قاد التقدم الميداني الذي أحرزه الجيش اللبناني في جرود بلدات الفكاهة ورأس بعلبك والقاع، رئيس الحكومة، سعد الحريري، إلى الحدود اللبنانية الشرقية مع سورية، حيث زار برفقة قائد الجيش، العماد جوزيف عون، المواقع التي سيطر عليها عناصر الجيش بعد طرد عناصر تنظيم "داعش" منها.
وانتقل الحريري عبر إحدى العربات العسكرية من ثكنة فوج الحدود الثاني في رأس بعلبك إلى الجرود. وعقد مؤتمرًا صحافيًا في الثكنة، أكد فيه أن موضوع العسكريين المخطوفين لدى التنظيم، وعددهم تسعة، "يُشكل أولوية، وعندما تكون لدينا معلومات لن نخفيها عن أحد، ولكن هذه المهمة توجب علينا العمل بكل صمت كما عمل الجيش بكل صمت".
وأكد رئيس الحكومة اللبناني أن "الجيش هو المسؤول عن كل الحدود، ونعمل على هذا الأساس، وتدعيمه بكل الوسائل التي يحتاج إليها لحماية استقرار لبنان وحدوده. وإن شاء الله سنؤمن ما يحتاج إليه الجيش، وهناك مشروع برنامج في مجلس النواب والحكومة لدعم الجيش، وهذا العام أمنّا نحو 370 مليار ليرة، وسيستمر هذا البرنامج لتجهيز الجيش اللبناني خلال السنوات المقبلة".
كذلك تناول الحريري الدعم الغربي للجيش، مُعتبراً أن "الدعم الدولي يظهر في مدى التقدم الذي يحرزه الجيش، واليوم نحن في حاجة أكثر إلى الدعم، والحكومة أيضاً ستقدم الدعم وسنعمل مع كل الأفرقاء ومع كل المجتمع الدولي لتأمين المساعدات للجيش، لأن هذا الأمر مهم لحماية لبنان واستقراره".
ولدى سؤاله عن موقفه من قتال "حزب الله" على الحدود اللبنانية - السورية، قال الحريري إنه لا يقول شيئاً عن مشاركة الحزب في الجهة المقابلة (السورية) "لأن لا كلمة لنا في هذا الموضوع، وما يهمنا أن الجيش اللبناني هو المسؤول عن الحدود اللبنانية وعن حمايتها، أما من الجهة الثانية فهناك معارك تحصل، ولا شك أنه عندما نحمي حدودنا لا ندع أحداً يدخل الأراضي اللبنانية، وهم يفعلون الشيء نفسه".
وأكد الحريري أنه "لولا مدفعية الجيش اللبناني لكانت وقعت كارثة خلال معركة جرود عرسال" التي خاضها "حزب الله"، وقال إن "الحسابات السياسية وليس العجز هو ما أدى لعدم خوض الجيش معركة جرد عرسال التي انتهت بالتفاوض وبانتقال النصرة إلى سورية".
ووصف الحريري دور الجيش خلال المعركة بـ"الحاسم" لجهة حماية اللاجئين السوريين والمدنيين في عرسال، "بعد أن أقام خط دفاع أساسيّاً، ولولاه لكانت هناك كارثة في معركة جرود عرسال".
واعترض الحريري على سؤال عن تثبيت معادلة "الجيش والشعب والمقاومة" التي ينادي بها "حزب الله"، مُعتبراً أن "البيان الوزاري لا ينص على ثلاثية، ونحن كقوى سياسية في الحكومة متفقون على استقرار لبنان وحماية كل الحدود وكل اللبنانيين، وهذا سيحصل".
وبعد زيارة الجرود انتقل الحريري إلى بلدة عرسال المجاورة حيث التقى بالأهالي، وقال إنه "من مصلحة لبنان وعرسال أن يتولّى الجيش والقوى الأمنية مسؤولية حماية الأراضي الحدودية".
وبالتزامن مع جولة الحريري، نشر الإعلام الحربي التابع لـ"حزب الله" خبراً عن "العثور على عربة هامفي تابعة للجيش اللبناني، في أحد بساتين وادي سن فيخا في القلمون الغربي، كان إرهابيو (داعش) قد استولوا عليها سابقاً من إحدى نقاط الجيش في محيط بلدة عرسال اللبنانية".