23 مايو 2016
اليمن .. إلى أين؟
لا نعرف ما الذي يدور خلف الكواليس بشأن مُستقبل الجمهورية اليمنية. لكن الذين يحيكون المؤامرات السرّية والطبخات المشؤومة هم من يعرف ذلك. الشعب اليمني، ومنذُ عقود، وهو يتألم ويئن، ولم يلتفت أحد لِجراحه وأنّاته. إهمال اليمن من أشقّائه وجِيرانه وجعله معتمداً على معوناتهم هو ما جعل الأمور، اليوم، تخرج عن السيطرة، وهذا الإهمال هو ما أدى، أيضاً، إلى ظهور جماعات متشددة، لا تعرف سِوى لغة القتل والدمار والخراب والتشريد والسحل وهدم البيوت على ساكنيها. اليمن لا يستحق كل هذا الخراب والدمار.
بدأ النسيج الاجتماعي في شمال اليمن يتفكك، وأصبحت الكراهية والعنف والصراع غير المنطقي وغير المعقول هي الظواهر السائدة هذه الأيام. ففي شمال اليمن، هناك حرب وقتال شرس بين حكومة المنفى المدعومة خليجياً ودولياً والتحالف الحوثي الصالحي المدعوم من إيران وحلفائها.
أمّا في جنوب اليمن، فهناك حراك عنصري، وهناك أعمال ممنهجة تُحاك ضد أبناء الشمال، ولا نعلم من المُستفيد من الانفلات الأمني هناك. تحولت مدينة عدن، ثغر اليمن الباسم، إلى وكر للإرهاب، ولجماعات العنف المسلحة. وما يحصل فيها، هذه الأيام، لا يُبشر الا بِمُستقبل مجهول. ترحيل أبناء المحافظات الشمالية من المحافظات الجنوبية دليل واضح على أنّ أياديَّ عربية ومحلية وغربية وإقليمية تحاول، جاهدةً، أنّ تجعل اليمن سورية الثانية، والمتغيرات المتسارعة لا تُبشر بخير. وتوجيهات الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، الخطية لمحافظي عدن ولحج والضالع بتوقيف ترحيل أبناء الشمال، وإحالة من يمارسون هذا العمل البربري، إلى المساءلة القانونية كانت صريحة لا لبس فيها. كما وجه بمنح بطاقات هوية لكل من لا يحمل بطاقة هوية من أي محافظةٍ كان.
نخشى أنّ يكون ترحيل أبناء الشمال من الجنوب بداية لسيناريو قادم بفتح حربٍ أخرى أهلية بين الشمال والجنوب، ولا يصب كل هذا المخطط إلا في صالح الطرف المسيطر على صنعاء حالياً.
لا نشكك مطلقاً في وحدوية الرئيس هادي. لكن، لا نعرف ماذا تُريد دول الإقليم من اليمن. نقولها بصراحة وبدون تلعثم، إيران تدعم جماعات طائفية في شمال اليمن، ليس من أجل سواد عيون اليمنيين، ولكن من أجل إيذاء دول الجوار، وتحقيق مكاسب سياسية ودينية وجغرافية ونشر فكرها. كما أنّ هناك دولة من دول التحالف العربي، والتي تدّعي مساندة الشرعية تدعم الجماعات العُنصرية ودعاة الانفصال في جنوب اليمن، وتتهم حركات المقاومة اليمنية بالإرهاب، وهي تقاتل معهم في خندق واحد ضد الحوثي وعلي عبد الله صالح. إنّه تناقض مُحير ومُحزن أيضاً. يدعم هذا العضو الفعّال في دول التحالف مشروع انفصال جنوب اليمن عن الشمال، ليس من أجل أنّ ينعم أبناء الجنوب بخيرات أرضهم. ولكن، من أجل مصالحه الاقتصادية. لذلك، على هذه الدولة التي تُمولّ صُقور الانفصال وتدعمهم أنّ تفهم أنّه إذا حصل انفصال لن يتحقق لها ما تصبو إليه. لن يكون هُناك سِوى العُنف والتخريب والقتل والدمار وتحويل جنوب اليمن إلى وكر مركزي للإرهاب، وتدل المؤشرات على أنّنا قادمون على سيناريوهات مُفزعة ومُخيفة، إذا لم يتوصل الفُرقاء إلى اتفاقٍ يحفظ ما تبقى من مؤسسات الدولة اليمنية الهشّة. نقولها ونحن نتألم، والغبن يملأ صدورنا، إنّ الشعب اليمني أصبح ضحية بين سندان الجماعات الطائفية في الشمال ومطرقة الجماعات العُنصرية في الجنوب.
ولذلك، من وجهة نظرنا، لا فرق بين ما تقوم به الجمهورية الإسلامية الإيرانية في شمال اليمن وما تقوم به إحدى دول التحالف في جنوب اليمن، فكلاهما وجهان لعملة واحدة. أصبحت الطبخات السرية مكشوفة، ولا تحتاج عدسات مكبرة، حتى تتضح لنا الصورة أكثر. على دول الإقليم أنّ يعرفوا أنّ ما يحصل، اليوم، في أرض اليمن سيحصل في عمق أراضيهم، إن لم يكن أسوأ عاجلاً أم أجلاً. وكما يقول المثل الشعبي من حفر حفرة لأخيه وقع فيها، والأيام بيننا.
ختاماً، إذا سقط شمال اليمن بيد جماعات العنف الطائفية والمسلحة، وجنوب اليمن بيد الجماعات العُنصرية، فسيكون المسمار الأخير لنعش أنظمة دول الإقليم، والأيام بيننا.
بدأ النسيج الاجتماعي في شمال اليمن يتفكك، وأصبحت الكراهية والعنف والصراع غير المنطقي وغير المعقول هي الظواهر السائدة هذه الأيام. ففي شمال اليمن، هناك حرب وقتال شرس بين حكومة المنفى المدعومة خليجياً ودولياً والتحالف الحوثي الصالحي المدعوم من إيران وحلفائها.
أمّا في جنوب اليمن، فهناك حراك عنصري، وهناك أعمال ممنهجة تُحاك ضد أبناء الشمال، ولا نعلم من المُستفيد من الانفلات الأمني هناك. تحولت مدينة عدن، ثغر اليمن الباسم، إلى وكر للإرهاب، ولجماعات العنف المسلحة. وما يحصل فيها، هذه الأيام، لا يُبشر الا بِمُستقبل مجهول. ترحيل أبناء المحافظات الشمالية من المحافظات الجنوبية دليل واضح على أنّ أياديَّ عربية ومحلية وغربية وإقليمية تحاول، جاهدةً، أنّ تجعل اليمن سورية الثانية، والمتغيرات المتسارعة لا تُبشر بخير. وتوجيهات الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، الخطية لمحافظي عدن ولحج والضالع بتوقيف ترحيل أبناء الشمال، وإحالة من يمارسون هذا العمل البربري، إلى المساءلة القانونية كانت صريحة لا لبس فيها. كما وجه بمنح بطاقات هوية لكل من لا يحمل بطاقة هوية من أي محافظةٍ كان.
نخشى أنّ يكون ترحيل أبناء الشمال من الجنوب بداية لسيناريو قادم بفتح حربٍ أخرى أهلية بين الشمال والجنوب، ولا يصب كل هذا المخطط إلا في صالح الطرف المسيطر على صنعاء حالياً.
لا نشكك مطلقاً في وحدوية الرئيس هادي. لكن، لا نعرف ماذا تُريد دول الإقليم من اليمن. نقولها بصراحة وبدون تلعثم، إيران تدعم جماعات طائفية في شمال اليمن، ليس من أجل سواد عيون اليمنيين، ولكن من أجل إيذاء دول الجوار، وتحقيق مكاسب سياسية ودينية وجغرافية ونشر فكرها. كما أنّ هناك دولة من دول التحالف العربي، والتي تدّعي مساندة الشرعية تدعم الجماعات العُنصرية ودعاة الانفصال في جنوب اليمن، وتتهم حركات المقاومة اليمنية بالإرهاب، وهي تقاتل معهم في خندق واحد ضد الحوثي وعلي عبد الله صالح. إنّه تناقض مُحير ومُحزن أيضاً. يدعم هذا العضو الفعّال في دول التحالف مشروع انفصال جنوب اليمن عن الشمال، ليس من أجل أنّ ينعم أبناء الجنوب بخيرات أرضهم. ولكن، من أجل مصالحه الاقتصادية. لذلك، على هذه الدولة التي تُمولّ صُقور الانفصال وتدعمهم أنّ تفهم أنّه إذا حصل انفصال لن يتحقق لها ما تصبو إليه. لن يكون هُناك سِوى العُنف والتخريب والقتل والدمار وتحويل جنوب اليمن إلى وكر مركزي للإرهاب، وتدل المؤشرات على أنّنا قادمون على سيناريوهات مُفزعة ومُخيفة، إذا لم يتوصل الفُرقاء إلى اتفاقٍ يحفظ ما تبقى من مؤسسات الدولة اليمنية الهشّة. نقولها ونحن نتألم، والغبن يملأ صدورنا، إنّ الشعب اليمني أصبح ضحية بين سندان الجماعات الطائفية في الشمال ومطرقة الجماعات العُنصرية في الجنوب.
ولذلك، من وجهة نظرنا، لا فرق بين ما تقوم به الجمهورية الإسلامية الإيرانية في شمال اليمن وما تقوم به إحدى دول التحالف في جنوب اليمن، فكلاهما وجهان لعملة واحدة. أصبحت الطبخات السرية مكشوفة، ولا تحتاج عدسات مكبرة، حتى تتضح لنا الصورة أكثر. على دول الإقليم أنّ يعرفوا أنّ ما يحصل، اليوم، في أرض اليمن سيحصل في عمق أراضيهم، إن لم يكن أسوأ عاجلاً أم أجلاً. وكما يقول المثل الشعبي من حفر حفرة لأخيه وقع فيها، والأيام بيننا.
ختاماً، إذا سقط شمال اليمن بيد جماعات العنف الطائفية والمسلحة، وجنوب اليمن بيد الجماعات العُنصرية، فسيكون المسمار الأخير لنعش أنظمة دول الإقليم، والأيام بيننا.