ورغم تأكيد نحو 113 حالة إصابة (سجلت الحالة الأولى في 27 الشهر الماضي لمحرر أخبار القناة الثانية بعد عودته من إجازة تزلج ثلجي في شمالي إيطاليا) حتى صباح الثلاثاء، إلا أنّ 700 مواطن يخضعون اليوم لحجر صحي في الدنمارك. ورأى بروستروم أنّ "العمل والتعليم المنزلي من الإجراءات التي نفكر فيها، إلى جانب أشياء أخرى تتمثل في تمديد عطلات نهاية الأسبوع".
وتتسارع خطوات الدنمارك لاحتواء الفيروس، بعد تفشيه على نطاق واسع في القارة الأوروبية؛ ففي دول الجوار، كالسويد، ترتفع بشكل يومي حالات الإصابة لتتجاوز 260، أغلبها في العاصمة استوكهولم، بنحو 147 حالة، بالإضافة إلى حالات في مدن جنوب ووسط السويد القريبة من الدنمارك.
ومع فرض إيطاليا إغلاقاً تاماً على كل أقاليم البلاد، وإلغاء معظم الفعاليات، والطلب من المواطنين عدم التجول إلا في حالات الضرورة، يدب ما يشبه الذعر في دول أوروبية عدة، ومنها الدنمارك التي شهدت، في نهاية الأسبوع، قيام مواطنين بتخزين مواد غذائية وضروريات، خشية من الأسوأ.
وبالنسبة لمسؤولي دائرة الصحة في كوبنهاغن، فإنّ "زيادة أعداد المصابين ليست مفاجئة، وهي ما توقعناه وأعلنا عنه الأسبوع الماضي"، بحسب ما يذكره بروستروم للقناة الرسمية الدنماركية "دي آر".
ومن ناحية ثانية، أعلنت الخارجية الدنماركية عن طلبها من المواطنين عدم السفر إلى إيطاليا، مع توقعها بإصدار تغييرات لاحقة بشأن حظر السفر إلى دول أخرى. وكإجراء احترازي، أغلقت السلطات ثانوية روسينستين في منطقة العاصمة كوبنهاغن، بعد أن تأكد وجود إصابتين فيها. وطالبت رئيسة الوزراء من مواطنيها بإلغاء أي تجمعات تزيد عن ألف شخص، والإقلال من المعانقة والسلام باليد.
ورغم تلك المطالب، وخصوصاً التوقف عن المصافحة، فقد أصرت الحكومة على مراسم المصافحة لتوزيع شهادات الجنسية على المجنسين الجدد، الأمر الذي أدى إلى إلغاء وتأجيل منح هؤلاء شهادات الجنسية إلى وقت لاحق؛ بسبب إصرار وزارة الهجرة على تنفيذ قانون المصافحة، وسط انتقادات سياسية يسارية وخيبة لدى المجنسين الجدد. وأشركت الدنمارك، منذ أمس الإثنين، متطوعين من الدفاع المدني للمساعدة في تلقي اتصالات المواطنين على الخط الساخن الذي خصصته وزارة الصحة للمواطنين حول فيروس كورونا.
وتبدي شركات طيران وسياحة مخاوفها من تأثير كورونا على عملها، سواء في مجال السياحة الداخلية، تزامناً مع أعياد الفصح، أو الخارجية التي باتت تؤثر على مطارات البلد بنسبة انخفاض المسافرين بما لا يقل عن 30%.
من جهة ثانية، ومع تزايد حالات العدوى بفيروس كورونا في إيطاليا، واتخاذ حكومة رئيس الوزراء جويزبي كونتي، قراراً بتوسيع غلق وحظر التنقل بين الأقاليم الإيطالية العشرين، يبدو أنّ القطاع الصحي الإيطالي يعاني مع تفشي الفيروس. فرغم إعلان السلطات أنها تواجه وضعاً لم تشهده البلاد منذ 70 عاماً، وأنها بصدد استدعاء نحو 20 ألف موظف في القطاع الصحي، ممن أحيلوا إلى التقاعد، بمن فيهم أطباء وممرضون، إلا أنّ تحذيراً صدر عن الجمعية الأوروبية لطب العناية المركزة عن حاجة أطباء أوروبا للتجهز والاستعداد لإشغالات كبيرة في وحدات العناية المركزة. ويأتي هذا الإعلان الأوروبي تأكيداً لمخاوف أطباء في شمال إيطاليا تعاطوا مع المرضى، محذرين من أنّ 10% من مصابي كورونا سيحتاجون لعناية مركزة.