الثورة لا تتوقف ودعوات للاحتشاد في ذكرى 25 يناير

22 يناير 2015
إغلاق الميدان ومنع دخوله يوم 25 يناير جريمة كبرى(Getty)
+ الخط -

(لقد عاد الفاسدون والقتلة إلى مقاعدهم، وسوف نعود إلى مياديننا).. استنادا إلى هذه الكلمات، توالت الدعوات من كيانات مختلفة للحشد والنزول لإحياء الذكرى الرابعة لثورة يناير المجيدة، التي لا يفصلنا عنها سوى أيام، ورغم الدعوات للتكاتف والانضمام، إلا أن كل فصيل يحاول أن يظهر في صورة المعارض الوحيد والأقوى، ويرفض الثوار التنسيق مع الإخوان حتى لا يضعهم النظام في بوتقة واحدة.


دعوات إلى الحشد

من هذه الاستعدادات، ما أعلنته 20 حركة مصرية معارضة، حول الدخول في مناقشات للاصطفاف الشعبي استعدادا للذكرى الرابعة للثورة التي أطاحت بنظام مبارك، ومن أبرز الموقعين، حركة "صحفيون ضد الانقلاب"، و"شباب ضد الانقلاب"، و"التحالف الثوري لنساء مصر".

وأطلق "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" حملته التمهيدية للنزول في 25 يناير تحت عنوان "مصر بتتكلم ثورة" وتعهد بأن يكون في 25 يناير موجة ثورية قوية، موجها رسالة إلى جماهير الثورة بالمشاركة والنزول، ومؤكدا أن هذا اليوم سيكون مختلفا هذا العام، ودعا التحالف الجميع إلى أن يصطف في مواجهة الانقلاب واستكمال ثورة يناير، وإقرار أهدافها ومكتسباتها تأسيسا لمرحلة ثورية تشاركية بعد كسر دولة الفساد الموازية وانقلابها الدموي.

ووجه "الاشتراكيون الثوريون" الدعوة إلى النزول في الذكرى الرابعة للثورة لاستكمال أهدافها، وأعلنوا عن استعدادهم لإحياء ذكرى الثورة بعدد من الفعاليات تظهر تفاصيلها في بيان ستصدره الحركة قبل 25 يناير.

أما "حركة 6 أبريل"، فهي الأخرى أطلقت مبادرتها حول التوافق على أرضية ثورية واحدة، أساسها أهداف الثورة، العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة للجميع، مطالبين كل من شارك في الثورة وكل من آمن بأهدافها، بضرورة التجمع مرة أخرى بنفس الروح لتحقيق نفس الحلم، بعد أن أدرك الجميع أن الأوضاع الآن عادت أسوأ مما كانت عليه قبل الثورة.

وفي سياق متصل، أعلن أيمن نور، زعيم حزب "غد الثورة" تأييده المبادرة.


سيناريوهات متعددة

وقال زيزو عبده، الناشط في حركة 6 أبريل "الحركة في اجتماعات ومناقشات مستمرة للوصول إلى الترتيب النهائي لشكل يوم 25 يناير القادم، وفي كل الحالات أعتقد أنه سيكون يوما صعبا، وأتوقع له أكثر من سيناريو، فقد يعلن النظامُ الاحتفال ويُنزل المواطنين المؤيدين للسيسي في الميادين، وينقل الإعلام الصورة على أنه احتفال الشعب بذكرى الثورة، فرحين بتحقيق كافة مطالبها كما يزعمون. ومع هذه الصورة الجميلة سينزل بالطبع بعض الشباب في الشوارع المتفرعة والمناطق المجاورة للميادين، ويتكرر نفس ما حدث في 2014، ناس تحتفل في الميدان وناس تموت في الشوارع المحيطة".

ويواصل عبده: قد لا يعلن النظام عن أي احتفالية، ويتم إغلاق وعسكرة كافة الميادين بكل ما يملكه النظام من أدوات للقمع، وإحكام القبض على كل التجمعات، وهنا سيكون اليوم مملوءاً بالمصادمات من بدايته، وسيكون هناك فقدٌ في الشباب وإصابات بالرصاص واعتقال لكثيرين.


استكمال الثورة

من جهته، قال عمرو بدر، الكاتب والناشط السياسي "سينزل الشعب في ذكرى الثورة لاستكمال مطالبها، وأي تجمع لا بد وأن يكون في الميدان، رمز الثورة، وأضاف: إغلاق الميدان ومنع دخوله يوم 25 يناير جريمة كبرى في حق الشعب، وأي تيار سياسي لن يشارك في ذكرى الثورة بمنطق إعادة رفع شعاراتها واستكمالها سيفقد أي شرعية للتحدث باسمها مستقبلا".

وتتصور الناشطة السياسية، منى سليم، أنه "في 25 يناير القادم سيكون هناك الكثير من الفعاليات المهمة لاستكمال الثورة والمطالبة بالإفراج عن الثوار المسجونين من دون ذنب، على أقل تقدير".


خطة أمنية محكمة

فيما أكد الخبير العسكري اللواء زكريا حسين "أن 25 يناير سيكون يوما عاديا، أو أقرب مما حدث في 28 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ولن يجرؤ أحد على أن يقوم بأي مناوشات تذكر في هذا اليوم، لأن هناك خطة محكمة قد وضعت للتعامل مع أن الحرية لا تقدر بثمن.

إن كانت القوى الثورية والحركات المختلفة توحدت في حماسها وقررت النزول في 25 يناير، فالشارع المصري اختلفت آراؤه وتصوراته لهذا اليوم ما بين متفائل ومتشائم.

تقول ليلى: لا أعتقد أن أحدا سينزل، بعد أن فقد الشعب الإحساس بالثورة وعدنا للخلف، ولو نزل البعض فأمامه طريقان، إما الاعتقال أو القتل، ولهذا لم يعد الكثيرون يفكرون في الثورة بقدر تفكيرهم في البحث عن فرصة للهروب من البلد".

وتضيف حنين "الناس أصيبت باليأس من حدوث أي تغيير، ولو حدث سيكون للأسوأ، فكل خطوة نتخذها لا تصل بنا إلى النتيجة الطبيعية، فلماذا نقوم بخطوات جديدة قد تأتي هي الأخرى بنتائج عكسية تحط على رؤوسنا".

وعلى الجانب الآخر تقول ياسمين "لا بد من النزول لإسقاط حكم العسكر، وليتفق الثوار هذه المرة على محاكمة شعبية في ميدان التحرير لكل من حسني مبارك، وحبيب العادلي، وعبد الفتاح السيسي، ومحمد إبراهيم، وبعدها تتم هيكلة مؤسسات الدولة على نظافة من جديد".

وتقول ريم: "25 يناير سيكون يوم الصمت، سأنزل أنا وغيري من الثوار، من دون الحاجة إلى الحركات السياسية والأحزاب لأنها فقدت شعبيتها، وسننزل فقط لاسترجاع ذكريات الميدان بمنتهى المحبة والحسرة والحزن، من دون نية في أي اشتباكات مع الشرطة، فلم يعد هناك أحد ليشتبك، بعد أن أصبح معظم الثوار في المعتقلات".

وتتخيل مريم مشهدا لـ 25 يناير فتقول: "تمر أربع سنوات على ذكرى ثورة يناير، ولم يتحقق أي من مطالب الثورة (عيش - حرية - عدالة اجتماعية) وبعد أيام يقرر أتباع السيسي النزول احتفالا، وينزل الإخوان للمطالبة بعودة مرسي، ويتم القبض على الثوار الحقيقيين في مشهد صادم للثورة.

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي انتشرت الدعوات الفردية إلى الحشد والنزول وكثرت التعليقات، ومنها:

• انزل ولا تخف، فالحرية لا تقدر بثمن.
• في ذكرى يناير هذا العام سيتنفس الربيع العربي من جديد.
• لماذا لا ننزل إلى الميادين إذا كانت الذكرى الرابعة للثورة تحل علينا، وكأن ثورة لم تقم، وكأن نظاما لم يسقط.
• موعدنا 25 يناير لإسقاط الانقلاب العسكري.
• 25 يناير، عيش، حرية، عدالة اجتماعية.
• أوعى يا مصري تخون أفكارك.. يسقط سيسي حسني مبارك.


*مصر

المساهمون