وكانت الدوحة قد أبدت ترحيباً كبيراً باستضافة الحوار، بعدما دعا إليه مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر، معتبرة أن التطورات العسكرية والسياسية غيرت معادلات كثيرة في الأزمة اليمنية.
وفي هذا السياق، أفادت المصادر الخليجية، لـ"العربي الجديد"، أنه "في وقت تستمر فيه عمليات القصف الجوي الذي يقوم به التحالف الذي يتألف من عشر دول، ضد مواقع الحوثيين في اليمن، وتشارك فيها قطر، لا يمكن الحديث عن مواعيد للحوار الذي دعا إليه بنعمر، أو ترتيبات لعقده في الدوحة، طالما أن الحملة العسكرية مستمرة".
وكان مساعد وزير الخارجية القطري، محمد بن عبدالله الرميحي، قد قال أمام منتدى "بروكنجز" للطاقة، الذي اختتم أعماله في الدوحة، أمس الخميس، إن "بلاده تخطط لاستضافة الحوار بين الأطراف اليمنية المتنازعة، في إطار دور الوساطة الذي تلعبه، لإنهاء الصراعات في المنطقة".
وفي الوقت الذي لم تصدر فيه السلطات القطرية أية بيانات رسمية عن مشاركتها، رسمياً في الحملة الجوية المستمرة لليوم الثاني، نقلت وكالة "الأنباء القطرية الرسمية" (قنا) عن وزير الخارجية، خالد العطية، قوله في كلمة ألقاها في الاجتماع التحضيري للقمة العربية في شرم الشيخ، أمس الخميس، إن "عملية عاصفة الحزم جاءت بعدما رفضت القوى اليمنية المنقلبة على الشرعيّة، كل الحلول التي قدّمتها دول مجلس التعاون الخليجيّ، لحفظ وحدة واستقرار اليمن والمنطقة بأسرها، وقد جاء ذلك بناءً على طلب من الرئيس الشرعيّ لليمن، عبدربه منصور هادي".
ولم يتطرق الوزير في كلمته إلى استضافة بلاده الحوار الذي دعا إليه الموفد الدولي، لكنه دعا الأطراف والقوى السياسيّة اليمنية إلى تغليب مصلحة بلادهم وشعبها، والعمل على استكمال تنفيذ العملية السياسيّة، قائلاً: "علينا جميعاً الاصطفاف إلى جانب الشرعيّة في اليمن، ورفض سياسة فرض الأمر الواقع، للحفاظ على وحدة اليمن وأمنه واستقراره"، مضيفاً "لن تألو دولة قطر جهداً لتحقيق ذلك".
إلى ذلك، أدى انطلاق حملة "عاصفة الحزم" العسكرية، إلى إغلاق بورصة الدوحة، أمس الخميس، بانخفاض بلغ 0.8 في المئة، وأعلنت الخطوط الجوية القطرية، على موقعها على شبكة الإنترنت، تعليق رحلاتها إلى اليمن إلى إشعار آخر، بسبب "الوضع الأمني".
وأجمعت الصحف القطرية الصادرة، اليوم الجمعة، في افتتاحياتها على تأييد العملية العسكرية في اليمن، وكتبت صحيفة "الوطن"، أن "العملية تأتي استجابة لدعوة الرئيس الشرعي اليمني، الذي بقي يستصرخ الجوار والعرب، والعالم كله، لإنقاذ اليمن من شرور الانقلاب، ومخططات القوى الخارجية التي ظلت تدعمه، وتستهدف، في الأساس، بسط نفوذها في المنطقة، والتحكم بالتالي، في الممرات المائية الحيوية، التي تهم العالم كله".
كذلك؛ اعتبرت صحيفة "الشرق"، أن "الحوثيين قد منحوا الفرصة تلو الفرصة لإعادة الأمور إلى نصابها، وللعودة إلى طاولة الحوار، وقد قامت المملكة العربية السعودية، ومن ثم دولة قطر، بدعوتهم لاستئناف الحوار في الرياض أو الدوحة، لكنهم رفضوا ذلك، وأخذتهم العزة بالإثم، وأعجبتهم قوتهم، واعتقدوا أن تعريض أمن المنطقة واستقرارها للخطر أمر هين، سيمر كغيره من مغامراتهم غير المحسوبة".
أما صحيفة "الراية"، فكتبت أيضاً، أن "لا أحد يعلم كم تستمر عاصفة الحزم، لكن من الواضح أنها لن تكون فقط ضربة تأديبية أو تحجيمية، بل ستكون ومن اسمها عاصفة حازمة وقاصمة تضع نهاية لأسطورة الحوثيين"، بينما كتبت صحيفة "العرب"، أن "قطر في مقدمة الدول المرحبة بالمشاركة في عملية عاصفة الحزم، لدعم الشرعية في اليمن، والتي تقودها المملكة العربية السعودية".
اقرأ أيضاً: ماراثون اليمن: حوار الدوحة يسابق حوار الرصاص