15 ديسمبر 2015
العراق والدويلات الثلاث
سيف سعدي (العراق)
محنة العراق تختلف عن باقي المحن، بعد أن صار شعاره الموت والحزن، والخوف يملأ قلوب أبنائه جراء الفتن التي أعادت العراق إلى عصور التخلف والجهل.
أصبح العراق مسرحاً للعمليات العسكرية وتجارب الفنون القتالية، ومرتعاً آمناً لقطاع الطرق وحلبة صراع لا تنتهي بين شعوب الأمم، بعد أن كانت تسمى دار السلام.
عندما كان يدور الحديث عن التقسيم سابقا، كانت ملامح الوجوه الرافضة للفكرة تسبق الكلام، من منطلق أن قوة العراق بوحدة أراضية وشعبه، ثم تغير الأمر اليوم بسبب نجاح الدعاية الغربية المضللة، والتي تدفع باتجاة التمييز العرقي الطائفي الذي مزق البلد.
يدفع السيناتور الأميركي جو بايدن صاحب مشروع الدويلات الثلاث، بكل الوسائل المتاحة، إلى تحقيق هذا المشروع وبقوة، حتى يتسنى للأميركان تنفيذ أجنداتهم المخطط لها قبل 20 عاماً
المحزن أن أميركا نجحت وبامتياز، وقطعت شوطاً طويلاً من مشروع الدويلات الثلاث، المتمثّلة بالدولة السنية في الغرب، وهي التي تمتلك مخزوناً كبيراً من الغاز والفوسفات والكبريت، وأراض ذات تربة خصبة ومؤهلة للزراعة، ودولة شيعية في الجنوب غنية بالنفط، واُخرى كردية في الشّمال ذات طبيعة خلاَّبة.
وتقوم الرؤية الأميركية على أساس تأسيس جيش من المكوّن السني، على غرار حرس الإقليم في كردستان، من أجل إتمام مشروع التقسيم. ويركز السفير الأميركي، ستيوارت جونز، دائماً على إقليم الأنبار، ويقول إنه لا يمكن أن يستقر العراق إلا بوجود جيش سني تناط به مهام حماية الإقليم.
ويعول الأكراد كثيراً على الانفصال في ظل وجود حُكومة اتحادية، تتعارض مع أهدافهم المرسومة، والتي تتمثل بقيام دولة كردية كبرى، بضم محافظة كركوك وأجزاء كبيرة من سنجار، ومنطقة سهل نينوى، إضافة إلى مدينة طوز خورماتو.
وقد انعكست إفرازات الحروب والمشكلات السياسية من تجاذبات وخلافات، وسرقة المال العام، وظهور مجاميع مسلحة خارجة عن القانون علناً، سلباً على الشعب العراقي، والتعامل مع المواطنين على أساس المذهب والمناطقية ولّد حالة من اليأس، وعدم الرغبة بالاستمرار في ظل هذه الظروف القاسية.
خياران أحلاهما مر، إما العيش في ظل التمييز ونبذ الآخرين وإذلالهم، بدوافع طقوسية ودينية، أو تحديد المصير بإقليم يضمن لك العيش بسلام وأمان، مع توفر حقوق المواطنة بشكل كامل، ولكن على حساب تقسيم أرض العراق الممزق أصلاً، من قبل الطبقة السياسية الحاكمة.
ويتحدث أبناء المناطق السنية عن مشروع الأقاليم ويروجونه، لأن مناطقهم عانت الأمرين، من قتل وتشريد وتفجير للمنازل، والمعاملة السلبية من أبناء المناطق التي نزحوا إليها، وتشديد الإجراءات الأمنية عليهم، وإجبارهم بالوقوف على شكل طوابير طويلة لغرض استحضار ما يسمى الكفيل، بينما الإيرانيون يتجولون ويدخلون متى أرادوا، من دون تأشيرات دخول، الأمر الذي قضى على أمل وحدة الشعب وأراضي الوطن.
أصبح العراق مسرحاً للعمليات العسكرية وتجارب الفنون القتالية، ومرتعاً آمناً لقطاع الطرق وحلبة صراع لا تنتهي بين شعوب الأمم، بعد أن كانت تسمى دار السلام.
عندما كان يدور الحديث عن التقسيم سابقا، كانت ملامح الوجوه الرافضة للفكرة تسبق الكلام، من منطلق أن قوة العراق بوحدة أراضية وشعبه، ثم تغير الأمر اليوم بسبب نجاح الدعاية الغربية المضللة، والتي تدفع باتجاة التمييز العرقي الطائفي الذي مزق البلد.
يدفع السيناتور الأميركي جو بايدن صاحب مشروع الدويلات الثلاث، بكل الوسائل المتاحة، إلى تحقيق هذا المشروع وبقوة، حتى يتسنى للأميركان تنفيذ أجنداتهم المخطط لها قبل 20 عاماً
المحزن أن أميركا نجحت وبامتياز، وقطعت شوطاً طويلاً من مشروع الدويلات الثلاث، المتمثّلة بالدولة السنية في الغرب، وهي التي تمتلك مخزوناً كبيراً من الغاز والفوسفات والكبريت، وأراض ذات تربة خصبة ومؤهلة للزراعة، ودولة شيعية في الجنوب غنية بالنفط، واُخرى كردية في الشّمال ذات طبيعة خلاَّبة.
وتقوم الرؤية الأميركية على أساس تأسيس جيش من المكوّن السني، على غرار حرس الإقليم في كردستان، من أجل إتمام مشروع التقسيم. ويركز السفير الأميركي، ستيوارت جونز، دائماً على إقليم الأنبار، ويقول إنه لا يمكن أن يستقر العراق إلا بوجود جيش سني تناط به مهام حماية الإقليم.
ويعول الأكراد كثيراً على الانفصال في ظل وجود حُكومة اتحادية، تتعارض مع أهدافهم المرسومة، والتي تتمثل بقيام دولة كردية كبرى، بضم محافظة كركوك وأجزاء كبيرة من سنجار، ومنطقة سهل نينوى، إضافة إلى مدينة طوز خورماتو.
وقد انعكست إفرازات الحروب والمشكلات السياسية من تجاذبات وخلافات، وسرقة المال العام، وظهور مجاميع مسلحة خارجة عن القانون علناً، سلباً على الشعب العراقي، والتعامل مع المواطنين على أساس المذهب والمناطقية ولّد حالة من اليأس، وعدم الرغبة بالاستمرار في ظل هذه الظروف القاسية.
خياران أحلاهما مر، إما العيش في ظل التمييز ونبذ الآخرين وإذلالهم، بدوافع طقوسية ودينية، أو تحديد المصير بإقليم يضمن لك العيش بسلام وأمان، مع توفر حقوق المواطنة بشكل كامل، ولكن على حساب تقسيم أرض العراق الممزق أصلاً، من قبل الطبقة السياسية الحاكمة.
ويتحدث أبناء المناطق السنية عن مشروع الأقاليم ويروجونه، لأن مناطقهم عانت الأمرين، من قتل وتشريد وتفجير للمنازل، والمعاملة السلبية من أبناء المناطق التي نزحوا إليها، وتشديد الإجراءات الأمنية عليهم، وإجبارهم بالوقوف على شكل طوابير طويلة لغرض استحضار ما يسمى الكفيل، بينما الإيرانيون يتجولون ويدخلون متى أرادوا، من دون تأشيرات دخول، الأمر الذي قضى على أمل وحدة الشعب وأراضي الوطن.