كشف اللاعب الدولي الجزائري إسحاق بلفوضيل، نجم فريق فيردر بريمن الألماني، عن أسرار جديدة في حياته الشخصية، أثرت بشكل كبير على مشواره الكروي، وأنقذته من الضياع والوقوع في وحل المخدرات والإجرام، خلال طفولته في ضواحي العاصمة الفرنسية باريس.
وقال بلفوضيل، المنتقل في الصيف الماضي إلى فيردر بريمن، في مقابلة مع الموقع الإلكتروني "ويسر كوريير": "وُلدت في الجزائر، وكنت أعيش في العاصمة الجزائرية وفي ظروف جيدة للغاية، لكن والدي قرر أن نسافر إلى فرنسا، من أجل أن نحظى بتكوين دراسي جيد، لقد وصلت إلى باريس وأنا في سن السادسة".
وتابع بلفوضيل حديثه وقال: "كنت أقطن في الضواحي "الباريسية" التي تضم أوكاراً للإجرام والمخدرات وكل الآفات الاجتماعية. باريس منقسمة إلى قسمين، الأول "غني" وجميل وقبلة للسياح من مختلف أصقاع العالم، وهناك القسم الثاني الذي يضم الضواحي، وهذا عالم آخر تماماً. الأحياء في الضواحي تعج بالمشاكل والآفات الاجتماعية والعنف والمخدرات، بسبب جملة من العوامل، على غرار غياب إمكانيات العيش الكريم والفقر، وبالرغم من ذلك إلا أنني عشت طفولة رائعة هناك، ولم أكن أريد أبدا أن أغادر المكان، حتى أنني ما أزال أحتفظ بعلاقاتي وصداقاتي هناك وأزور الحي الذي نشأت فيه كلما أتيحت لي الفرصة".
وكشف بلفوضيل عن الدور الذي لعبه الدين الإسلامي وكرة القدم في إنقاذه من الضياع، وقال "الإسلام بالنسبة إليّ بمثابة دليل قادني نحو النجاة من الضواحي، بدأت قراءة القرآن في سن الـ 15 سنة، وبدأت أيضاً الصلاة خمس مرات يومياً. الكثير من الناس حولي كانوا يتساءلون: كيف يقوم هذا الشخص بالصلاة 5 مرات في اليوم الواحد؟ لكنني كنت أجيبهم دائماً بأن كل صلاة تأخذ مني 5 دقائق فقط، وفي الإجمال فإن الصلوات الخمس تأخذ وقتا لا يتعدى الـ30 دقيقة، وهذا ليس شيئا كثيرا أو صعباً.
وأضاف إسحاق بلفوضيل "الدين الإسلامي ساعدني كثيرا في مسيرتي الكروية، لقد وضعني على الطريق الصحيح، الإسلام أنقذني من الوقوع في المشاكل التي كانت تحدث في الضواحي، وإلى حد الآن ما زلت ملتزما بتعاليمه وأصلي 5 مرات يومياً".
وبشأن أصوله وجنسيته، بدا بلفوضيل متردداً جداً في الحسم بين أصله الجزائري وجنسيته الفرنسية، وقال في هذا الصدد "هذا السؤال صعب جدا، ويمكنكم أن تتأكدوا من ذلك بمجرد طرحه على الكثير من الأشخاص المنحدرين من عائلات مهاجرة في فرنسا، وأعتقد أن أغلبهم لن يتمكن من الإجابة عن هذا السؤال".
وتابع "أنا وُلدت في الجزائر، وهاجرت بعدها إلى فرنسا رفقة عائلتي عندما كنت طفلا، ولهذا لا يمكنني أن أقول بالضبط إذا كنت جزائريا أكثر مما أنا فرنسي أو العكس. وفي رأيي، فإن ذلك غير مهم إطلاقاً"، وتابع قائلاً: "عشت في ظروف جيدة في الجزائر العاصمة، كانت لدينا شقة كبيرة، حياة جميلة، ولكن عندما تكون طفلا فإنك تحتفظ بالأمور الإيجابية فقط".