كشف مصدر مطلع من داخل "الائتلاف الوطني السوري" المعارض، لـ"العربي الجديد"، أن رئيس الائتلاف، أحمد الجربا، ينوي تقديم مقترح للتصويت على حجب الثقة عن رئيس الحكومة السورية المؤقتة، أحمد طعمة، خلال اجتماع أعضاء الهيئة العامة المقرر عقده يوم الجمعة المقبل لاختيار رئيس جديد للائتلاف.
ويأتي ذلك على خلفية إصدار طعمة قراراً بحل هيئة أركان الجيش الحر، وإحالة أعضائه إلى هيئة الرقابة الإدارية والمالية، وإقالة رئيس الأركان العميد عبد الإله البشير، وتشكيل هيئة أركان جديدة، وهو قرار لاقى ردود فعل متباينة بين أعضاء الائتلاف.
وجاء رد الجربا على القرار، بإصدار بيان عن الهيئة العامة للائتلاف، بعد اجتماع طارئ، اعتبر قرار رئيس الحكومة لاغياً، وأنه مخالف لصلاحياته إذ إن "المادة 31 من النظام الأساسي للائتلاف، توضح تبعية ومرجعية القيادة العسكرية للائتلاف". بناءً عليه، أحال الجربا الموضوع لاجتماع الهيئة العامة المقبل.
وأوضح المصدر أن الجربا هو من دفع قيادة أركان الجيش الحر إلى إصدار بيان من داخل سورية، يستنكر فيه قرار طعمة، ويطالب الائتلاف بمحاسبته. وأشار إلى أن حجب الثقة عن رئيس الحكومة يحتاج إلى موافقة نصف أعضاء الائتلاف زائداً واحداً، أي موافقة 59 عضواً من أصل 117 يشكلون أعضاء الهيئة العامة.
وتوقع المصدر أن يتمكن الجربا من جمع هذا العدد من الأصوات، كونه ضامناً لأصوات كل من "الكتلة الديمقراطية" التي ينتمي إليها، والتي يبلغ تعدادها 20 عضواً، بالإضافة إلى كتلة المجلس الوطني الكردي (14 عضواً)، والممثلين العسكريين الذين تم ضمهم إلى الائتلاف، وعددهم 9 أعضاء. وأضاف المصدر "أتوقع أن يتمكن الجربا من شراء أصوات بعض أعضاء الائتلاف لإكمال النصاب إلى النصف زائداً واحداً، حتى ولو وقفت ضده كل من كتلة المجلس الوطني وكتلة الإخوان المسلمين".
وكشف المصدر أن الخلافات بين الجربا وطعمة ليست جديدة، وإنما عمرها أكثر من أربعة شهور، نتيجة التدخل المستمر من قبل رئيس الائتلاف في شؤون الحكومة، منوهاً إلى أن الخلافات الآن أصبحت كبيرة، وبدأت تظهر في الإعلام بشكل واضح ومباشر.