أعلنت الحكومة السودانية، اليوم الاثنين، استعدادها التام لاستئناف التفاوض، مع الحركة الشعبية- قطاع الشمال بقيادة عبد العزيز الحلو.
وكانت المفاوضات بين الطرفين قد تعثرت بعد إصرار الحركة على البدء بالاتفاق على فصل الدين عن الدولة أو السماح للأقاليم بتقرير مصيرها.
وتقاتل الحركة التي تسيطر على مناطق واسعة في جنوب كردفان القوات الحكومية منذ العام 2011، وامتنعت عن المشاركة في المفاوضات بين الحكومة وحركات أخرى متمردة، ووقعت اتفاق سلام بالأحرف الأولى في نهاية الشهر الماضي، ويُنتظر توقيعه نهائياً في الثالث من الشهر المقبل بمدينة جوبا، عاصمة دولة جنوب السودان التي ترعى المفاوضات.
وذكر بيان صادر من المجلس الأعلى للسلام بعد اجتماع له اليوم برئاسة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، أن الاجتماع رحب في مستهل أعماله باتفاق السلام الذي وُقع بالأحرف الأولى مع أطراف عملية السلام وعده خطوة تاريخية في طريق تحقيق السلام الشامل العادل وتنفيذ مهام الفترة الانتقالية.
وحدد الاجتماع أسس بدء تنفيذ اتفاقية السلام واستقبال وفدي الوساطة والمقدمة اللذين سيحضران للبلاد يوم غد الثلاثاء ويكتمل وصولهما يوم الخميس القادم.
وأكد المجلس على استعدادات كل أجهزة السلطة الانتقالية للالتزام بتنفيذ الاتفاق وتنزيل بنوده على أرض الواقع لينعم مواطنو المناطق المتأثرة بالحروب بما وفره الاتفاق من حلول ومعالجات تناولت مسببات الحرب وإزالة آثارها.
وأشار البيان إلى أن الاجتماع استمع لتنوير من رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، حول اجتماعه مع رئيس الحركة الشعبية بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وأن مجلس السلام، أشاد بالمبادرة الشجاعة لرئيس الوزراء، لكسر جمود التفاوض الذي توقف طويلاً مع الحركة.
وأعلن المجلس عن دعمه للبيان المشترك الصادر من الاجتماع واستعداد الحكومة الانتقالية لإرسال وفد التفاوض مباشرة إلى عاصمة جنوب السودان، جوبا، من أجل استئناف التفاوض والوصول لحلول في القضايا الخلافية في إعلان المبادئ وفقاً للنهج المتفق عليه في البيان المشترك.
من جهة أخرى، أكدت السفيرة الفرنسية بالخرطوم، إيمانويل بلاتمان، التزام بلادها بالعمل على إقناع الأطراف الممتنعة بالانضمام إلى ركب السلام دون تلكؤ.
وجددت السفيرة، عقب اجتماعها، برئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، حرص فرنسا على دعم الفترة الانتقالية والوقوف بجانب الشعب السوداني في ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها حالياً.
وعدت السفيرة الفرنسية الإعلان المشترك الذي تم توقيعه مؤخراً بين رئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك ورئيس الحركة الشعبية- قطاع الشمال عبد العزيز الحلو خطوة مهمة للوصول لاتفاق سلام شامل.
وأوضحت أن اللقاء مع البرهان تناول مهمة البعثة السياسية للأمم المتحدة "يونيتامس" والتي ستباشر عملها بالسودان فور انسحاب قوات بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي من دارفور.