15 ديسمبر 2015
الحروب المتناقضة
سيف سعدي (العراق)
تختلف تبريرات الحروب، حسب المصلحة التي تقتضي نشوبها، فتجد من يحرّض على استمرارها وإدامتها، بالدعم اللوجستي والفكري، مستغلين عامل الدين أو العرق، ليكون منطلق شرارات الحرب التي تحصد الأرواح، وتدمر البنى التحتية مع انتشار آفتي الجهل والكسل.
اليوم، نحن أمام معادلة جديدة تتمثل بالحروب التي تقف وراءها دول كبرى، مستفيدة منها، سواء لغرض تصفية الحسابات وإدامة الصراعات، أو لعرض العضلات بتقديم الأسلحة المتطورة والفتاكة، وجعل البلدان التي تعاني من مشكلة الحروب الداخلية حقل تجارب للدول العظمى المتصارعة.
حرب داعش تشهد تناقضاً تاماً بين الدول المتحالفة للقضاء عليه، والدول التي تدعم النظام، ما يساعد عمليا هذه التنظيمات الراديكالية، مثلما ظهر في سوريا والعراق ومصر وليبيا واليمن.
تدرب أميركا مقاتلين سوريين معتدلين بعدد قليل وخجول جداً، لا يتناسب وحجم المعركة الدائرة، وتشترط عليهم مقاتلة داعش، وعدم توجيه بنادقهم نحو جيش نظام بشار، كما أنها تكرر أن مصير الأسد هو الرحيل، ولكن ليس في الوقت الحالي، عكس تركيا والمملكة العربية السعودية التي تريد رحيلة فوراً.
جاءت حرب روسيا متناقضة تماماً مع التحالف الدولي بقيادة أميركا، إذ حملت سلاحها الثقيل لمساندة جيش الأسد، لترميم ما تبقى من جدرانه المتهاوية، فحرب الكرملين لم تكن ضد داعش، وإنما ضد الجيش الحر، الذي يعتبر خطراً كبيرا على جيش النظام السوري، في حين داعش يقاتل الجيش السوري الحر بكل ما أوتي من قوة.
تدعم إيران النظام السوري لعوامل طائفية مذهبية، وكذلك في العراق، إذ أنها تجرّم حزب البعث في العراق، وفي المقابل تدعم حزب البعث في سوريا، وهذا تناقض كبير.
نجد أن السعودية تقاتل مليشيات الحوثي في اليمن، لأنها تهدد أمنها القومي، بالإضافة إلى أنها انقلبت على الشرعية في الحكومة اليمنية الرسمية، في المقابل نجد إيران تقف مع الطرف المعادي الحوثي وتدعمه بالسلاح.
حرب أوكرانيا ضد الإنفصاليين الذين يهددون الأمن القومي للبلد، أفرزت نتائج سلبية، بسبب الدعم الروسي للإنفصاليين بالسلاح والأفراد، لا سيما بعد احتلال جزيرة القرم، وتعتبر موسكو الإنفصاليين جماعات مشروعة ثارت من أجل الحرية وتقرير المصير، في حين أنها تقاتل الجيش الحر وتعتبرة منظمة إرهابية، وشتان ما بين الإثنين.
تناقضات الحروب على داعش أو الجماعات الأخرى، كان له مردوداً سلبياً على مجريات الأحداث محليا عبر تصاعد وتيرة المواجهات المسلحة، مابين كَر وفر، في العراق وسوريا، وإقليميا/دوليا عبر الحرب الباردة مابين أنقرة وموسكو، لا سيما بعد إسقاط الطائرة الروسية من قبل سلاح الجو التركي، وكذلك أحداث فرنسا المتضرر الأكبر في أوربا من أحداث الاٍرهاب.
لا يمكن أن تجني الحرب ثمارها بوجود طرفين متناقضين، يمولان الجهة التي تمثل مصالحهما، وبهذا سوف تستمر المعاناة إلى أن تتوافق الدول العظمى على طرف معين.
اليوم، نحن أمام معادلة جديدة تتمثل بالحروب التي تقف وراءها دول كبرى، مستفيدة منها، سواء لغرض تصفية الحسابات وإدامة الصراعات، أو لعرض العضلات بتقديم الأسلحة المتطورة والفتاكة، وجعل البلدان التي تعاني من مشكلة الحروب الداخلية حقل تجارب للدول العظمى المتصارعة.
حرب داعش تشهد تناقضاً تاماً بين الدول المتحالفة للقضاء عليه، والدول التي تدعم النظام، ما يساعد عمليا هذه التنظيمات الراديكالية، مثلما ظهر في سوريا والعراق ومصر وليبيا واليمن.
تدرب أميركا مقاتلين سوريين معتدلين بعدد قليل وخجول جداً، لا يتناسب وحجم المعركة الدائرة، وتشترط عليهم مقاتلة داعش، وعدم توجيه بنادقهم نحو جيش نظام بشار، كما أنها تكرر أن مصير الأسد هو الرحيل، ولكن ليس في الوقت الحالي، عكس تركيا والمملكة العربية السعودية التي تريد رحيلة فوراً.
جاءت حرب روسيا متناقضة تماماً مع التحالف الدولي بقيادة أميركا، إذ حملت سلاحها الثقيل لمساندة جيش الأسد، لترميم ما تبقى من جدرانه المتهاوية، فحرب الكرملين لم تكن ضد داعش، وإنما ضد الجيش الحر، الذي يعتبر خطراً كبيرا على جيش النظام السوري، في حين داعش يقاتل الجيش السوري الحر بكل ما أوتي من قوة.
تدعم إيران النظام السوري لعوامل طائفية مذهبية، وكذلك في العراق، إذ أنها تجرّم حزب البعث في العراق، وفي المقابل تدعم حزب البعث في سوريا، وهذا تناقض كبير.
نجد أن السعودية تقاتل مليشيات الحوثي في اليمن، لأنها تهدد أمنها القومي، بالإضافة إلى أنها انقلبت على الشرعية في الحكومة اليمنية الرسمية، في المقابل نجد إيران تقف مع الطرف المعادي الحوثي وتدعمه بالسلاح.
حرب أوكرانيا ضد الإنفصاليين الذين يهددون الأمن القومي للبلد، أفرزت نتائج سلبية، بسبب الدعم الروسي للإنفصاليين بالسلاح والأفراد، لا سيما بعد احتلال جزيرة القرم، وتعتبر موسكو الإنفصاليين جماعات مشروعة ثارت من أجل الحرية وتقرير المصير، في حين أنها تقاتل الجيش الحر وتعتبرة منظمة إرهابية، وشتان ما بين الإثنين.
تناقضات الحروب على داعش أو الجماعات الأخرى، كان له مردوداً سلبياً على مجريات الأحداث محليا عبر تصاعد وتيرة المواجهات المسلحة، مابين كَر وفر، في العراق وسوريا، وإقليميا/دوليا عبر الحرب الباردة مابين أنقرة وموسكو، لا سيما بعد إسقاط الطائرة الروسية من قبل سلاح الجو التركي، وكذلك أحداث فرنسا المتضرر الأكبر في أوربا من أحداث الاٍرهاب.
لا يمكن أن تجني الحرب ثمارها بوجود طرفين متناقضين، يمولان الجهة التي تمثل مصالحهما، وبهذا سوف تستمر المعاناة إلى أن تتوافق الدول العظمى على طرف معين.
مقالات أخرى
03 ديسمبر 2015
20 نوفمبر 2015
07 نوفمبر 2015