ووفق تصريحات مصادر حزبية لـ"العربي الجديد" فإن "تقدم الأحزاب الثلاثة، وبدعم من شخصيات من الاجتماعي الديمقراطي، وبعض الليبراليين المحسوبين على يمين الوسط، سيضع المزيد من الضغوط على الحزب الاجتماعي الديمقراطي المعارض (أكبر الأحزاب البرلمانية) للتصويت لمصلحة الاعتراف بفلسطين كما فعل ذات الحزب في السويد".
مقررة الشؤون السياسية لحزب اللائحة الموحدة في البرلمان، يوهنا شميت نيلسن، لا تتردد في القول:" علينا أن نذهب في ذات الاتجاه السويدي فأكثر من مائة دولة أخرى في طريق اعترافها بالدولة الفلسطينية المستقلة". وترى شميت، وغيرها من السياسيين، أن "المزيد من الاعتراف بالدولة الفلسطينية من قبل الدول الغربية سيزيد من الضغوط للوصول إلى حلول سلمية".
ويرى حزب الشعب الاشتراكي أن مقترح القانون البرلماني، وما سيتمخض عنه في حالة الاعتراف بفلسطين، "سوف يؤدي إلى زيادة فرص الوصول إلى مفاوضات سلمية بين الطرفين (الفلسطيني والإسرائيلي)".
وليس سرا أن تحولات ملموسة بدأت تطرأ على مواقف بعض يهود الدنمارك مع توارد الصور البشعة للممارسات الإسرائيلية، وجنوح بعض الصحافيين والكتاب نحو انتقاد علني لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، كانوا تاريخيا يدافعون عن الاحتلال بكل الأوقات.
من ناحيته، عبّر مقرر الشؤون السياسية البرلمانية عن حزب البديل، راسموس نوردكفيست، عن "رغبة جدية في أن نظهر دعمنا الحقيقي لحل الدولتين بالاعتراف بفلسطين كدولة مستقلة".
ووفق مصادر خاصة بـ"العربي الجديد" فإن توترا طرأ بين اليسار الدنماركي ودولة الاحتلال، منذ الحرب على غزة وتصاعد نبرة المقاطعة، وإثر توقيف البرلمانية، يوهنا شميت نيلسن، في مطار تل أبيب قبل يومين، والعبث بكومبيوتر البرلمان وهي عائدة من فعالية ماراثون فلسطين.
وتقول تلك المصادر إن "التصرف الإسرائيلي يعبر عن انزعاج من البرلمانيين الذين يبدون جدية في مسألة الاعتراف بفلسطين، وخصوصاً أن الدنمارك تعني لهم الكثير وهم يخشون فعليا من خسارتها لتكون قدوة لدول أخرى غير الدول التسع في أوروبا، المعترفة بفلسطين".
مصادر فلسطينية في كوبنهاغن تفيد بأنه "سيكون الأمر مكلفا للاجتماعي الديمقراطي بفقدان تصويت الكثير من العرب والفلسطينيين إذا لم يدعم مشروع أحزاب اليسار. أما في ما يخص تعامل اليمين المتشدد مع قضية الاعتراف، فهي مفهومة، فمن يعتبر نفسه وبصراحة مؤيداً للصهيونية ومثله الأعلى دافيد بن غوريون لا يتوقع منه الكثير. لكننا نراهن على أن تتحكم البراغماتية بمواقف أقطاب من يمين الوسط عبرت في السابق وفي جلسات داخلية عن دعمها الكامل للاعتراف بالدولة الفلسطينية".