فرصة فريدة أمام العرب لقطف رئاسة منظمة "اليونيسكو"، في الانتخابات التي تجرى حالياً في أروقة المنظمة في باريس. وفي حال تحقق الأمر عن طريق المرشح القطري، حمد بن عبدالعزيز الكواري، الذي حلّ أوّلا بانتخابات الجولة الأولى، أمس، فستكون المرة الأولى التي يصل فيها عربي إلى مركز المدير العام لـ"اليونيسكو"، إذ إن هذه المنطقة الجغرافية من العالَم لم تُمثَّل من قبل في هذا المنصب السامي.
ويتواصل التصويت، لليوم الثاني على التوالي، لانتخاب المدير العام الجديد لمنظمة "اليونيسكو"، خلفاً للبلغارية، إيرينا بوكوفا، ومن المتوقع أن ينتهي يوم الجمعة، على أبعد تقدير، ليُعرَف خلف بوكوفا، التي فشلت في الوصول إلى منصب الأمين العام للأمم المتحدة.
ويمكن إجراء حتى أربع دورات تصويت في حال لم يحصل أي مرشح على الأغلبية المطلقة، وإذا اضطرت الحاجة لإجراء دورة خامسة (متوقعة يوم الجمعة المقبل) فستكون بين المرشحَين اللذين تصدرا الدورة الرابعة.
وإلى وقت قريب، أي قبل فرض ثلاث دول خليجية(السعودية، الإمارات، البحرين) إضافة إلى مصر، حصارها على قطر، في 5 يونيو/حزيران، كان المرشح القطري، في شخص وزير الثقافة القطري السابق، حمد بن عبد العزيز الكواري، ومؤلف كتاب "مجلس الثقافات"، مرشح التوافق، بامتياز، وكان قادراً على تجاوز كل المرشحين الآخرين بمن فيهم، مرشحا دولتين عظميين، فرنسا والصين، والوصول إلى هذا المنصب الأممي الرفيع الذي ينتظره العرب، منذ عقود.
كما كان المرشح القطري أيضاً أكثر إقناعاً من منافسيه الفرنسي والصيني، في بيان ترشحه. كذلك فإن واجب استضافة فرنسا للمنظمة في أراضيها، كما تقول النائبة في مجلس الشيوخ عن حزب "الجمهوريون"، جوويل غاريو- ميلام، "تستدعي ألا تقدّم مرشحاً يمثلها"، وهو ما تورّط فيه الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند، الذي أراد أن يمنح منصباً رفيعاً لإحدى المقربات منه.
في حين أن المرشح الصيني، الذي يعرف كواليس "اليونيسكو"، بسبب عمله المستمر فيه، واجه ترشحه معارضة، إذ إن عمله مساعداً للمديرة العامة، جعله يتحمل جزءاً كبيراً من الوضعية المتردية التي تعرفها المنظمة، أي يتحمل جزءًا من تَركة إيرينا بوكوفا.
أثبتت نتائج، أمس الإثنين، أن المرشح القطري، الذي أتى في الصدارة، بـ19 صوتاً، من مجموع 58 صوتاً، متفوقاً على المرشحة الفرنسية أودري أزولاي، التي حصدت 13، وأيضاً على المرشحة المصرية مشيرة خطاب، التي حلت، ثالثة، بـ11 صوتاً، قادرٌ على الحفاظ على دينامية توصله للفوز.
وإذا كانت بعض التوقعات لا تمنح مرشحة فرنسا، التي تراهن على لعب دور "مرشحة التوافق"، رغم حصولها على المرتبة الثانية، فرصة حقيقية في الفوز، لاعتبارات عديدة، منها قرابتها مع الدوائر الإسرائيلية، فهي كذلك لا ترى في المرشحة المصرية، مرشحة قادرة على تحقيق الفوز، رغم محاولتها الظهور بمظهر من يملك "الإرادة في مكافحة الأفكار المتطرفة".
ومما يعوق المرشحة المصرية في تحقيق اختراق حاسم، كونها كانت مقربة من الرئيس السابق حسني مبارك، الذي فشل، سنة 2009، في إيصال مرشحه، فاروق حسني، إلى منصب الأمين العام لـ"اليونيسكو".
كما أن قرب هذه المرشحة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي "لا يعرف عنه احترام لحقوق الإنسان، سيضعف ترشحها"، بحسب ما كتب الصحافي فرانسوا كليمنصو، في صحيفة "لوجورنال دي ديمانش".
يوجد أمل حقيقي في خطف العرب، لأول مرة، لهذا المنصب، وتوجد حظوظ كبيرة حقيقية في أن يكون المرشح القطري هو الفائز، آمال ستبرهنها الجولة الثانية، اليوم.