07 يونيو 2016
الخارج لن يقدّم لليمنيين الحل
إذا كان اليمنيون لم يتفقوا في سنة كاملة في مؤتمر الحوار الوطني، في فندق موفنبيك في صنعاء، فهل سينجحون هذه المرة في الكويت؟ إذا لم تكن هناك قناعة لدى صناع القرار اليمني، فمؤتمر الكويت والأمم المتحدة ومجلس التعاون لدول الخليج لن يقدموا لليمنيين الحل. المشكلة في صنعاء وحلها في صنعاء ومفتاحها في صنعاء، لعدة أسباب:
أولاً، من يسيطر على صنعاء يسيطر على الجمهورية اليمنية، وبالتالي، لا تملك الحكومة اليمنية سوى خيار السيطرة على صنعاء، إذا فشل مؤتمر الكويت لا سمح الله، وسينكسر ظهر الانقلاب.
ثانياً، لن تسلم سلطة الأمر الواقع نفسها هدية على طبق من ذهب للحكومة الشرعية. تحتاج هذه المليشيات ضمانات دولية تضمن لها المشاركة في أي عملية سياسية مستقبلية، كما أن الحوثيين يعرفون أنه لا توجد لهم حاضنة شعبية، وإلا لماذا لم يشكلوا حزباً سياسياً، لأنهم يعلمون أن مصيرهم الفشل في أي انتخابات سياسية مقبلة، ولذلك سيتمسكون بالسلاح. طلبت سلطة الانقلاب ضمانات في مؤتمر الكويت، وطلبت خروجاً آمناً للرئيس السابق، علي عبدالله صالح، وكذلك رفع العقوبات الدولية، بحسب تسريبات بعض وسائل الإعلام.
ثالثاً، لدى طرفا الانقلاب في صنعاء مشكلاته الخاصة والعميقة، وبالتالي، لا أحد يستطيع التعامل معهما، فإذا أراد المجتمع الدولي الضغط على "المؤتمر الشعبي العام"، فإن قادته يجيبون بأنه ليس لدى "المؤتمر" سلطة، وهذه بيد جماعة أنصار الله (الحوثيين). وفي المقابل، أصدر المجتمع الدولي عقوبات على بعض قادة المليشيات المسلحة، وكان جواب تلك المليشيات، في السابق، على هذه العقوبات "نحن حركة مجاهدة لا تعترف بمجلس أمن ولا غيره". ولذلك، من الصعب التعامل مع هذه المليشيات، لتنفيذ أي اتفاق مستقبلي.
رابعاً، لدى الحكومة اليمنية الشرعية أزمة داخلية. وبالتالي، لا تستطيع تقديم شيء، لكن قرارات الرئيس اليمني الشرعي، عبد ربه منصور هادي، مطلع الشهر الجاري، كانت قوية، وتصب في صالح الحكومة اليمنية، خصوصا قرار تعيين الجنرال علي محسن الأحمر نائباً للرئيس اليمني. وما تأخر طرفي الانقلاب من الحضور إلى مؤتمر الكويت، إلا لأن هادي أفشل ما كانوا يخططون له في هذا المؤتمر.
خامساً، هناك خلافات جوهرية وعميقة بين أطرف قوات التحالف، ومن يقول غير ذلك ينكر الحقيقة، كما ينكر وجود الشمس في وسط النهار. على سبيل المثال، تقاتل الإمارات بجانب الشرعية اليمنية ضد الحوثي، ومع علي صالح ضد حزب التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمين)، وتصريحات قادتها الرسميين، أو غير الرسميين، غير بعيدة عنا.
وهناك أطراف إقليمية تستخدم الأزمة اليمنية، لتمرير مشاريعها الخاصة على حساب الشعب اليمني، وبالتالي، لم تتوقف المليشيات التي تستخدمها في اليمن عن القتال، إذا لم يكن لديها توجيهات صارمة من الجهة التي تمولها. ورحم الله رئيس الوزراء اليمني الراحل، عبد الكريم الأرياني، كان يتحاور مع قادة هذه المليشيات، وكان يقول: يا أبنائي، أنا ممثل للحكومة اليمنية، هذه الورقة وهذا القلم، لنتفق أنا وأنتم على نقاط محددة، ونوقع عليها الآن، وأنا ملتزم بكل ما اتفقنا عليه، فكان الطرف الآخر يقول انتظر، أخرج وأتصل وسأعود. فكانت الليالي والأيام تمضي على هذا المنوال، حتى خرج الإرياني، وصرح تصريحه المشهور، و قلبه مليء بالخوف على مستقبل اليمن "نحن نعيش في وضع شاذ بكل ما تحمله الكلمة من معنى".
سيفشل مؤتمر الكويت، إذا لم تكن هناك إرادة إقليمية ودولية ومحلية، لحل القضية اليمنية. لا نتشاءم، ولكننا متفائلون. ولكن يبدو تفاؤلنا في غير محله. الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت، وما علينا إلا الانتظار.
أولاً، من يسيطر على صنعاء يسيطر على الجمهورية اليمنية، وبالتالي، لا تملك الحكومة اليمنية سوى خيار السيطرة على صنعاء، إذا فشل مؤتمر الكويت لا سمح الله، وسينكسر ظهر الانقلاب.
ثانياً، لن تسلم سلطة الأمر الواقع نفسها هدية على طبق من ذهب للحكومة الشرعية. تحتاج هذه المليشيات ضمانات دولية تضمن لها المشاركة في أي عملية سياسية مستقبلية، كما أن الحوثيين يعرفون أنه لا توجد لهم حاضنة شعبية، وإلا لماذا لم يشكلوا حزباً سياسياً، لأنهم يعلمون أن مصيرهم الفشل في أي انتخابات سياسية مقبلة، ولذلك سيتمسكون بالسلاح. طلبت سلطة الانقلاب ضمانات في مؤتمر الكويت، وطلبت خروجاً آمناً للرئيس السابق، علي عبدالله صالح، وكذلك رفع العقوبات الدولية، بحسب تسريبات بعض وسائل الإعلام.
ثالثاً، لدى طرفا الانقلاب في صنعاء مشكلاته الخاصة والعميقة، وبالتالي، لا أحد يستطيع التعامل معهما، فإذا أراد المجتمع الدولي الضغط على "المؤتمر الشعبي العام"، فإن قادته يجيبون بأنه ليس لدى "المؤتمر" سلطة، وهذه بيد جماعة أنصار الله (الحوثيين). وفي المقابل، أصدر المجتمع الدولي عقوبات على بعض قادة المليشيات المسلحة، وكان جواب تلك المليشيات، في السابق، على هذه العقوبات "نحن حركة مجاهدة لا تعترف بمجلس أمن ولا غيره". ولذلك، من الصعب التعامل مع هذه المليشيات، لتنفيذ أي اتفاق مستقبلي.
رابعاً، لدى الحكومة اليمنية الشرعية أزمة داخلية. وبالتالي، لا تستطيع تقديم شيء، لكن قرارات الرئيس اليمني الشرعي، عبد ربه منصور هادي، مطلع الشهر الجاري، كانت قوية، وتصب في صالح الحكومة اليمنية، خصوصا قرار تعيين الجنرال علي محسن الأحمر نائباً للرئيس اليمني. وما تأخر طرفي الانقلاب من الحضور إلى مؤتمر الكويت، إلا لأن هادي أفشل ما كانوا يخططون له في هذا المؤتمر.
خامساً، هناك خلافات جوهرية وعميقة بين أطرف قوات التحالف، ومن يقول غير ذلك ينكر الحقيقة، كما ينكر وجود الشمس في وسط النهار. على سبيل المثال، تقاتل الإمارات بجانب الشرعية اليمنية ضد الحوثي، ومع علي صالح ضد حزب التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمين)، وتصريحات قادتها الرسميين، أو غير الرسميين، غير بعيدة عنا.
وهناك أطراف إقليمية تستخدم الأزمة اليمنية، لتمرير مشاريعها الخاصة على حساب الشعب اليمني، وبالتالي، لم تتوقف المليشيات التي تستخدمها في اليمن عن القتال، إذا لم يكن لديها توجيهات صارمة من الجهة التي تمولها. ورحم الله رئيس الوزراء اليمني الراحل، عبد الكريم الأرياني، كان يتحاور مع قادة هذه المليشيات، وكان يقول: يا أبنائي، أنا ممثل للحكومة اليمنية، هذه الورقة وهذا القلم، لنتفق أنا وأنتم على نقاط محددة، ونوقع عليها الآن، وأنا ملتزم بكل ما اتفقنا عليه، فكان الطرف الآخر يقول انتظر، أخرج وأتصل وسأعود. فكانت الليالي والأيام تمضي على هذا المنوال، حتى خرج الإرياني، وصرح تصريحه المشهور، و قلبه مليء بالخوف على مستقبل اليمن "نحن نعيش في وضع شاذ بكل ما تحمله الكلمة من معنى".
سيفشل مؤتمر الكويت، إذا لم تكن هناك إرادة إقليمية ودولية ومحلية، لحل القضية اليمنية. لا نتشاءم، ولكننا متفائلون. ولكن يبدو تفاؤلنا في غير محله. الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت، وما علينا إلا الانتظار.