طالب رئيس الوزراء الليبي، عبدالله الثني، الذي اختتم زيارته إلى السودان، اليوم الأربعاء، الفرقاء الليبيين بتقديم تنازلات لإنجاح الحوار الشامل المقرر انطلاقه الشهر المقبل، للوصول إلى اتفاق لحل الأزمة الليبية. في حين أبدى الرئيس السوداني، عمر البشير، استعداد بلاده واستمرارها في إعادة بناء الجيش الليبي.
وطوت الخرطوم وطرابلس صفحة الاتهامات التي أثارتها الحكومة الليبية الفترة الماضية، واتهمت خلالها السودان بدعم أحد الفصائل الليبية المقاتلة.
وأوضح الثني في تصريحات صحافية، في مطار الخرطوم، أن "زيارته وضعت حجر أساس متين للعلاقة بين البلدين بعد تجاوز مرحلة الاتهامات، التي كانت عبارة عن سحابة صيف، حاول البعض من خلالها تعكير صفو العلاقات المتينة بين البلدين".
وأكد "أن لقاءه الرئيس البشير تطرق إلى قضايا الأمن في الإقليم وليبيا، فضلاً عن كيفية إجراء حوار بين الأطراف الليبية لإعادة الأمن والاستقرار إلى طرابلس والدول المجاورة".
وأوضح أن "أي هزة أمنية أو اختراقا في ليبيا سيؤثرعلى دول الجوار، خصوصاً السودان، لذا نسعى بكل ما لدينا لفتح باب الحوار لجميع الفرقاء، شريطة أن تكون هناك تنازلات حتى نلتقي على نقطة واحدة".
كما أشار الثني إلى أن "الهدف من اجتماع دول الجوار المزمع عقده في الخرطوم الشهر المقبل هو وضع خطة للحوار"، مفضلاً عدم الكشف "عن قواعد هذا الحوار حتى تنضج فكرته وتكون قيد التنفيذ".
من جهته، اعتبر الرئيس السوداني، عمر البشير، أن "زيارة الثني إلى الخرطوم قد وضعت العلاقات بين البلدين في مسارها الطبيعي".
وأضاف "نتمنى له التوفيق في مهمته، التي ليست بالسهلة ولكنها غير مستحيلة، ونحن معكم ونتعاون معكم".
وأشار إلى أن "الزيارة تناولت بصراحة كاملة علاقة البلدين، واتفقنا على تنشيطها في شتى المجالات"، كما تناول البحث "الأوضاع داخل ليبيا، وما هو مطلوب من الخرطوم لمساعدة طرابلس للوصول إلى سلام وتوافق يحفظ أمن ليبيا لتبدأ في عملية إعادة البناء وتعويض الشعب الليبي عن ما عاناه في فترة القذافي".
كما جدّد البشير استعداد بلاده واستمرارها في إعادة بناء الجيش الليبي، موضحاً أنه "في حال وجود جيش قوي وشرطة قوية سيتحقق الأمن والاستقرار، ولن يعمد المواطن أو جماعة محددة إلى حمل السلاح لحماية أنفسهم".