أثار انتشار حشرة "الكالوسوما" المعروفة في سورية باسم "الخنفساء السوداء"، في العديد من المناطق السكنية بالعاصمة دمشق وريفها ومناطق حمص وحماة، موجة من القلق بين السكان، في حين طمأنت وزارة الزراعة الأهالي مشيرة إلى عدم وجود ضرورة لمكافحتها.
وقالت أم خالد، التي تسكن في ضاحية قدسيا بدمشق، لـ"العربي الجديد": "قبل أيام بدأنا نلاحظ أعدادا كبيرة من حشرة الخنفساء السوداء على الشرفات والنوافذ. قد تكون الخنفساء غير ضارة، إلا أن منظرها مقزز، وخاصة عندما تتسلل إلى داخل المنزل. قمت برش المبيدات الحشرية على مدخل المنزل والنوافذ، إلا أن ذلك لم يمنع توافد أعداد إضافية من الخنافس، خصوصا في الليل".
وأفاد ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي بأن "الخنفساء السوداء ظهرت بشكل كثيف بضاحية قدسيا وضاحية الأسد وقراها، في حين شوهدت بأعداد أقل في أحياء وضواحي دمشق الأخرى".
ونقلت وكالة الأنباء السورية "سانا" عن مدير زراعة دمشق وريفها، علي سعدات، أن "حشرة الخنفساء السوداء غير ضارة بالإنسان أو المزروعات كونها تتغذى على الحشرات والديدان الضارة الموجودة في التربة. الحشرة عمرها يراوح بين 22 و26 يوماً، وتنجذب للإضاءة ليلاً، وانتشارها بشكل كبير خلال اليومين الماضيين كان بسبب الأمطار الغزيرة واتساع الغطاء النباتي".
ونقلت "سانا" عن مدير الشؤون الصحية في محافظة دمشق، شادي خلوف، أن قسم رش المبيدات في المديرية يتابع حملات الرش الاحترازي لمكافحة الحشرات، ولا سيما بالقرب من الأحياء السكنية.
وكانت الخنفساء السوداء قد انتشرت خلال الأسبوعين الماضيين بمناطق واسعة من محافظتي حمص وحماة، وقال أبو سامي إبراهيم، من حمص، لـ"العربي الجديد"، إن "شكل الخنفساء ورائحتها الكريهة أزعجا الأهالي الذين اضطروا إلى إغلاق النوافذ والأبواب خوفا من أن تدخل إلى منازلهم".
وبين أن "الخنفساء كانت تنتشر في الأحياء الغربية من المدينة القريبة من نهر العاصي وقناة الري أكثر من بقية الأحياء، وكان يكثر ظهورها في الليل. حاولت رش المبيدات الحشرية حول المنزل لمنع اقترابها، إلا أنها لم تأت بنتيجة، وغالبا ما أربكنا خوف النساء منها".
وانتشرت الخنفساء السوداء في أرياف حمص الجنوبية والشمالية وبعض أحياء مدينة حمص، كما انتشرت في منطقة سلمية بريف حماة، وعدد من أحياء حماة، إضافة إلى مناطق البادية القريبة.
وقال المهندس الزراعي محمد محمود، لـ"العربي الجديد": "يرجح أن يكون سبب انتشار الكالوسوما هو الأمطار الغزيرة خلال الأسابيع الأخيرة، والتي دفعت الحشرة للاتجاه إلى المناطق السكنية القريبة من الأراضي الزراعية. من الضروري عدم مكافحة الحشرة بشكل جائر لما تحققه من توازن بيئي، إذ إنها تعيش على الحشرات الضارة، ولا تشكل أي خطر على صحة الإنسان".
وأكد مدير وقاية النباتات في وزارة الزراعة، فهد المشرف، أن حشرة الكالوسوما من الحشرات النافعة لدورها في القضاء على الحشرات الضارة في البساتين والغابات، وهي غير ضارة بالصحة العامة للإنسان، وظهورها وتكاثرها يحافظ على التوازن البيئي.