تعتبر الخياطة من الحرف القديمة في جنوب لبنان، وهي من أقدم المهن التي اعتاش منها الأهالي منذ أربعينيّات، وحتى سبعينيات القرن الماضي، فكان الخيَّاط حينها هو مصدر الملابس وخاصة في المناسبات.
كانت ماكينة الخياطة اليدويّة موجودة في أغلب البيوت، إذ كانت تستخدمها النساء في خياطة ملابس أولادهنّ وفساتينهنّ في وقتٍ كان فيه بائع الأقمشة المتجول يزورهنّ لانتقاء ما يناسبهن من أقمشة. ولكن في الوقت نفسه، كانت حرفة الخياطة من الحرف التي يتقنها الرجال أيضاً، ولم تكن حكراً على النساء.
علي صبَّاح، يعملُ في الخياطة في حي السراي بمدينة النبطية جنوب لبنان، يقول لـ"العربي الجديد": "عندما أنهيت المرحلة الثانوية في الخمسينيات، لم أجد عملاً، فقرَّرت أن أتعلّم حرفة الخياطة كونها كانت مزدهرة في ذلك الوقت. فقصدت أحد الخياطين في حي السراي، وبدأت تعلّم المهنة الصعبة والشاقة في آن، فهي تتطلب عمليات حسابية دقيقة يعجز عن إتقانها أحد بسهولة، وبدأت العمل بها في محل صغير، وما زالت ماكينة الخياطة التي استخدمتها أول مرة موجودة في المحل حتى يومنا هذا".
ورغم التطوُّر السريع الذي قضى على معظم المهن والحرف، إلا أنَّه ما يزال يمكث خلف الماكينة وقتاً طويلاً يصمم بعضاً من الملابس، في وقت صار فيه الزبون يفضّل الملابس الجاهزة، لأنَّها أرخص، مع أن الخياطة اليدوية أجمل وأمتن.
ويلفت صبّاح إلى أن حرفة الخياطة باتت تقتصر على تصليحات الملابس ودرزها، لأن المعامل الحديثة قضت على هذه الحرفة، مُؤكّداً أنه يملك سرعة كبيرة في إنجاز ما تنجزه آلات الخياطة الحديثة، ولكن الموضة الحديثة كانت سبباً في ضياع هذه الحرفة.
خلف ماكينة الخياطة القديمة التي يفوق عمرها السبعين عاماً، يجلس صبّاح لساعات، وتحيط به الأقمشة والخيوط والمكواة القديمة قائلاً: "كنا لا نهدأ، فالزبائن كثر، والخيّاط كان إمبراطور عصره، يقصده الجميع لخياطة ملابسه، لم تكن الملابس الجاهزة متوفّرة كما اليوم، كان الخياط مُصمّماً ومنفذاً، يتقن لعبة الأزياء، ويبتكر الكثير رغم أنه غير متعلم".
الخياطة عند صبّاح تبدأ من رسم صورة القميص، ثم اختيار القماش المناسب وتفصيله وفق مقاسات دقيقة جداً، لتبدأ بعدها الخياطة. ويعتبر صباح الخياطة، مهنة صعبة تتطلّب صبراً ودقة، رافضاً مغادرة مهنته التي لم يورثها لأحد.
يقول: "الخياطة تعيش عزلتها الأخيرة وتتّجه نحو الاندثار. بعد عامين لن تجد خيّاطاً إلا لتصليح الملابس. وقد كان الخياط يعمل لساعات طويلة دون توقف، ويحتاج الزبون إلى دور. بينما، اليوم، ننتظر الزبون ولا يأتي، وكأننا مهمشون في هذه الحياة".
اقــرأ أيضاً
كانت ماكينة الخياطة اليدويّة موجودة في أغلب البيوت، إذ كانت تستخدمها النساء في خياطة ملابس أولادهنّ وفساتينهنّ في وقتٍ كان فيه بائع الأقمشة المتجول يزورهنّ لانتقاء ما يناسبهن من أقمشة. ولكن في الوقت نفسه، كانت حرفة الخياطة من الحرف التي يتقنها الرجال أيضاً، ولم تكن حكراً على النساء.
علي صبَّاح، يعملُ في الخياطة في حي السراي بمدينة النبطية جنوب لبنان، يقول لـ"العربي الجديد": "عندما أنهيت المرحلة الثانوية في الخمسينيات، لم أجد عملاً، فقرَّرت أن أتعلّم حرفة الخياطة كونها كانت مزدهرة في ذلك الوقت. فقصدت أحد الخياطين في حي السراي، وبدأت تعلّم المهنة الصعبة والشاقة في آن، فهي تتطلب عمليات حسابية دقيقة يعجز عن إتقانها أحد بسهولة، وبدأت العمل بها في محل صغير، وما زالت ماكينة الخياطة التي استخدمتها أول مرة موجودة في المحل حتى يومنا هذا".
ورغم التطوُّر السريع الذي قضى على معظم المهن والحرف، إلا أنَّه ما يزال يمكث خلف الماكينة وقتاً طويلاً يصمم بعضاً من الملابس، في وقت صار فيه الزبون يفضّل الملابس الجاهزة، لأنَّها أرخص، مع أن الخياطة اليدوية أجمل وأمتن.
ويلفت صبّاح إلى أن حرفة الخياطة باتت تقتصر على تصليحات الملابس ودرزها، لأن المعامل الحديثة قضت على هذه الحرفة، مُؤكّداً أنه يملك سرعة كبيرة في إنجاز ما تنجزه آلات الخياطة الحديثة، ولكن الموضة الحديثة كانت سبباً في ضياع هذه الحرفة.
خلف ماكينة الخياطة القديمة التي يفوق عمرها السبعين عاماً، يجلس صبّاح لساعات، وتحيط به الأقمشة والخيوط والمكواة القديمة قائلاً: "كنا لا نهدأ، فالزبائن كثر، والخيّاط كان إمبراطور عصره، يقصده الجميع لخياطة ملابسه، لم تكن الملابس الجاهزة متوفّرة كما اليوم، كان الخياط مُصمّماً ومنفذاً، يتقن لعبة الأزياء، ويبتكر الكثير رغم أنه غير متعلم".
الخياطة عند صبّاح تبدأ من رسم صورة القميص، ثم اختيار القماش المناسب وتفصيله وفق مقاسات دقيقة جداً، لتبدأ بعدها الخياطة. ويعتبر صباح الخياطة، مهنة صعبة تتطلّب صبراً ودقة، رافضاً مغادرة مهنته التي لم يورثها لأحد.
يقول: "الخياطة تعيش عزلتها الأخيرة وتتّجه نحو الاندثار. بعد عامين لن تجد خيّاطاً إلا لتصليح الملابس. وقد كان الخياط يعمل لساعات طويلة دون توقف، ويحتاج الزبون إلى دور. بينما، اليوم، ننتظر الزبون ولا يأتي، وكأننا مهمشون في هذه الحياة".