادة بالغة، وقالت: "إلى الآن لا أصدق الخبر بسبب الظروف التي مررت بها، وفرحتي ستكتمل بنجاح شقيقتي التي تخوض حاليا امتحانات دورة المراقبة، والتي شاركتني فرحتي بالنجاح الذي كان داعما لي في مواجهة صدمة المرض".