وطالت السهرة، بوصف الليلة الرابعة ختام الفعاليات، إذ إن العازفين والمغنين اقتسموا الليالي السابقة، ثم حضروا جميعاً على المسرح وتوزعت فقرات الحفل ما بين عزف فردي وثنائي.
وقدمت فرقة لينغو فرانكا اليونانية مع العود اليوناني عرضاً، قوبل على غرار الليلة الثانية التي شاركت فيها بالاستحسان، إذ تؤدي الفرقة موسيقى من الروح اليونانية، المتوسطية المألوفة بيسر للأذن، كما تقدم العود في موسيقى الجاز، والعود يعرف طريقه في كل الاقتراحات الجمالية.
بدوره، عزف اللبناني شربل روحانا والأردني طارق الجندي مقطوعة "بسمة" من تأليف روحانا، على مقام الهزام، وسبق أن قدمها الاثنان قبل عامين، ضمن شراكتهما الفنية، التي كان آخر تجلياتها مع رباعي العود والأوركسترا، في عمل لمارسيل خليفة.
|
وعزف التركي يوردال بالشراكة مع الإيرانية ياسمين شاه حسيني، والعماني سالم المقرشي والقطري محمد السليطي، وغنى اليمني يحيى عنبه بمرافقة عازف العود عارف جمن، أغنيات تفاعل معها الجمهور منها "حبوب لا تغضب".
إضافة إلى التركية أويا ليفندولو، والإيراني يوردال مجيد بور والمغربي عبد الحق تيكروين والأردنية داليا حسين، والعراقي مصطفى زاير، والكويتي دريع الهاجري عزفاً وغناءً.
|
لم تقتصر أيام المهرجان على العروض الموسيقية في دار الأوبرا، بل نزل الموسيقيون إلى ساحة كتارا بين الناس.
وضمن الفعاليات، كان على مقربة من المسرح الرئيسي، معرض لصنّاع العود استضاف مجموعة من الخبراء تحدثوا عن تجاربهم ورؤاهم ونماذج تطبيقية من آلاتهم.
وفي هذا السياق قال خالد السليطي، المدير العام للمؤسسة العامة للحيّ الثقافي كتارا، إن الاستعداد للدورة الرابعة سيبدأ من الآن، لإعداد برمجة ثرية تحتفي بمفكر عربي آخر له إسهاماته في مجال الموسيقى. كما سيتم العمل على استضافة دول أخرى جديدة.
|
وتجدر الإشارة إلى أنّ كتارا اختارت الكندي لتحمل الدورة الثالثة اسمه، لدوره وإسهاماته الكبيرة في إثراء الفكر والثقافة الإنسانية، ورسائله التأسيسية الهامّة في التنظير للموسيقى، وتحديداً آلة العود التي تبحّر فيها، لجهة الأداء والصناعة.
وفي هذا الإطار حاضر البروفسور التركي أحمد ترابي، المتخصص في الموسيقى الدينية، حول أهمية الكندي، وقال فيها إن هذا الفيلسوف العربي وضع مصطلحات الموسيقى العربية، وسبق الجميع في تأسيس العلاج بالموسيقى، وبحث أثرها على الحيوان، وقسم السلم الموسيقي إلى 12 صوتاً، واخترع النوتة الأبجدية، وقدم معلومات مهمة عن الموسيقيين والآلات في وقته.
وشارك في المهرجان 35 مبدعاً في مجال الموسيقى وصناعة الأعواد من عدد من الدول هي العراق، الكويت، الأردن، تركيا، لبنان، تونس، عمان، اليونان، اليمن، سورية وإيران.